فاطمة بلال تسرد المواويل والأغاني التراثية حفاظاً على الفلكلور الأصيل
تسرد الشابة العفرينية فاطمة بلال المواويل والأغاني التراثية التي سردها قبلها الأجداد والأمهات بصوتها العذب لتكون مرآة تعكس صورة شعبها المقاوم والمكافح
روبارين بكر
الشهباء ـ .
الحفاظ على التراث والفلكلور الأصيل مسؤولية تقع على عاتق الشبيبة لتبقى خالدة من جيلٍ لآخر وخاصةً في ظل الحروب والمخططات الاحتلالية الساعية لإبادة ثقافة ووجود شعبٍ ما، وهذا ما تسعى إليه وتقدمه الشابة فاطمة بلال البالغة من العمر 19 عاماً، من أهالي قرية بربانة في ناحية راجو بمقاطعة عفرين في شمال وشرق سوريا.
تسرد فاطمة بلال المواويل والأغاني التراثية التي سردها قبلها الأجداد والأمهات وتسعى من خلال مشاركتها في مركز الهلال الذهبي تطوير موهبتها في الغناء والصوت العذب وتكون مرآة تعكس صورة شعبها المقاوم والمكافح.
وعن كيفية اكتشافها موهبتها في الغناء تقول لوكالتنا "كنت أستمتع بالاستماع إلى الأغاني والدندنة على وقعها في المنزل والمدرسة، ومع اندلاع الثورة في روج آفا اتخذت مكاني في مركز الثقافة والفن ساعيةً لتطوير موهبتي وإبرازها لخدمة المجتمع وذاتي".
"أردت أن أكون مرآة تعكس صورة شعبي"
وأشارت إلى أنها في الفترة الأولى من انضمامها سعت بكل جهد وحب للعمل والتدريب على صوتها وتطويره نحو الأفضل والغناء على الكثير من الأغاني المتنوعة "بعد الانضمام لمركز الثقافة والفن أصبحت عضوة في فرقة جيايي ميرا بناحية راجو".
نظراً لحب فاطمة بلال للغناء وصوتها الجميل تفاعلت مع أعضاء الفرقة خلال فترةٍ وجيزة، لتشارك في الكثير من عروض الأغاني والفيديو كليبات التي أعدها مركز الثقافة والفن بمقاطعة عفرين، بالإضافة لإبراز صوتها في الفعاليات والنشاطات التي كانت تنظم في ناحية راجو والمشاركة بالمهرجانات والمسابقات الغنائية التي كانت تنظم على مستوى المقاطعة.
بدأت مسيرتها مع الفرقة من خلال الغناء بشكلٍ جماعي، وعن ظهورها الأول على المسرح وصفت شعورها بالقول "كانت البداية صعبة بعض الشيء ومما لا شك فيه أن التوتر كان مسيطراً على صوتي وشخصيتي، إلا أنني من خلال التدريب والعمل الدؤوب على موهبتي في الغناء بإمكاني اليوم المشاركة في الكثير من الفعاليات والنشاطات المهيبة والتي يحضرها الآلاف من الأهالي".
وعن أسباب اختيارها لموهبة الغناء قالت "يعتبر الغناء لسان الشعوب وشعوره وبناءً على هذا أردت من خلال التطوير في الغناء أن أكون مرآة تعكس صورة شعبي".
أينما تواجدت المرأة ينبع الإبداع
وأوضحت فاطمة بلال أنه وبالرغم من نزوحهم قسراً لمقاطعة الشهباء لم تتخلى عن موهبتها وتطويرها والمشاركة في الفعاليات والنشاطات، على العكس فقد باتت مهتمة أكثر بمجال الفن والتعمق فيه وعليها باتت عضوةً فعالة في مركز حركة الهلال الذهبي، "كل مكانٍ تتواجد فيه النساء ينبع منه الإبداع المميز لهذا فإن تواجدي في الهلال الذهبي منذ 4 سنوات له تأثير كبير على شخصيتي وإبداعي في الغناء".
وافتتحت حركة الهلال الذهبي في مقاطعة عفرين بشمال وشرق سوريا مركزها في أواخر تشرين الأول/أكتوبر عام 2017 ومع شن الدولة التركية ومرتزقتها هجماتهم على عفرين في بدايات 2018 عادت الحركة لتنظيم نفسها وافتتاح مركزها في الشهباء وإعادة تفعيل دورها وتدريب الشابات والأطفال.
وعن لحظة مميزة قدمتها خلال مسيرتها في الغناء، أشارت إلى أن مشاركتها في حفلة الثامن من آذار/مارس 2021 في مقاطعة الحسكة، والتي صادفت اليوم العالمي للمرأة، ووقوفها أمام الآلاف من الأهالي، أثرت فيها كثيراً، لأنها كانت المرة الأولى التي تغني فيها لوحدها دون فرقة جماعية "كسبت معنويات كبيرة في تلك اللحظة بسبب تفاعل الحاضرين معي، وأبرزت من خلالها فلكلور الغناء العفريني إلى جانب فلكلور وتراث غيرها من مناطق شمال وشرق سوريا في مدينة الحسكة".
وأوضحت فاطمة بلال في ختام حديثها أن عالم الموسيقا والغناء عالمٌ واسع وفيه الكثير من المواهب التي يكتسبها المرء كل يوم، وأنها مستمرة في تطوير شخصيتها وموهبتها من خلال التعلم على آلات موسيقية متنوعة في مركز الهلال الذهبي كالعزف على البزق، لافتةً إلى أنها تسعى لمساندة كل شابة تطمح في تطوير مواهبها الفنية بما تملكه من قدرات وإمكانيات.