"جيران بالألوان" تعلي من المشاركة المجتمعية لترسيخ الوعي بالقضايا الشائكة
عدد كبير من الأزمات التي نمر بها من وقت لآخر يصعب التعبير عنها بالكلمات، إلا أن مؤسسة المحاميات المصريات لحقوق المرأة
أسماء فتحي
القاهرة ـ كان لها رؤية مختلفة ساهمت إلى حد كبير في تقريب الواقع إلى الأذهان وإشعار المسؤولين بحجم وصعوبة المشاكل المجتمعية خاصةً تلك التي تؤثر على الأسرة المصرية وتهدر بها حقوق النساء في سلاسة وسهولة.
"جيران بالألوان"
من الجميل إيجاد عمل فني يخرج من الواقع وإليه وهو ما يحدث في مسرحية "جيران بالألوان" التي اعتمدت على ممثلين من واقع المجتمع تدربوا على الأداء وعبروا عن مشاكلهم بأنفسهم.
وتتناول المسرحية ثلاث أزمات مجتمعية وهي "زواج القاصرات، وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الأسرة ومساهمتها في تفككها، والأغاني الشعبية وتأثيرها على سلوكيات الشباب خاصةً في نظرتهم للمرأة ومعاملاتهم اليومية والجرائم التي ترتكب من خلالها دون إدراك كامل من المتلقين".
وتبدأ المسرحية بظهور بابا نويل الذي يعطف على طفلة صغيرة يتيمة تمنت وجوده برفقتها ومن هنا كان حضوره وتجوله معها على مجموعة من الأحياء ليريها ما يقوم به الأهالي والشباب في الشوارع من مشاكل وقضايا مقدماً النصح والإرشاد لها وللحضور، في محاولة منه لتسليط الضوء على تلك القضايا والمشاكل التي تحدث بشكل متكرر لإثناء الحضور عن ارتكابها بطرح البدائل الآمنة.
المسرحية محاولة لعرض القضايا في ثوب رشيق ومثير للاهتمام
قالت رئيس مجلس أمناء مؤسسة المحاميات المصريات لحقوق المرأة هبة عادل، أن تقديم القضايا المجتمعية في مشاهد تمثيلية وفر الكثير من الجهد على القائمين على العمل "نحن في الأساس نتبنى تلك الأفكار ونحاول تقريبها إلى عقول المواطنين في المحيط المجتمعي الخاص بنا محاولين العمل على تغيير الواقع والأفكار التي سيطرت على عقول الكثير لسنوات طويلة".
واعتبرت أن المسرحية لاقت إقبال جماهيري كبير سواء على مستوى الحضور في مدينة أكتوبر الجديدة أو التفاعل من المسؤولين، رغم حالة الجو السيئة، كما أنها عززت المشاركة فنجد بها أباً وأماً يؤدون وكذلك هناك أسر حقيقية قامت بتأدية بعض المشاهد، في تفاعل من الحضور أكد أن تلك التجربة تستحق التأمل والانتشار.
وأوضحت أن العرض كان مبهر وأنهم قاموا الخميس 6 كانون الثاني/يناير، بتوزيع شهادات تقدير للمساهمين في العمل من سكان المدينة، وقد أثنى الحضور على ما رأوه من مشاركة مجتمعية وقصص واقعية ستساهم في تغيير ثقافة أبناء المدينة ورؤيتهم لمشاكلهم وتعزز من قدرتهم على اتخاذ القرارات وتغيير تلك الأفكار.
مبررات ساقها الأب في العرض الخاص بزواج القاصرات
عدد من المبررات ساقها الأب أحمد مخلوف أحمد في محاولته لتزويج ابنته القاصر، معتبراً أن هذا يرجع للعادات والتقاليد الخاصة بالمجتمع وأن الفتاة "مسيرها لبيت جوزها" وعليه القيام بالاستعجال في تزويجها معتبراً أن فارق السن لا قيمة له في تلك المعادلة والأمر يرجع له في اختيار زوج ابنته المناسب، وقد قامت ابنته بدور الزوجة القاصر بالفعل.
والجدير بالذكر أن القضايا التي تمت مناقشتها في العمل المسرحي لاقت إعجاب الحضور والاحتفاء به بل أنهم طلبوا أن يشاركوا أيضاً في أعمال شبيهة مستقبلاً في محاولة لتنمية الوعي وخلق بيئة ومجتمع سوي يؤمن فيه كل أم وأب على أطفالهم ويتكاتف من أجل النهوض بمستوى الأسر ومعالجة الخلل الوافد إليه.