من الرسم التقليدي إلى الرسم التقني إبداع مستمر
علا حاتم النمرة شابة من غزة تمتلك موهبة الرسم بالفحم ورسومات الطبيعة بألوان الاكريليك، وترسم البورتريه إضافة لحبها للرسم الرقمي الذي اتخذته كعمل ومصدر دخل
نغم كراجة
غزة ـ .
علا حاتم النمرة التي تبلغ 22 عاماً تعيش في مدينة غزة وهي خريجة وسائط متعددة وتطوير الويب عام 2021 من الجامعة الإسلامية.
تقول إنه منذ صغرها تمتلك موهبة الرسم وبالتحديد في مرحلة الابتدائية حيث كانت تحب حصص الرسم "المعلمات لاحظنَّ حبي للفنون والتلوين وجمال لوحاتي إلى أن وصلت إلى مرحلة الثانوية وبدأت والدتي بتوجهي لمراكز تعليم أساسيات الرسم، وشاركت بمعرضين تابعين لمركز الفنون ومعارض فنية عديدة في المدرسة حيث كنت أرسم مواد مختلفة وأعمال فنية عديدة للمدرسة أبرزها البورتريه".
في الثانوية شاركت بمعرض فني برسم بورتريه لبعض علماء الكيمياء، وبالنسبة للفن الذي تتبعه هو فن تقليدي نوعاً ما بالإضافة لرسومات الفحم والطبيعة بألوان الاكريليك، والرسم الرقمي الذي اتخذته كعمل ومصدر دخل بعد التدرب عليه مدة سنة تقريباً.
لم تشارك علا النمرة بمعارض الأونلاين بسبب انشغالها بدراستها الجامعية، وتعتبر الرسم مهرب من متاعب الحياة ومصاعبها، "قررت أن أختار تخصص الوسائط المتعددة وتطوير الويب كونه يشمل التصميم الجرافيكي ويحتاج إلى حس فني وابداعي"، وتضيف "واصلت تطوير مهاراتي بالتكنولوجيا بجانب الفن الذي اتخذته هواية وفي فترة الإجازة أنجز العديد من الرسومات المختلفة وأتعلم الرسم باستخدام برامج التصميم؛ نظراً لتخصصي".
وتكمل "تمكنت من فتح متجر عبر الأونلاين لرسم اللوحات الفنية وبيعها حسب الطلب، واستطعت تطوير الفن التقليدي إلى الفن الغريب والمميز بصيف 2020 وهو رسم الديجيتال أو الرقمي"، وتقوم من خلاله برسم اللوحات باستخدام عدة برامج متطورة، وشتان ما بين الرسم التقليدي والرسم الرقمي، كما تقول، حيث يعتمد الرسم الرقمي على برامج الرسم كالـ paint والفوتوشوب وغيرها باستخدام القلم الضوئي وهذا يجعل الرسام أثناء عمله في بيئة نظيفة ومن مميزاته سرعة إنجاز اللوحة.
ويمكن طباعة الرسم الرقمي على أي نوع من القماش والورق وبأحجام متعددة، كما تقول علا النمرة بخلاف الرسم التقليدي الذي يتطلب شراء أدوات الرسم والألوان والالتزام بنوع وحجم معين لطباعة الرسومات على المجسمات، ويتطلب مجهود كبير والتزام الدقة في التفاصيل.
وأوضحت أن متجر يدعى "ندى ستور" اقترح عليها فكرة تجميع الشخصيات عن طريق الرسم، ولاقت هذه الفكرة إقبالاً كبير واعجاب شديد على رسم الديجيتال أكثر من الرسم التقليدي "رغم غلاء ثمنه لكن الفكرة قيمة وراقية مما شجع الناس على طلبها"، وتؤكد علا النمرة أن لعائلتها الفضل في تشجيعها واستمرارها سواء مادياً أو معنوياً ونفسياً ومشاركتهم لها بالنقد البناء لتطوير موهبتها أكثر.
وتبين "كنت أواجه عدة معوقات ومصاعب من ضمنها الحصار على قطاع غزة الذي منعني من السفر للمشاركة بمعرض فني خارج قطاع غزة في تونس عام 2018"، فظروف المعبر الصعبة لم تُتح لها الفرصة ورغم ذلك قالت أن إبداعها بالمجال الفني صقل شخصيتها حيث أنها بكل عمل فني تكتشف شيء جديد وتفاصيل حديثة مما يساعدها على تحسين أدائها في كل مرة وتنمية قدراتها وزيادة الثقة بذاتها، وتطمح أن تتمكن من المشاركة بمعارض خارج القطاع وتنجز عدد كبير من اللوحات التي تحمل رسالة قيمة عن وطنها والوضع الذي يعيشه وتُظهر للعالم مدى جمال دولة فلسطين من خلال رسم الطبيعة، وأن يكون لديها معرضها الخاص المتعلق بالرسم المتنوع على أرض الواقع.