بمشاركة نسوية... كوباني تحتضن الأسبوع الأدبي

تساهم النساء بمشاركتهن في الفعاليات الأدبية بتطوير الأدب النسوي والشعر في مناطق شمال وشرق سوريا.

نورشان عبدي

كوباني ـ أكدت المشاركات من كافة مناطق شمال وشرق سوريا في الأسبوع الأدبي أنه من خلال مثل هذه الفعاليات الأدبية، ستتمكن المرأة من تطوير ذاتها والتعمق أكثر في الأدب النسوي، كما أن الوقت أصبح مناسباً للنقاش والحوار بهدف رفع مستوى الأدب.

نظم ديوان الأدب في شمال وشرق سوريا الدورة الثانية للأسبوع الأدبي الذي حمل اسم الأديب الكردي "ملايي جزيري"، بمدينة كوباني هذا العام.

ويتضمن الأسبوع الأدبي الذي انطلقت فعاليته السبت 29 نيسان/أبريل الماضي والتي تختتم اليوم الخميس 4 أيار/مايو، ثلاثة محاور رئيسية الأول منها كانت خلال اليومين الأول والثاني من الأسبوع الأدبي حيث كان يتمحور حول شخصية ملايي جزيري، أما اليومين الثالث والرابع منه كان حول الرواية وتطورها وظهور الرواية العالمية وكذلك الرواية الكردية في شمال وشرق سوريا، أما آخر يومين منه تم تخصيصهما للنقد الأدبي والتعريف به.

وشارك في الأيام الخمسة الماضية من الأسبوع كُتاب وشعراء وفانين من مناطق مختلفة من شمال وشرق سوريا، تخلل الأسبوع الأدبي بالإضافة إلى النقاشات والحوارات إلقاء قصائد شعرية باللغتين الكردية والعربية وكذلك قراءة قصص قصيرة، كما تم تنظيم محاضرات وندوات.

 

"حرصنا على تقديم الأدب النسوي"

وحول الأسبوع الأدبي والمحاور التي يتناولها قالت الناطقة باسم ديوان الأدب في شمال وشرق وسوريا ناريمان عفدكي "تنظيم الأسبوع الأدبي هو من جملة قرارات كونفرانس الأدب، حيث يقام في كل عام بمدينة من شمال وشرق سوريا بهدف تطوير الأدب والفلسفة في المنطقة"، وعن السبب وراء اختيار مدينة كوباني لهذا العام "تم اختيار مدينة كوباني للرد على تهديدات وانتهاكات الاحتلال التركي بحق شعوب المنطقة من خلال مطرقة الأدب ودعماً لمقاومة وإرادة أهالي هذه المدينة، ولأن المحور الأساسي لأسبوع الأدب هو الشعر الكلاسيكي فمن المفترض أن يكون هذا الأسبوع بمدينة كوباني التي لها تاريخ كبير وغني بالأدب الكردي".

وعن مستوى الأدب في المنطقة قالت "نظراً للتعديات التي طالت المجال الأدبي والثقافي في المنطقة والأزمة التي عاشها الشعب في شمال وشرق سوريا وبشكل خاص مدينة كوباني، كان هناك تراجع واضح في مجال الأدب، لكن مع استقرار الأوضاع في المنطقة بعد ثورة روج آفا عاد الأدباء والشعراء لتنظيم هذا المجال وإحياء جوانبه المختلفة".

أما عن نسبة مشاركة النساء في الأسبوع الأدبي قالت "للمرأة ومشاركتها في هذا الأسبوع أهمية خاصة، ففي دورته الأولى التي تم تنظيمها العام الماضي بمدينة قامشلو كان أحد المحاور يتحدث عن الأدب النسوي، كما أن المرأة تأخذ دورها في اللجنة التحضرية للأسبوع بالإضافة لدورها في إلقاء القصص والشعر وغيرها، وديوان الأدب يولي اهتماماً كبيراً للأدب النسوي".

وأضافت "كأديبات دائماً نؤكد على ضرورة امتلاك أداة أخرى نحارب بها في وجه الظلم ألا وهو القلم وتاريخنا الأدبي، فلكل شخص طريقته وسلاحه ليقاوم ويدافع عن أرضه، اليوم باتت النساء قادرات على وضع بصمتهن في التاريخ، والأدب واحدة من هذه الأدوات".

أما عن اختيار محاور أسبوع الأدب لهذا العام فقد قالت "عادة ما يتم اختيار المحاور بحسب المشاكل الأدبية أو التراجع والنقص الحاصل في بعض الفروع الأدبية، وذلك بهدف نقاشها وإيجاد الحلول المناسبة لها، بالتأكيد تحديد المشكلة التي يعاني منها الأدب وإيجاد الحل الملائم لن يكون إلا بحضور الأدباء والشعراء ومشاركتهم".

 

"بالفعاليات الأدبية سنرفع مستوى وعي مجتمعاتنا"

من جانبها قالت الشاعرة ماريا العجيلي من مدينة الرقة "شاركت في الأسبوع الأدبي من خلال قصة قصيرة حملت عنوان "أضواء خادعة"، سلطت فيها الضوء على انتهاكات داعش بحق النساء الإيزيديات، وهذه القصة القصيرة قمت بتضمينها ضمن روايتي التي حملت عنوان "دوار الجحيم" التي وصلت في كتابتها إلى الفصل الرابع الذي سأعطي فيه مساحة كبيرة لمعركة كوباني التي انطلقت منها شرارة النصر على مرتزقة داعش".

وأكدت على أن الفعاليات الأدبية التي تقام في المنطقة وبشكل خاص الأسبوع الأدبي تعمل على تطوير مستوى الأدب في شمال وشرق سوريا "نحن نشجع على تنظيم مثل هذه الفعاليات ونطالب بزيادة النشاطات الشعرية والأدبية والمهرجانات الأدبية أيضاً، لأننا بحاجة ماسة لمثل هذه النشاطات لرفع الوعي لدى شعوب المنطقة كما أننا استطعنا التعرف على الأدب الكردي من خلال الأسبوع الأدبي".

وأشارت إلى أنه "في السابق لم تكن لدينا الفكرة الكافية عن ماهية الأدب الكردي، لكن بعد ثورة روج آفا تعرفنا على العديد من الأدباء هم من المكون الكردي منهم الكاتب سليم بركات"، مضيفةً "هذه الفعاليات أعطتنا فرصة التعرف على بعضنا وتبادل الأفكار، حتى يكون بمقدورنا تعريف العالم بأسره على قضايانا".