بعملها بالأشغال اليدوية تساهم في الحفاظ على ثقافة مدينتها

تعتبر الأشغال اليدوية من أكثر الأعمال والنشاطات التي تعمل بها النساء منذ أعوام وتتوارثن هذه الأعمال من جيل لآخر من أجل المحافظة على هذه الثقافة وإبراز ثقافتهن من خلال هذه الأشغال.

نورشان عبدي

كوباني ـ تستمر النساء في كافة مناطق إقليم شمال وشرق سوريا بتنمية مواهبهن في الأشغال والأعمال اليدوية التي تعتبر ثقافة وتراث لدى النساء عبر التاريخ، كما وتمثل هذه الأعمال ثقافة وشخصية وهوية المرأة الكردية، وبهدف المحافظة على هذه الثقافة من الاندثار تقوم الأمهات والجدات بتعليم بناتهن وحفيداتهن هذه المهنة.

افتتح وقف المرأة الحرة في مقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا في عام 2018، قسم خاص بالأشغال اليدوية يتضمن تدريبات ومعارض، بهدف مساعدة النساء على تنمية مواهبهن وتحقيق استقلالهن الذاتي وتنمية مواهب الفئة الشابة بشكل خاص في كافة المجالات، ونشر هذه الثقافة بين المجتمع والمحافظة عليها.

وتعمل إلهام أحمد (25 عاماً) من مدينة كوباني بسبب شغفها وحبها لثقافتها وتراثها في مركز وقف المرأة الحرة بقسم الأشغال اليدوية منذ عامين بهدف تنمية موهبتها في هذا المجال، وتقول "عندما كنت صغيرة في السن كنت أرغب تعلم الأشغال اليدوية، كنت أملك موهبة في هذا المجال ومنذ عامين بدأت العمل في وقف المرأة من أجل تمكين مهاراتي وموهبتي في هذا المجال، يوجد عدة أنواع للأشغال اليدوية منها الأشغال لتزيين المنازل ومنه للملابس التطريز والخرج وغيرها".

وعن نوع الأشغال التي تعمل بها، لفتت إلى أنها تقوم بإعادة استخدام مخلفات الأزهار والأشجار بشكل خاص شجر الصنوبر والأحجار والألوان وبعض المواد الأخرى لصنع أشكال وزخارف وديكورات تُعلّق في المنازل من أجل الزينة.

وأشارت إلى أنه "في الفترة الأخيرة رأيت على مواقع التواصل الاجتماعي بأن هناك شابات تصنعن الكوفيات التي تكون مرادفة للزي الكردي لإعطائه جمالية أكثر، أعجبتني الفكرة لذلك قررت تعلم صنعها خاصة لأنها تمثل ثقافة الزي الكردي التي نسعى للحفاظ عليها من الاندثار".

وأضافت "تعلم صنع الكوفية كان سهلاً بالنسبة لي فهي لا تحتاج الكثير من العمل أو المواد نحتاج فقط قطع قماش ملونة وبعضاً من الخرز والزخارف، وأستطيع في اليوم الواحد صنع ما بين 5 إلى 10 قطع من هذه الكوفيات".

ويتضمن قسم الأشغال اليدوية في وقف المرأة على ديكورات منزلية ومناظر للزينة والكوفيات أيضاً هذه الأشغال جميعها تُعرض في معارض الوقف ومن ثم يتم بيعها ولكن بأسعار رمزية ليس كما في الأسواق.

وحول ثقافة الزي الكردي لنساء كوباني، تقول إلهام أحمد "كانت جداتنا ترتدين الزي الكردي في حياتهن اليومية وليس فقط في المناسبات وترتدين على رؤوسهن الكوفية، وتتميز نساء كوباني بزيهن الفلكلوري، ولفترة من الزمن لن تكن هذه الثقافة مرغوبة بين الجيل الصاعد، لكن في الآونة الأخيرة نرى بأن الشابات ترغبن بارتداء هذا الزي، وفي هذا العام قمن بارتداء الكوفية أيضاً لكن بطريقة حديثة".

وعن إقبال المجتمع لشراء الكوفية، بينت أنه "بعد عرض الكوفية في معرض الوقف رأينا إقبال كبير من قبل الشابات على شرائها بكونهن تتحضرن لاستقبال عيد نوروز، أول كمية تم بيعها والآن نعمل على طلبيات المحال ضمن الأسواق أيضاً".

وحول الصعوبات التي واجهتها في بداية عملها، أوضحت أنه "أي عمل نقوم به تواجهنا العديد من الصعوبات ولكن عندما يشاهد المرء نتائج عمله يتخطى هذه المصاعب، ففي البداية كان العمل صعب حتى استطعت اتقانه ولكن مع مرور الوقت بات سهلاً لأنني أعمل بحب وشغف كبيرين".

وفي ختام حديثها، وجهت إلهام أحمد رسالة للنساء بأن تستمررن بالمحافظة على ثقافة العمل بالأشغال اليدوية من الاندثار كونها نشأت على أيديهن عبر التاريخ، من أجل الحفاظ على ثقافة مدينتهن وتراثهن، مشددة على ضرورة أن تنمي الفتيات مواهبهن وتعملن على تمكين ذاتهن.