همرين صلاح تسير على خطى فنانين كرد للمحافظة على ثقافتهم
بدأت همرين صلاح رحلة الغناء وعزف الموسيقى منذ أن كانت في السابعة من عمرها، والتحقت بمركز حركة الثقافة والفنون الديمقراطية في مقاطعة الحسكة بشمال وشرق سوريا، لتنمية موهبتها والمحافظة على ثقافتها الكردية وإيصالها للعالم أجمع.
سوركل شيخو
الحسكة ـ لكل مجتمع تاريخ وفن، ومجتمعنا معروف بفنانيه ومؤرخيه ومقاوميه، وعلى الرغم من كل القيود التي فرضت عليهم، استطاع الفنانون الكرد أن يرفعوا معنويات الناس بأغانيهم الثورية، وبسبب تأثير الأغاني انضم العديد من الشباب إلى مركز حركة الثقافة والفنون الديمقراطية.
الأغاني الكردية لها تقليد قديم فكل أغنية هي تاريخ، ويرى الناس المجازر التي شهدها الشعب الكردي من خلال كلمات الأغاني، كما تطورت الموسيقى الكلاسيكية في الجلسات الليلية. للموسيقى الكردية أنماط عديدة هي الغناء الشعبي ورواية القصص، كما يتم استخدام الآلات القديمة مثل المزمار والدف والبزق.
إن الشعوب الأكثر تعلقاً بتقاليدهم وفنونهم هم أولئك الذين يتعرضون للاضطهاد والتهجير هذا هو السبب في أن تاريخ الموسيقى الكردية قديم، وافتتحت المؤسسات الثقافية في روج آفا مع انطلاقة ثورة 19 تموز وإعلان الإدارة الذاتية الديمقراطية.
وتم افتتاح مركز حركة الثقافة والفنون الديمقراطية في منطقة تل تمر التابعة لمقاطعة الحسكة في شمال وشرق سوريا، وشارك فيه الشباب/ات واحداً تلو الآخر، ويضم المركز أربعة فرق كردية وعربية غنائية تسمى فرقة "أزهار كردستان"، "الشهيد شيار"، "خابور"، "طيور المستقبل".
وكشف المركز عن الاستعدادات لإنشاء فرقة رقص جديدة للكبار، بالإضافة إلى خطط مستقبلية لإنشاء فرق المسرح والرسم والرقص. يبلغ عدد الأطفال في المركز 45 طفلاً وتعتبر طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات أصغر شاعرة في المركز.
"الغناء ينير روحي"
همرين صلاح البالغة من العمر 15 عاماً، طفلة جميلة معروف بابتسامتها التي تجعل المرء يحبها دون إذن. تعلمت همرين صلاح الغناء من والدها عندما كانت طفلة، ثم انضمت إلى مركز حركة الثقافة والفنون في المنطقة كأصغر عضو فيها.
وعن رأيها بالفن تقول "في السابعة من عمري بدأت بغناء الأغاني وبسبب بعض الصعوبات في الدراسة تركت المركز لفترة ثم عدت، وخلال تلك الفترة الدراسية شعرت أنه ينقصني شيء وكان علي أن أكمله، ونظراً لأنني كنت طفلة، لم أفكر فيما سيقوله المجتمع وفي آرائهم، الشيء المهم بالنسبة لي كان الغناء".
وأضافت "عندما كنت أغني شعرت أن لدي أجنحة وأنني أحلق مثل الفراشة. رأى المجتمع لأول مرة أن طفلة صغيرة تنير قلوب الناس بصوتها الجميل، كنت أشعر بسعادة كبيرة".
"كل أغنية لها قصة وتاريخ"
قالت همرين صلاح إنها تعرفت على مجتمعها من خلال الانضمام إلى مركز الثقافة والفنون، مضيفةً "ليس مجتمعي فحسب، بل تعرفت أيضاً على العديد من الفنانين والشعراء الكرد، أحدهم عائشة شان، كما تعرفت على الشاعرين الكبيرين جكرخوين وفقي طيران، ويجب علينا أن نواصل السير على خطاهم".
ولفتت إلى أنه "إذا لم تكن هناك ثقافة فلن تكون هناك قيمة للمجتمع أيضاً، لذلك المجتمع والثقافة يكملان بعضهما الآخر. الشخص الذي يبتعد عن ثقافته ينقطع عن الإنسانية وعن حضارته. الثقافة ليست فقط موسيقى وغناء ومسرح، فهي تشمل على العديد من القيم وهي موضوع أعمق وأوسع".
شددت همرين صلاح على أهمية معرفة الناس لثقافتهم وتاريخهم، مشيرةً إلى أن "هناك قسم من المجتمع يستمع إلى الأغاني الأجنبية ولا يعرف أغانيها، وهذا ما يسمى بثقافة الرأسمالية. يجب ألا يبتعد مجتمعنا وشبابنا عن ثقافتهم، وأن يقتربوا منها ويستمعوا إلى الأغاني القديمة لفنانيهم فالأغاني القديمة لها تاريخ، حيث ألف الفنانون هذه الأغاني عن كل تطور وتمرد في المجتمع".
"أريد أن أصبح فنانة مشهورة"
وأشارت إلى أنه "في المستقبل أريد أن أصبح فنانة مشهورة وأنغمس في رحلة الأغاني. أريد أن يعرف الكرد أكثر بأغانيهم. الموسيقى لا حدود لها، وكلما استمعت إليها اتسعت آفاقي أكثر وأصبح تاريخ الناس معروفاً أكثر".
وفي ختام حديثها قالت همرين صلاح إنها تغني أثناء قيامها بالأعمال المنزلية "أنا أغني في كل مكان مناسب وتخرج الكلمات من حنجرتي بدون إذني. نحن الأخوات الأربعة وأبي نغني جميعاً. إنه شعور جميل وقيم للغاية. يجب على الأطفال الذين يدرسون أن يهتموا بثقافتهم أيضاً".