'فيلم الصفحة الحمراء حقيقة ثورة ومجتمع روج آفا'
من المنتظر أن يعرض فيلم (Rûpela Sor) الصفحة الحمراء في الـ 16 من أيار/مايو الجاري في مدينة قامشلو بشمال وشرق سوريا. مخرجة الفيلم ديرسم زيرفان دعت الجميع لمشاهدة العرض الأول للفيلم.
روناهي نودا
قامشلو ـ فيلم الصفحة الحمراء صدر عام 2016، من إخراج ديرسم زيرفان، وإنتاج جيدم روج، أحمد فقه، هجار أحمد، كومين فيلم روج آفا، مد فيلم برود، وإدارة كوماس فكي السليمان والمحرر سرحات هولوكا وموسيقا ممو كول.
من المقرر أن يعرض فيلم الصفحة الحمراء الذي يتناول حقيقة مجتمع روج آفا والحرب التي تدور في روج آفا وهجمات مرتزقة داعش في 16 أيار/مايو الجاري في مدينة قامشلو. شاعرة شابة تلعب دوراً رئيسياً في الفيلم، تذهب إلى روج آفا لاستكشاف واقع ومقاومة الشعب. الدور الرئيسي تؤديه الشاعرة نوجيان أرهان التي أصيبت في 3 آذار/مارس 2017، بجروح خطيرة في هجوم لقوات بيشمركة روج وفقدت حياتها في 22 آذار/مارس 2017. سيعرض الفيلم في مركز محمد شيخو للثقافة والفن في قامشلو الساعة 16:00.
"تم تصوير فيلم الصفحة الحمراء في 2016"
تقول مخرجة الفيلم ديرسيم زيرفان حول القصة التي تدور حولها أحداث الفيلم "تم تصوير فيلم الصفحة الحمراء في روج آفا. الفيلم يدور حول المجتمع، الحرب في روج آفا ضد وحشية مرتزقة داعش. كل الأحداث التي تجري تعتمد على حقائق المجتمع. تم تصوير هذا الفيلم في عام 2016 حيث كانت هناك هجمات عنيفة على روج آفا، وتوجه العديد من الأشخاص إلى روج آفا من كل مكان. لقد أصبحت ساحة وطنية للكردستانيين مرة أخرى".
"الموضوع عن شاعرة أتت إلى روج آفا"
وحول موضوع الفيلم تقول ديرسم زيرفان "موضوع الفيلم عن شاعرة جاءت إلى روج آفا. أرادت المشاركة في الدفاع عن روج آفا من جهة والتعرف على واقع روج آفا من جهة أخرى، ودعم المقاومة هناك، مرت الشاعرة بأحداث مختلفة وهي في روج آفا، أردنا أن نرى روج آفا من خلال هذه الشاعرة".
"عمل فني في ظل الحرب"
وقالت ديرسيم زريفان إنه رغم شراسة المعارك في عام 2016، لكنهم تمكنوا من إبراز الجانب الفني وأضافت "كان أول فيلم لنا يتم إعداده في روج آفا، رغم أن الظروف في عام 2016 كانت صعبة في روج آفا، كانت هناك حرب، لذا كان صناعة الأفلام أيضاً صعباً للغاية. صنعنا هذا الفيلم مع خمسة أشخاص، رغم الهجوم والحرب، تمكنا من تطوير جوانبه الفنية كان هدفنا لفت الانتباه إلى الحقائق والأحداث التي تحدث في روج آفا بهذه الطريقة. كان هناك عنف كبير، كانت هناك هجمات من قبل مرتزقة داعش، لكن مجتمع روج آفا تحول إلى مقصد لكل الكردستانيين، وفي الخارج كان بمثابة الكعبة التي يتوجه إليها الجميع. هنا تم ترسيخ نموذج جديد للمجتمع وجد فيه كل فرد نفسه مسؤولاً. في الفيلم، نرى أيضاً الحياة الجماعية حيث يتعامل الجميع بمسؤولية مع الحياة والحرب. ورغم الحرب أردنا إبراز الجوانب الفنية. كانت فرصنا ضئيلة، لكننا أردنا أن نظهر أننا نواصل أعمالنا الفنية أيضاً في ظل الحرب".
"الدور الرئيسي تؤديه نوجيان أرهان"
وقالت ديرسم زيرفان أن الدور الرئيسي في الفيلم تؤديه نوجيان أرهان "لعبت المقاتلة الشجاعة والثورية نوجيان أرهان الدور الرئيسي في الفيلم. كانت الشهيدة نوجيان امرأة ثورية وكان لها اسم مهم في النضال من أجل كردستان، وإبراز مقاومة المرأة الكردية. قبل ذلك أنتجنا الفيلم الوثائقي ساكينة جانسيز "حياتي كانت حرباً" مع الشهيدة نوجيان التي كانت تعمل كصحفية لمتابعة النساء في جبال كردستان في ذلك الوقت وبعد ذلك انتقلت إلى شنكال. كان الدور الذي كنت أبحث عنه هو نوجيان ولم أستطع تذكر أي شخص عداها. كانت نوجيان أرهان تتابع تجربة نساء شنكال في ذلك الوقت من أجل لفت انتباه العالم إلى الحقائق. ورغم أنها كانت صحفية، لكنها شاركت في مشروع الفيلم. ورغم شكوكها حول نجاحها في التجربة، إلا أنها شاركت بسعادة في هذا الفيلم بتضحيات كبيرة. لم تشارك نوجيان في الفيلم كممثلة فقط، بل إنها ساهمت في كل عمل من أعمال الفيلم. كانت تساعد الممثلين، وساعدت الأطفال من أجل أداء دورهم. وقد أضفت طابعاً جميلاً على عملنا، نحن نعمل بشكل خاص لتطوير السينما النسائية في السينما الكردية، ونعتبر أنفسنا مسؤولين عن ذلك، لأنها مهمتنا الرئيسية".
"استشهد الآن الممثلون باسل وأرين وهبون عرب وشرفان، وكاركر ونوجيان أرهان"
وتحدثت ديرسيم زيريفان عن الشخصيات التي لعبت دوراً رئيسياً في الفيلم واستشهدوا خلال ثورة الشعوب، وأضافت "6 من الرفاق الذين مثلوا في الفيلم وصلوا إلى مرتبة الشهادة وهم كل من باسل وأرين وهبون عرب وشرفان، وكاركر ونوجيان أرهان. وما يمنحنا السعادة أن الجميع سيشاهد الفيلم وكأن أولئك الشهداء لا زالوا موجودين. يسعدنا عرض انتاج هؤلاء الرفاق والتي صنعوها بأنفسهم. كما نعبر عن امتناننا لكل من ساهم في إنجاز هذا العمل من وراء الكواليس من وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، وحماية المجتمع، وكل المؤسسات التي دعمتنا لإنتاج مثل هذا العمل. كان هذا العمل عملاً مشتركاً. نشكر كومين فيلم روج آفا على تقديم الدعم لنا. نريد أن نكون جزءاً من تجربة هذا المجتمع، وتجربة روج آفا، وآلام ومعاناة الأشخاص الذين تحدثنا عنهم".
"تم تقديم تضحيات عظيمة في روج آفا لذلك اسم الفيلم هو الصفحة الحمراء"
وعن اسم فيلم الصفحة الحمراء تقول "الشخصية الرئيسية هي شاعرة. كلنا نعرف ما تم معايشته في روج آفا، الصفحات امتلأت بالدماء. لقد قدم الناس تضحيات جسيمة لجعل هذا البلد والأرض مكاناً للحرية ووحدة الشعوب والحب والحياة السلمية. نحن لا نتحدث فقط عن المقاتلين، المجتمع أيضاً عانى الكثير من الآلام. هناك نساء حوامل، هناك أناس في هذه البلاد فقدوا والديهم، دفع المقاتلون الشباب ثمناً باهظاً. نحن نتحدث عن تاريخ هذا المجتمع والأرض. على الرغم من أن الحرية شيء جميل، إلا أنها تتطلب الكثير من التضحيات. عندما يتعين علينا كتابة هذا التاريخ في هذه الصفحة، لا يمكننا تجاهل هذا الألم والمعاناة. رغم أننا لا نريد أن يكون هذا التاريخ على هذا النحو لكنه سطر بتضحيات عظيمة مليئة بالدم، ومن هنا جاء اسم فيلم الصفحة الحمراء".
"الفيلم سيعرض في جميع أنحاء روج آفا"
وحول عرض الفيلم قالت ديرسيم زيرفان "فيلم الصفحة الحمراء سيعرض في جميع قرى ومدن روج آفا. تم عرض العديد من الأفلام عن روج آفا هنا، وحصلت على جوائز. نحن كشعب كردي، مضطهدون منذ آلاف السنين، وهويتنا محظورة والسينما ممنوعة ولا تحظى بمكانة كبيرة لدى المجتمع. هدفنا هو إيصال فيلمنا إلى المهرجانات، وهدفنا هو مشاركة الفيلم مع مجتمعنا وأهلنا. نريد أن نظهر أن هذا الفيلم هو نتيجة لجهود شعبنا. ننتظر من الجميع المشاركة في العرض الأول للفيلم في مدينة قامشلو بتاريخ 16 أيار".
"نأمل أن يحظى الفيلم برضا شعبنا"
واختتمت ديرسم زيرفان حديثها بالقول إنهم يهدون الفيلم إلى شهداء الحرية، وقالت "نتوجه بالشكر لكل من ساهم بإنجاح إنجاز هذا الفيلم. نأمل أن يحظى الفيلم برضى أبناء شعبنا. الشعب الذي يسطر تاريخه اليوم، ويواصلون النضال، وكذلك نهدي الفيلم إلى جميع الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الحرية. سنواصل نهجنا في الإنتاج الفني حتى نتمكن من تجسيد تضحياتهم بشكل فني وتقديمها لشعبنا وللعالم".
https://1128498596.rsc.cdn77.org/video/13-05-2022-qamislo-filima-rupela-sor%20%281%29.mp4