حفيظة زيزي فنانة تجد ضالتها في الريشة والألوان

حالة الاكتئاب التي مرت بها الفنانة التشكيلية حفيظة زيزي بعد وفاة والدتها، دفعتها للجوء إلى عالم الفن لتجد ضالتها في الريشة والألوان.

رجاء خيرات

المغرب ـ تجسد الفنانة التشكيلية حفيظة زيزي في لوحاتها وجوه النساء من بلدها من مختلف الثقافات، وتمكنت من إعالة أطفالها من خلال لوحاتها.

الفنانة التشكيلية حفيظة زيزي لم تتوقع أن يصبح أسمها لامعاً يوماً في عالم الفن التشكيلي، ووجدت أن عالم الرسم كان ملجأها الوحيد هرباً من حاله الحزن الشديدة التي مرت به بعد فقدان والدتها، وعن ذلك تقول "أصبت بحالة اكتئاب شديدة بعد وفاة والدتي، كنت متعلقة بها جداً وشكل وفاتها صدمة كبيرة بالنسبة لي، زرت شقيقي بضواحي مراكش فاكتشفت داخل مرسمه الدواء الذي كنت أبحث عنه، أمسكت بالفرشاة وبدأت أرسم لم أتعلم قواعد الرسم ولا عرفت تقنياته، بل كنت أشكل لوحاتي بالاعتماد على الفطرة وحدها".

 

أول معرض

بعد انفصال حفيظة زيزي عن زوجها انتقلت مع أطفالها للعيش ببيت شقيقها، استطاعت أن تظهر موهبتها وتعزز تجربتها من خلال نصائح شقيقها وتوجيهاته فهو خريج مدرسة الفنون الجميلة.   

وبقيت حفيظة زيزي ترسم طيلة عام كامل بمرسم شقيقها، وحين ذهبت لزيارة أبنها الذي يدرس بمعهد فنون السينما بمدينة ورزازات، طُلب منها أن تتعاقد مع أحد الفنادق هناك لإقامة معرض للوحاتها، فكان أول معرض لها وقد لاقى نجاحاً مبهراً لم تتوقعه.

وقالت "أمضيت سنة كاملة وأنا لا أحدث إلا الريشة. بدأت أتناول مواضيع في لوحاتي لم أجرأ يوماً الحديث عنها، شعرت أن نوافذ كثيرة أصبحت تفتح بداخلي وكنت كلما فتحت واحدة منها انفتحت أخرى، أدركت حينها أنني لن أستطيع العيش ولا إكمال حياتي بعيداً عن الرسم. صحيح أن وفاة أمي كانت نهاية العالم بالنسبة لي، لكنها في المقابل فتحت لي آفاقاً أخرى لم أكن أكتشفها لولا هذه المحنة".  

بعد نجاح معرضها توجهت إلى منطقة أثرية سياحية بضواحي ورزازات (قصور أيت بنحدو) وأوضحت "ما إن لمحت تلك القصبات المنتصبة عند الجسر بمدخل المنطقة، حتى شعرت أنني أنتمي لهذه البقعة وأنها تسكنني وأسكنها رغم أنني لم أزرها من قبل"، لتتخذ قرار بالاستقرار في تلك المنطقة وتنشأ مرسمها الخاص لرسم اللوحات التي ساعدتها على إعالة أطفالها.

 

المرأة تسكن لوحاتها

لا تعرف حفيظة زيزي لماذا ترسم النساء دون غيرهن، وتقول "منذ أن أمسكت بالريشة وأنا لا أرسم إلا وجوه نساء من بلدي من مختلف الثقافات، لا أدري، ربما هو بحث دائم عن وجه أمي التي رحلت مبكراً، وربما سأقضي ما تبقى من عمري أرى أثرها في اللوحات".