'على المرأة أن تثبت وجودها النَّسوي في كافة المجالات'
تحاكي الشاعرة روضة المحمد الوقائع الإنسانية والاجتماعية، وترسم لنفسها المكانة التي تريد الوصول إليها
سيبيلييا الإبراهيم
منبج ـ .
روضة المحمد (31) عاماً من مدينة حلب، وتقيم في منبج بشمال وشرق سوريا، تجيب عن التَّساؤل الذي يطرح دائماً على الأديبات والشاعرات، وهو لماذا تكتب المرأة؟ بالقول إن الكتابة ليست حكراً على الرَّجال فقط، فهي حالة إنسانية شعورية والمرأة كتلة من الأحاسيس.
وبدأت روضة المحمد الكتابة عندما كانت في الصّف الخَّامس، "كنتُ في العاشرة من العمر، اكتشفت موهبتي عبر مواضيع التَّعبير، إذ كان معلمي يُشجعني على قرأتها أمام زملائي، وبعدها شاركت في مسابقة التَّعبير والإنشاء، وحصلت على المرتبة الثَّالثة على مستوى مدارس مدينة حلب".
وبينت أن كتابتها كانت عبارة عن جُمل وكلمات مُبعثرة، تحولت لخواطر، وبدأت تأخذ شكل القصص والرَّواية المسرحيَّة "طورتُ نفسي بالقراءة، وبدأت أكتب حسب المواقف التي أتعرض لها، فيما بعد بدأت أنعزل عن المُحيطين بي لأجد الهدوء، واستمع للموسيقا الكلاسيكية ولأغاني فيروز".
تقول إنها ولشدة حبها للفنانة اللبنانية فيروز كتبت لها خاطرة بعنوان "أنا وفيروز وفنجان قهوة"، وشعراً عن الغربة باسم "الغربة كربة"، إضافة لـ 15 قصة منها "أميرة غزة النائمة، وآخر كلماتي كتبتها منذ ثلاث سنوات، وقصة السيجارة منذ أربعة أشهر، وقصة عامل في زمن الكورونا منذ عام"، إلى جانب العديد من الخواطر.
وشاركت روضة المحمد في مسابقة البُحتري بمدينة منبج ونالت فيها المرتبة الثَّالثة "حصلت على أول جائزة في كتابة القصة القصيرة على صعيد المنطقة في 2021، التي تتحدث عن جندي ذهب للمعركة وترك حبيبته، فعاش حيرة بينها وبين الوطن، ولكنه اختار في النَّهاية ألا يخون وطنه".
وحول المعوقات التي اعترضتها قالت "العادات والتَّقاليد والخوف من المجتمع قيدني، لكنني تخطيتُ ذلك عبر الإرادة والتَّصميم، وبتشجيع من عائلتي".
وترى أنه على الرغم من أن منبج هي (مدينة الشّعراء)، منها خرج البحتري وعمر أبو ريشة، ولكن حضور المرأة في هذا المضمار قليل، لأن قيود العادات منعتها وتركتها حبيسة المنزل "كان عليها أن تتخطى ذلك، وأن تثبت وجودها النَّسوي في كافة المجالات، وتُظهر صورتها الجميلة للعلن".
وما تزال القصص التي كتبتها مبعثرة لم تجمعها في كتاب، ولكنها تسعى لذلك في الفترة المُقبلة كما تقول. وعن المواضيع التي تميل اليها في قصائدها تقول إنه لمن المعروف أن أغلب النَّساء يكتبنَّ عن العاطفة، ولكنها تكتب عن الجانب الإنساني أكثر "الحرب السَّوريَّة أثرت بشكل كبير، ولا أكتب لبلدي فقط، بل تأثرت كثيراً بالعدوان الأخير على قطاع غزة".
واتجهت في هذه الفترة لكتابة الخواطر والنَّثر، فهي تطمح لتكون الصَّورة الأدبية الحقيقية لوطنها "أحب جبران خليل جبران فكلماته تتسلل إلى القلوب، وتؤثر في الآخرين، وأريد أن يكون لي اسم كـ مي زيادة وغادة السَّمان، وسارة الزَّين وآسيا الصَّقلاوي، وسأكون مثل هؤلاء يوماً ما".
وتؤكد روضة المحمد على أن للمرأة في منبج دورها ببناء المجتمع، فالكتابة عنصر تغيير مجتمعي هام.