علا بركات تحول الورق لأفلام كرتون عبر تقنية "ستوب موشن"
عملت الفنانة علا بركات على إعطاء الأطفال العديد من الدورات التدريبة التي مكنتهم عبرها لرواية قصصهم الحياتية اليومية المختلفة، عن طريق أفلام الكرتون التي لامست ميولهم وعبرت عن احتياجاتهم.
رفيف اسليم
غزة ـ تجلس علا بركات في غرفتها لساعات طويلة محاولة إنهاء رسم تلك الشخصيات وتلوينها تمهيداً إلى إنجاز أول مشهد لإحدى أفلامها الكرتونية المنتجة عبر تقنية "ستوب موشن"، التي تصطحب عبرها المشاهد في 5 دقائق لمناقشة قضايا مجتمعية مختلفة بقطاع غزة خاصة المرأة والطفل.
بدأت حكاية علا بركات البالغة من العمر 18 عاماً، عندما قامت بخربشة مجموعة من الشخصيات على الورق مشكلة مشهد متكامل ينم عن إبداعها المتقن في ذلك الفن، لكن دون أن تعي حقيقة ما قامت به من إبداع فني قادها إلى موهبتها، لتنهي عمل يحتاج إخراجه لأيام طويلة من التفكير في ساعات قليله.
وقالت أن عائلتها لاحظت تلك الموهبة ورغبت في تطويرها لكن قطاع غزة في ذلك الحين لم يكن مألوف لديه علم صناعة أفلام الكرتون، فلم تجد المختصين الذين يساعدونها على تطوير تلك الموهبة بشكل علمي، ملتحقة بدورات خاصة بالرسم ومعتمدة على نفسها في التعلم الذاتي والتغذية البصرية التي كانت تحصل عليها من مشاهدة أعمال عربية وعالمية.
وأوضحت أنها بعد مدة طويلة سمعت عن وجود وفد أجنبي قادم إلى قطاع غزة لإعطاء دورة تدريبية متخصصة في المجال، لتهرع إلى التسجيل بها كي تصقل مهاراتها من خلال عدة تدريبات تكون عبارة عن أسبوع أو يومين أو ثلاثة، وبالرغم من عدم كفاية تلك المدة إلا أنها قد استغلتها جيداً لتكمل ما ينقصها من معلومات.
وقالت إنها بقيت لسنوات عدة تحاول أن تضع لذلك الفن أسس علمية يستطيع الفنان الاعتماد عليها في المدينة المحاصرة المفتقدة للخبرات والكفاءات، كي تدمج الموهبة مع الفن لتنتج عشرات الأفلام التي قد لا تستطيع حصرها اليوم بسبب تنوعها وطول الفترة الزمنية.
وأوضحت أنها التحقت بدراسة الوسائط المتعددة بأحد كليات مدينة غزة، لتتمكن من تطوير نفسها ومعرفة أسس ومبادئ العمل الاحترافي في صناعة أفلام الكرتون، مخصصة عملها بمحتوى غير تقليدي، تمهيداً للوصول إلى المشاهدين في كافة أقطار العالم.
وأضافت أن بعد عدة سنوات في ترك مجال التدريب الذي استنزف الكثير من وقتها وجهدها لتبدأ مشروعها الخاص "صورة وحكاية"، الهادف إلى مناقشة قضايا مجتمعية مختلفة عبر الفن أبطالها بالدرجة الأولى المرأة والطفل.
كما تحدثت عن هجوم 2014، تلك الحرب التي تأثرت بها كفنانة كما جميع أبناء شعبها الذين ما زالوا يحاولون إخفاء ندوبها حتى اليوم، متسائلة كيف يمكن الهروب من شبح وخوف الحرب ومجابهة الذكريات التي تنقل الشخص بلحظة واحدة من الأمان لفوهة نيران لا تهدأ، متقاطعة بشكل كامل مع مفاهيم الأمان والسلام.
ليكون ثمار جهدها المشاركة في مهرجان "تيرا دي توتي" (الأرض للجميع) السينمائي في إيطاليا، والذي يقام في بولونيا سنوياً، لعرض فيلمها روحي وتعالي الذي يدور عن المساواة بين الجنسين في قطاع غزة، متناولة قصة فتاة حقيقية لديها مشاكل مع شقيقها الذي يراها كخادمة له، ويكره تقدمها في الدراسة عنه.
ترى علا بركات في أفلام الكرتون مساحة واسعة لإيصال أفكارها ولمناقشة القضايا من رؤيتها هي كفنانة، لافتةً إلى أن جميع القصص التي عرضتها في أفلامها هي حقيقة رويت أمامها خلال فترة التدريبات متكفلة عناء تجسيدها لرغبتها في اختراق الوعي ومحاولة التغير في بعض السلوكيات المجتمعية الخاطئة عن طريق الفن.
وعن المواد المستخدمة لإنتاج فيديو قالت أن الورق والمواد الخام والصلصال والقماش وأي شيء موجود ممكن استخدمه مثل الخشب والصوف وأي مواد خام وقرطاسية معينة يمكن صناعة فيلم من خلالها، لكن بعد تطويعها جيداً لخدمة الفكرة، إلا أنها ما زالت تعاني من غلاء المواد الخام التي تقوم بشرائها وانقطاعها من السوق لفترات طويلة.
وأوضحت أنها تستخدم الكاميرا لتصوير المشاهد فيما تستعين بجهاز الحاسوب في عملية المونتاج، لإنهاء الفيلم بجودة عالية، ماراَ بعدة مراحل أخرى كتسجيل الصوت، وإضافة مؤثرات صوتية وبرومو للفيلم وغيرها من الخطوات التي تصعب انقطاع الكهرباء في قطاع غزة لفترات طويلة من إنجازها في وقتها المحدد.
وأشارت إلى أن الدقيقة الواحدة ممكن أن تأخذ وقت يومين أو ثلاثة أو أسبوع وذلك حسب التصوير والقصة والحوار وفي بعض الأحيان إن كانت شخصيات الفيلم كثيرة أو نصه كبير يأخذ إنتاج الفلم شهر أو شهرين، موضحةً أن أهم الأهداف التي تضعها نصب عينها بالوقت هو إيجاد مصدر بديل للطاقة وتوفير مكان مهيئ تستطيع العمل من خلاله بأريحية لتطوير جودة وانتاجية أعمالها.