"جزء من التاريخ... قصة زوجين" رواية للكاتبة سهام شريط تروي حياة مناضلة نسوية

قالت الكاتبة سهام شريط أن زعرة عثماني أول ناشطة نسوية ناضلت بالعلم والسلاح في ولاية تبسة لكنها مهمشة تاريخياً.

نجوى راهم

الجزائر ـ بعد سنوات من البحث والتوثيق وأرشفة المعلومات وجمعها، تمكنت الكاتبة والفنانة التشكيلية سهام شريط من نشر السيرة الذاتية لقصة زوجين.

من خلال عملها على رواية "جزء من التاريخ... قصة زوجين"، سلطت الكاتبة الجزائرية سهام شريط الضوء على قصة نضال وكفاح زعرة عثماني المرأة التي ناضلت بالعلم والسلاح وساهمت بشكل كبير في توعية المجتمع لاسيما النساء خلال سنوات الاستعمار الفرنسي.

تروي الكاتبة في أصدراها السادس بعد تجربة طويلة في مجال الكتابة بمختلف أشكالها من شعر ونثر، حيث خاضت العديد من التجارب الكتابية سواء في الفلسفة أو فن الرسالة والقصة، أنها اختارت الكتابة حول زعرة عثماني أول امرأة دخلت مجال التدريس في تاريخ تبسة كون التاريخ ظلمها.

وزعرة عثماني (1934) كرست العلم في خدمة بلدها، فرسخت مبدأ التعليم كجزء من خطة مواجهة العدو، ونشرت الوعي وحاربت الأمية.

تقول كاتبة السيرة الذاتية سهام شريط أن زعرة عثماني هي قصة تحدي ونضال امرأة شجاعة وقوية، حيث كانت أول معلمة في ولاية تبسة، وبدأت في سن الرابعة عشر بتعليم وتدريس الفتيات والنساء في بيئة محافظة منغلقة بالنسبة لفتاة لا تزال صغيرة.

وعن قصة تحدي ونجاح هذه المرأة التي سافرت إلى مدينة أخرى بقسنطينة عام 1948 حيث طالها النقد والرفض والانتقادات من طرف نساء ورجال "زعرة عثماني تحدت المجتمع الأبوي وتعاملت مع مختلف فئات المجتمع في تلك الفترة، وأعطت دروس توعوية في الحقوق والحريات وشجعت النساء على ممارسة الديمقراطية بطريقة حضارية، وقد علمت زعرة الكثيرات من النساء معنى الحرية ومعنى حرية المرأة وضرورة وعي النساء وحقهن في الدراسة والتعليم والثقافة ومواجهة المجتمع بكل أطيافه".

ومن خلال روايتها قدمت سهام شريط للقارئ العديد من الشهادات والوثائق التاريخية التي لازالت موجودة وشاهدة على تاريخ هذه المناضلة الشرسة التي تحدت كل المعوقات والظروف في بيئة ذكورية، حيث التحقت بصفوف جبهة التحرير الوطني، لتناضل بالسلاح ومحاولات عديدة من قبل القوات الاستعمارية لإلقاء القبض عليها "كل مرحلة من المراحل التي وثقت لها في الكتاب هي موثقة في صور وأدلة وكذلك في فيلمl’algérie en flamme  للمخرج روني فوتييه".

ونقلت الكاتبة مشاكل حقيقية اعترضتها أثناء توثيقها لمسيرة أيقونة ورمز من رموز المرأة الجزائرية المناضلة، من خلال تهميشها وغياب اسمها في تاريخ النسويات اللواتي جاهدن بالعلم والسلاح والقلم والتربية ونشر الوعي والتعليم "لا يوجد اسمها في الجزائر ككل لا في مدينتها الأم التي أفنت سنوات من النضال فيها ولا في الجزائر كدولة تعترف بالعديد من الأسماء الثورية في تاريخها".

وعبرت سهام شريط عن أسفها لعدم توثيق الجزائر لتاريخ زعرة عثماني كغيرها من ايقونات النضال النسائي والثوري في الجزائر "لا يكفي أن يذكر اسمها فقط لأنها ليست امرأة عادية، واطلب من كل من يملك صلاحية أن يمنحها المكانة التي تستحقها نظراً لما قدمته من تضحيات".