"ورد الشام" بيئة دمشقية في مدينة الرقة

تعبيراً عن ارتباطها بثقافة وتراث مدينتها افتتحت النازحة من مدينة دمشق ريم ذياب مطعهما الصغير للمأكولات الشامية بأجواء المنزل الدمشقي القديم في مدينة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا.

يسرى الأحمد

الرقة ـ تخطت ريم ذياب ظروف النزوح، وأحيت تراث وثقافة مدينتها الأم دمشق من خلال افتتاح مطعمها الخاص على الطراز الدمشقي العتيق الذي تتفن فيه بتحضير المأكولات الشامية.

بعد معاناة لعدة سنوات في ظل الأزمة السورية وانسداد أفق الحل وسط ظروف اقتصادية سيئة في مناطق حكومة دمشق نزحت ريم ذياب البالغة من العمر 37 عاماً مع ابنتيها إلى مدينة الرقة منذ ثلاثة أعوام، وافتتحت مطعمها الخاص "ورد الشام" منذ سنة تقريباً، ويتميز المطعم بديكوراته المصممة على الطراز الشامي العتيق وكذلك المأكولات المميزة بطعمها ومذاقها التي تقوم بصنعها بنفسها على الطريقة الشامية التقليدية.

وعن الهدف من اختيارها فكرة افتتاح مطعم على الطراز الشامي أوضحت "أردت إحياء الثقافة والتراث الشعبي القديم لمدينتي وذكرياتي فيها، حيث صممت ديكوره بحسب طراز البيوت الدمشقية القديمة" مؤكدةً أنها "حاولت بكل الطرق تجسيد طراز البيئة والطقوس الشامية من خلال تجسيد الطراز الشامي والكلاسيكي على ديكور وتصميم البناء وكذلك الطاولات والمقاعد حتى نافورة المياه"، مبينةً أن "الأجواء الهادئة والبسيطة تعود بالشخص إلى الماضي وهذا ما يفضله الكثيرون".

وعن الشعبية والأعجاب التي نالتها المأكولات التي تصنعها قالت "فكرة المشروع فريدة من نوعها في المنطقة، لهذا قررت تنفيذها لأضع بصمة مميزة وأقدم شيء مختلف عن باقي المطاعم النمطية والمعتادة في المنطقة، وبذلك حاز مشروعي على أعجاب الأهالي ولفت أنظار كل من قصده، الأمر الذي شجعني على الاستمرار وتقديم كل ما هو أفضل"، مضيفةً "أقوم بصنع العديد من أصناف المأكولات الشامية المشهورة والمميزة كالوجبات الرئيسية منها الكبب المقلية والمشوية والنية، ولدي قائمة من مأكولات الإفطار الصباحية كالفول والفتة والمسبحة على الطريقة الشامية، جمعيها أصنعها بنفسي على الطريقة التقليدية باستخدام الزيتون والجبنة والمخللات لأحافظ على مذاقها الأصلي، وأفضل المأكولات الطازجة وابتعد عن تلك الجاهزة".

وعن اختلاف الواقع المعيشي والأمني بإقليم شمال وشرق سوريا عن باقي المناطق المجاورة قالت ريم ذياب "لم أتمكن من افتتاح مشروعي الخاص في مدينتي، نظراً لغياب العديد من أوجه الحياة بسبب الأزمة وتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية على عكس واقع الحياة في إقليم شمال وشرق سوريا فقد توفرت لي الظروف الملائمة، ولامست خلال تواجدي في الرقة أن مشروع الأمة الديمقراطية يضمن للمرأة حريتها وكافة حقوقها في العمل والحياة، وتشغل مكانة في مجتمعها، كما تتهيأ لها الظروف المناسبة للتمكن من الانخراط وتفعيل دورها في كافة الأصعدة، وهنالك العديد من الفرص والمجالات المختلفة التي بإمكانها العمل ضمنها أو افتتاح مشاريع خاصة بها".

وأضافت "أنا من أشد المشجعين للمشاريع التي تفتتحها النساء وعلى النساء أن تعتمدن على ذواتهن وتنمين مهاراتهن وتعززن دورهن لتحقيق اكتفائهن الذاتي والمشاركة في تطوير مجتمعهن ودفع عجلته نحو الأفضل".

وعن التحديات التي واجهتها قالت "نظرة المجتمع تجاه طبيعة مشروعي كانت من أبرزها كوني امرأة أدير مطعم دون مساعدة رجل، فالمجتمع دائماً ينظر للمرأة على أنها مخلوق ضعيف، لكن بالإصرار والإرادة تمكنت من تغيير هذه النظرة وأثبت قدرتي، بالإضافة لعدم توفر بعض المواد التي تدخل كمكون أساسي في بعض الوجبات كأنواع من الصوص الذي يضيف نكهة مميزة على الوجبات وبعض البقوليات لذلك أضطر إلى شراءها من المناطق المجاورة".

وعن العبرة التي استخلصتها من خلال مشروعها قالت إن "النجاح لا يأتي ونحن مكتوفي الأيدي وعلى كل امرأة أن تكون ذات إرادة قوية وأن تتحلى بالشجاعة حتى تتمكن من خوض غمار الحياة وألا تستسلم مهما واجهتها عقبات وتحديات".

وحول خططها المستقبلية قالت ريم دياب "لدي العديد من الخطط والمشاريع أحدها مطعم صباحيات الخاص بالنساء وهو مشهور أيضاً في مدينتي، سأسعى من خلاله إلى تقديم فرص عمل للعديد من النساء حيث ستكون العاملات فيه من النساء، فدور المرأة مهم ويجب أن تضع لمستها في كافة المجالات".