حضور نسوي يطغى على معرض القاهرة الدولي للكتاب
شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2021، حضوراً مميزاً للكاتبات والقارئات، لتطلق بعضهن أولى إصداراتهن التي استهدفت بالمقدمة الأطفال والنساء، على الرغم من انتشار فيروس كورونا وفرض اجراءات حدت من عدد الزوار خلاف الأعوام السابقة
نيرمين طارق
القاهرة ـ
انطلق معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الثانية والخمسون، في الـ 30 من حزيران/يونيو الماضي والذي استمر حتى 15 تموز/يوليو الجاري بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالقاهرة، التقت وكالتنا بمجموعة من الكاتبات والقارئات المشاركات في المعرض.
تقول الكاتبة رانيا بدة التي شاركت بروايتها الخيالية "شياملا" في معرض القاهرة الدولي للكتاب، "رواية شياملا عبارة عن مغامرة لفتاة هندية تسافر في رحلة مدرسية وتلتقي بفيل يساعدها على التغلب على إحساس فقد الأم لأنه يبادلها الشعور ذاته فهو أيضاً فقد والدته".
ولتبدوا معالم طبيعة الأماكن التي تسافر إليها بطلة روايتها حقيقية، تقول "لأن بطلة الرواية تنتقل مع الفيل من مكان لمكان، تواصلت مع صديقة لي تسافر كثيراً إلى الهند، لتمنحني معلومات عن معالم تلك البلاد".
وعن تنظيم المعرض هذا العام تضيف "لقد كان تنظيم المعرض هذا العام مبهراً، فالمشاركون قاموا بمساعدة الناس، لقد كانت هناك العديد من الإصدارات للكبار والأطفال أيضاً".
وفازت رانيا بدة بجائزة الشارقة لكتاب الطفل لعام 2020 عن فئة اليافعين، بروايتها الخيالية "شياملا" الصادرة عن دار النشر نهضة مصر، استغرقت في كتابة روايتها التي تستهدف الأطفال من عمر 13 حتى 15 عاماً، أربع سنوات، وهي أول رواية تصدر لها.
ومن جانبها تقول شيرين هيكل مؤسسة شركة أنامل لألعاب الأطفال، والتي شاركت في المعرض بالألعاب الورقية التي صنعتها، "المعرض هذا العام مليء بأعمال جميلة للأطفال لكتاب مصريين، عدد الكتاب في ازدياد".
وعن فكرة تأسيس شركة لألعاب الأطفال، توضح "أنا كأم مثل أغلبية الأمهات كنت احضر كورسات تربية إيجابية ثم أعود للمنزل دون التطبيق، ونظراً لحبي لألعاب الأطفال قررت صنع لعب للأطفال تساعد الأمهات على التربية، وبدأت بكروت "حاسس بإيه" وهي كروت تساعد الطفل على التعبير عن مشاعره، ثم قمت بإنتاج لعبة "ابحث عني" وهي لعبة مع مجموعة قصص من تأليف الكاتبة رانيا بدة".
وعن هدفها من صنع لعبة "ابحث عني"، تشير إلى إنها أرادت أن تساعد الأطفال على تقبل الاختلاف، لذا بدأت بصنع لعبة "ابحث عني"، وهي مجموعة من الكروت تضم صور العديد من الأطفال، "الهدف من اللعبة أن يتقبل الطفل زميله الذي يجلس على كرسي متحرك وزميله ذو البشرة السوداء وأي طفل أو زميل مختلف عنه".
وحول الإقبال على معرض القاهرة الدولي للكتاب تقول الكاتبة والمترجمة هبة هنداوي التي شاركت في المعرض، أن المعرض لاقى إقبالاً شديداً بالرغم من أن الحجز لدخول المعرض كان إلكترونياً وصعباً نوعاً ما.
وتوضح أنها شاركت في معرض هذا العام بإصدار كتابين وهما "أنا وابني وست أرجل" وهو كتاب سيرة ذاتية، "أحداث روايتي التي أصدرتها لأول مرة، هي عن تجربتي الشخصية مع مرض ابني، على أمل أن يستفاد من يقرأه، في كيفية التعامل والتأقلم مع الأمراض وكيف يبحث عن سبل العلاج".
بينما كتابها الثاني والذي يحمل عنوان "كبوة"، عبارة عن عشر قصص قصيرة مختلفة عن الصراعات الداخلية التي تحملها المرأة ولا يشعر بها أحد، تشمل العديد من المواقف الحياتية.
أما كاتبة القصص ميريام رزق الله التي تستهدف الأطفال في رواياتها وقصصها، تقول عن بداية مشوارها في الكتابة "بدأت في الكتابة للأطفال منذ أكثر من عامين، وأصدرت ثلاث قصص هم "ادم والسمكة"، و"ذكي الحمل الذكي" و"نور والملك"، نشرت كل تلك القصص بثلاث لغات وهم العربية والإنجليزية والفرنسية".
كما أنها نشرت سلسلة قصصية وهي "كلك ذوق"، وهي عبارة عن سلسلة تعلم الأطفال الذوق دون توجيه مباشر، "إنها سلسلة تتألف من "كلك ذوق في البيت، كلك ذوق في الأماكن العامة، كلك ذوق على الإنترنت"، تعلم الأطفال السلوكيات الجيدة بإتباع أسلوب النقاش ما بين العائلة أو المربيين والطفل".
وتنوه إلى أن ما ميز المعرض إنه سمح لها بمقابلة قرائها من الأطفال للتعرف على وجهات نظرهم، "العام الماضي ""أطلقت مسابقة عبر الإنترنت وهي (يومياتي في الكوارنتين)، وقد طلب مني الأطفال تفعيل مثل هذه المسابقات، أن وجود مثل هذه الأنشطة تسعد الأطفال في فترة الصيف، فكان لدي رغبة بالاحتكاك المباشر معهم حتى أتعرف على متطلباتهم".
وانحصر دخول الزوار على حاملي التذكرة الإلكترونية التي تحجز مسبقاً وهو ترتيب طبق لأول مرة هذا العام، كي يتمكن القائمون على المعرض من ضبط أعداد الزائرين في آن واحد.
فيما تقول الكاتبة بثينة عرابي وهي خريجة كلية آداب عن أول قصة نشرت من تأليفها "أول قصة نشرتها للأطفال كانت عام 2018 بعنوان "تونة والطحالب الحمراء"، ثم حصلت على ورشة في الكتابة الإبداعية وتوالت الإصدارات ومن ضمن الإصدارات (غرير العسل القوي) و(من أكون)".
أما كاتبة الروايات البوليسية نهى داوود فتقول "شاركت في المعرض بعملي الجديد "جريمة السيدة هاء"، وشاركت سابقاً بروايتي "جريمة في الفندق" و"مشهد سيما ورضا"، لقد شجعت الخصومات من قبل دور النشر على زيادة شراء الكتب هذا العام".
تقول أستاذة طب الأطفال بجامعة الأزهر سهير فايد، وهي من زوار المعرض، "أن دائماً ما أزور معرض الكتاب كل عام، يمتاز المعرض هذا العام بنظام شديد، يلتزم الزوار بالإجراءات الاحترازية، خاصة أن حجز تذاكر الدخول أصبح بشكل إلكتروني لمنع التدافع".
وشهد معرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2021، الذي امتد لنحو اسبوعين مشاركة نحو 1218 ناشراً من 25 دولة من مختلف دول العالم، وتأتي هذه الدورة كانفراجه لصناعة الكتب التي عانت كثيراً بسبب تداعيات وباء كورونا، إذ توقفت معارض الكتب محلياً وعربياً ودولياً لفترة طويلة.
تصوير: سهام عيد