دراسات المرأة ... قضايا المجتمع من وجهة نظر المرأة
انتشر بعد منتصف القرن العشرين مفهوم جديد حول دراسات خاصة بالمجتمع تعالج قضاياه من وجهة نظر النساء من خلال البحث العلمي والتاريخي
مركز الأخبار ـ .
تُعرف دراسات المرأة أيضاً باسم الدراسات النسائية التي تختص بالشؤون السياسية، والمجتمع، والإعلام، والتاريخ من منظور النساء "مفهوم نسائي"، التي ظهرت في أواخر الستينيات من القرن العشرين، كقاعدة أكاديمية منفصلة عن الدراسات الأخرى.
الخلفية
انتشر في الولايات المتحدة الأمريكية مفهوم الدراسات العرقية مثل (الأفرو أمريكية) وهي خاصة بالأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية إضافة لدراسات حول من أصولهم مكسيكية، وعلى ذلك جاءت فكرة الدراسات النسوية وكانت أولى تجاربها في عام 1969 حيث عقدت مجموعة من الاجتماعات في جامعة كورنيل الأمريكية، بعد ذلك بعام أنشأ أول برنامجين للدراسات النسائية وذلك في كل من جامعة سان دييغو وجامعة ولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.
وشارك في الإعداد للدراسات كل من "كارول رويل كاونسل" و"جويس نوير" ونشرت أستاذة علوم الأحياء في جامعة براون "آن فاوستو ستيرلنج"، العديد من الكتب تخص دراسات نسائية.
تطور سريع
ما إن بدأ مشروع دراسات المرأة في نهاية الستينات إلا أن تسارعت وتيرة نجاحات هذا المشروع، وكان منح شهادات في الدراسات النسائية خطوة اعتراف مهمة بحقيقة وأهمية هذه الدراسات، وكانت كلية سارة لورانس السبّاقة لذلك عند منحها درجة الماجستير في التاريخ النسائي عام 1972، تبعتها العديد من الجامعات والكليات في دعم المشروع بأن انشأت برامج وبحوث في الدراسات النسائية.
كتاب شامل
تم جمع الدورات التي أقيمت في أواخر القرن العشرين في كل من الجامعات الكندية وهي جامعة تورنتو ومونتريال وووترلو في الدراسات النسائية في كتاب بعنوان "عقولها: اختراع منحة نسائية ودراسات المرأة في كندا وكيبيك 1966-1976".
وفي هذا الكتاب توثيق لمقالات أكثر من أربعين رجلاً وامرأة من المؤسسين لدراسات المرأة في كندا ومقاطعة كيبيك التابعة لها ما بين عامي (1966ـ 1967) وتخص الموجة الثانية من الناشطات النسويات، والنشاط الذي أدى إلى تحقيق هذا الانجاز المتمثل بدراسات المرأة، كما ووثق الكتاب معاناة النساء في رحلة السعي للقبول في الدراسات العليا، والعمل، والمساواة، في الأجر والكثير من التحديات التي تواجه المرأة، وأمثلة عن نساء قاومن تمييز المجتمع ضدهن سواء في العمل أو في الأسرة.
وقامت ويندي روبينز، وميج لوكستون، ومارجريت إيشلر، وفرانسين فيسكاريس بتحريره، وتولت مطبعة جامعة ويلفريد لورييه نشره عام 2008.
آلية التدريس والعمل
تتقاطع آلية تعليم الدراسات النسائية مع العديد من المناهج في الدراسات الإنسانية والعلوم الاجتماعية بشكل عام، وتختلف في نقاط جوهرية أهمها اعتبار تطوير القراءة النقدية والشفهية والكتابية من أساسيات الدورات الدراسية، إضافة إلى إلغاء مركزية الاستاذ الجامعي كمصدر للمعرفة، واعتبار التجارب الشخصية مصدر أساسي لها، والتأكيد على المساواة بين الطلاب.
ويمارس أعضاء تدريس الدراسات مجموعة متنوعة من أصول التدريس، والتي تشجع على المشاركة في أنشطة تعلم الخدمات، بالإضافة إلى المناقشة والتفكير في مواد الدورة الدراسية.
ويشمل النشاط النسائي العديد من الحركات الأخرى كقضايا البيئة والفن النسائي والهوية وحقوق الحيوان والمثليين وحقوق الأقلية العرقية وسياسات الدولة، كما انتقل التركيز ليشمل نظرة أوسع ورغبة للمساواة للأنظمة والقوى المستبدة الشاملة حول العالم التي تؤثر على جميع أنواع الكائنات.
ويتم تشجيع الطلاب على الربط بين ما تعملوه، وبين مشاركة المجتمع واتخاذ إجراءات على أرض الواقع لتحقيق التحول الاجتماعي الإيجابي، والوصول إلى وحدة عالمية بشكل مختلف.
ويستكشف النشاط النسائي مجالات التداخل بين التاريخ الاجتماعي والسياسي والثقافي، كما يتم تخصيص الوقت والطاقة لتحرير جميع الأشخاص من مظاهر عدم المساواة والعدالة.
دراسات المرأة في الشرق الأوسط
كمختلف الشؤون التي تخص النساء تواجه دراسات المرأة في الشرق الأوسط تحديات كبيرة، ولا تلقى دعوات إضفاء طابع مؤسساتي على دراسات المرأة في المنطقة أذناً صاغية.
ومع أنها توسعت بشكل كبير منذ منتصف القرن العشرين إلا أن سياق وبرامج دراسات النوع الاجتماعي والمرأة في المنطقة محدود.
وبحسب تقارير دولية وآراء باحثات في دراسات النوع الاجتماعي والمرأة في المنطقة فإن التحديات تتمثل في محدودية الموارد، والبيئة الاجتماعية والسياسية، وعدم المساواة في المؤسسات.
كما وتؤكد الباحثات أن إدراج الدراسات النسائية في برامج الجامعات ليس إلا هدفاً من أجل تحسين تصنيف الجامعات وليس للإيمان بأهمية نزع المنظومة الأبوية من دراسة مجالات العلوم الإنسانية المختلفة.