غادة عودة: الموهبة والشغف قوة لأي امرأة

"البداية كانت برسم خربشات على دفاتري في الجامعة، كنت أرسم أشياء بسيطة بأقلام الحبر والرصاص أو رسومات أراها في الأماكن العامة وتبقى في ذهني لأرسم شيء شبيهاً بها"

تحرير بني صخر 
رام الله ـ ، تقول الممرضة غادة عودة من مدينة رام الله.
غادة عودة البالغة من العمر 26 عاماً، خريجة بكالوريوس تمريض من جامعة بيرزيت، إلى جانب عملها كممرضة في العناية المكثفة للأطفال في مستشفى رام الله، تمتلك موهبة الرسم التشكيلي.
تقول غادة عودة "لم التفت للرسم كثيراً نتيجة الدراسة والامتحانات، ولكن بعد تخرجي وبحكم طبيعة عملي كان لدي أوقات فراغ بين الورديات لذا قررت أن استغل وقتي وأعود للرسم، وفعلاً قمت بشراء دفتر رسم بسيط وأقلام رصاص، كنت أرسم أشكالاً هندسية وزخرفات أو رموز عشوائية ولذلك أهملت الرسم مجدداً، ولكن في أحد الأيام خطر ببالي أن أجرب الرسم بالألوان الزيتية لاحقاً وبعد أن رسمت على الورق المقوى ذات الحجم الصغير، وجدت أن الأمر يستحق الاستمرار". 
وحول محاولتها المشاركة في المعارض تقول "بحثت عن اللوحات العالمية والرسومات على الانترنت، وبدأت بالبحث عن مكان يمكنني الرسم فيه على لوحات بحجم كبير سعياً للمشاركة في المعارض وتطوير موهبتي، وبعد البحث المستمر وجدت مرسم بمركز البيرة الثقافي". 
تتابع "سجلت بالمرسم لكن لم أكن مدركة لقدراتي أو كيف سأستخدم ألوان الإكريليك على مساحة كبيرة، وكان لدي تساؤلات كثيرة حول إن كنت أستطيع الرسم أم لا".
رغبتها الكبيرة في الاستمرار والمشاركة في المعارض جعلتها تستمر في الرسم "عندما بدأت بالرسم اكتشفت أن لدي ميول لرسم الورد والمساحات الخضراء ورسومات المضيئة".
وعن دور الدعم الذي لاقته تقول غادة عودة "وجدت دعم كبير من عائلتي وزوجي وأصدقائي، والمجتمع المحيط أيضاً، كل ذلك الدعم دفعني للاستمرار بشكل أقوى، فالرسم بالنسبة لي عالم آخر أفرغ فيه طاقتي من ضغوطات الحياة اليومية والعملية".
وتؤكد أن الرسم يعطيها طاقة إيجابية "الرسم بكل أدواته من الألوان والفراشي والقماش الأبيض"، تعطيك شعور بالراحة النفسية، والأجمل هو النتيجة التي تجدها على القماش الأبيض بعد معركة مع الألوان والفراشي".
وقد شاركت غادة عودة بمعرضها الأول (ظل ولون) في الثاني من كانون الأول/ديسمبر 2019، لكن ونتيجة انتشار جائحة كورونا ألغيت كافة المعارض والمهرجانات.
وتضيف "أحب كثيراً مهنتي الإنسانية وهي التمريض، بالرغم من الضغوطات التي نواجهها في مكان عملنا كطاقم طبي، سأعمل على تحقيق حلمي الثاني وهو أن أكون قادرة على افتتاح معرض خاص للوحاتي بشكل محلي وعالمي".
وفي رسالة وجهتها لكافة النساء تقول "رسالتي لأي امرأة لديها موهبة أو شغف اتجاه شيء معين، يجب أن تعمل على تنميته ومنحه الاهتمام اللازم لكونها ستكبر معه وكأنه طفلها، فالموهبة والشغف قوة لأي امرأة ودعم لشخصها وكيانها، كما أنه بصمة خاصة بها وسيفتح لها الطريق نحو النجاح والتميّز".