مهرجان المرأة تبادل للثقافات وإحياء للتراث

شهدت المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا تطوراً ملحوظاً وتغيرات جمة على الأصعدة الفنية والأدبية والثقافية وقطعت أشواطاً كبيرة لترسيخ الثقافة المتنوعة

سيلفا الإبراهيم
 
منبج ـ التي تُعبر عن الترابط والتواصل بين كافة المكونات في المنطقة.
تميز مهرجان فن وأدب المرأة الثالث الذي انطلق أمس السبت 20 شباط/فبراير في مدينة منبج، بغناه لتضمنه فقرات للتراث الفلكلوري والتاريخي لكافة نساء المنطقة، وعرض تراثي للحنة التي تتميز بها المرأة العربية والتي تستحوذ على مكانة مختلفة بين الطقوس الأخرى لديها.
وحول عرض الحنة العربية الذي قُدم خلال مهرجان فن وأدب المرأة الثالث الذي أقيم في مدينة منبج تحت شعار "المرأة نبع الفن ونبض الإبداع" في يومه الأول، قالت امتثال الطعان من المكون العربي وهي إحدى المشاركات في عرض الحنة العربية "الحنة تمثل تراث المرأة العربية وثقافتها العريقة، اقتبسنا هذا العرض من فحوى تراثنا الغني لأنه يُمثل عاداتنا وتقاليدنا التي ورثناه عن جداتنا، ورغم التطور في المجتمعات إلا أنها لا تزال مُحتفظة بخصوصيتها".
وتعتبر المهرجانات ومنها مهرجان فن وأدب المرأة اللبنة الرئيسية لتبادل المعرفة والفنون بين كافة نساء المنطقة، وخطوة لإبراز لونهن وطابعهن المُميز بعد سنوات من التهميش والإقصاء إبان النظام البعثي وسيطرة مرتزقة داعش.
وعن الحفاظ على العادات والتقاليد المتوارثة، تُشير امتثال الطعان إلى أنها ستُحيي ثقافتها من كل بُد، وستحمي تراثها من سياسات الصهر والإبادة الثقافية التي تُمارسها الأنظمة الرأسمالية لصهر الثقافات في بوتقتها لتتمكن من التحكم في مصير الشعوب كيفما أرادت، مشددة على أن "التراث هو هوية الشعوب وذاكرة التاريخ".
وتعتبر الحنة العربية من الطقوس الأساسية لمراسيم الزواج والتي تُقام قبل يوم من إقامة حفلة الزواج، ولا تزال هذه العادة قائمة بين الشعوب العربية الذين حافظوا عليها.
وأعربت امتثال الطعان عن فخرها لأنهن يملكن حافظة غنية من العادات التي لا يُمكن الاستغناء عنها "عادة وضع الحنة مُتجذرة لدينا وتدلُ على الفرح والسعادة، وتعريف الأجيال القادمة على العادات المتوارثة مسؤولية لا يُمكن إهمالها"، مؤكدةً على أن المرأة هي ممثلة التراث.
في حين أن غادة الحميد إحدى الزائرات للمهرجان أكدت أن المهرجان تميز بقمة الإبداع والتفنن لضمه فعاليات في غاية التنوع "أعادنا المهرجان إلى تاريخنا بعروضه وفقراته المتنوعة"، مشيرةً إلى أن عرض فقرة الحناء خلال المهرجان كان متفرداً لكونه يُعرض للمرة الأولى ما أضاف رونقاً باهراً لأجوائه.
كما وأردفت أن كل عرض من عروض المهرجان مثَل ثقافة كل مكون، وعكس مدى تمازج الثقافات وتلاحم النساء ورغبتهن في الحفاظ على تراثهن من الضياع "إظهار التراث المُمثل بطابع وهوية المرأة بأسلوب راقٍ هدف سعى إليه المهرجان، كما أن المهرجان شكل فرصة لكل النساء من مختلف المكونات لعرض تراثهن وثقافتهن وأدبهن".
وأوضحت أن المهرجان الثالث تميز عن سابقاته من المهرجانات التي أُقيمت في مدينة منبج بعكس تراث ولون المرأة والتلاحم بين المكونات من خلال انضمام كل امرأة بزيها الفلكلوري التراثي والشعبي للمهرجان، ما أعطى اختلافاً وجمالاً للمهرجان.
وعلى هامش افتتاح معرض التراث القديم الذي ضم أعمال للمكونات الكردية، العربية، الشركسية والتركمانية خلال المهرجان، أكدت لوكالتنا نائبة لجنة الثقافة والفن في مدينة منبج بشمال وشرق سوريا وعضوة اللجنة التحضيرية للمهرجان زينب حمو "نحن كمؤسسات ثقافية وفنية ولجنة تحضيرية أقمنا مهرجان فن وأدب المرأة الثالث تحت شعار "المرأة نبع الفن ونبض الإبداع"، لتكون نافذة لإطلاق إبداعات المرأة وإنجازاتها، لأنها هي من تصنع الثقافة وتحافظ عليها أكثر من الجميع، يجب إعطاء الأولوية لنتاجاتها".
وعن الخيمة التراثية التي ضمت العديد من الأعمال التراثية والأشغال اليدوية المُحاكة بأيادي النساء وتطريزهن، ومختلف أنواع الأطعمة التي تُعرف بها كل مكون موجود في مدينة منبج، تقول زينب حمو "إعطاء قسم خاص لعكس هذه الأعمال مهم، فهو يحكي عن تراث وثقافة كل مكون في المنطقة، وينقل للأجيال القادمة التراث العريق ويبين ضرورة الحفاظ عليه".
وتضمنت الخيمة أطعمة شعبية لكلٍ من "الكبة" للمكون الكردي، و"البرك" للمكون التركماني، "السيايل وشوربة الحنطة" للمكون العربي.
والجدير ذكره أن مهرجان فن وأدب المرأة الثالث نظم من قبل مركز الثقافة والفن برعاية لجنة الثقافة في مدينة منبج بشمال وشرق سوريا، لإحياء ثقافة الشعوب وتراثه بلون المرأة التي حافظت ولا تزال تحافظ عليها من الاندثار وتجسده بشكل مبدع وراقٍ.