بلوحات فسيفسائية ريا أبو موسى تحيي التراث الفلسطيني
تمكنت المعمارية ريا أبو موسى من دمج تصاميم العمارة والفن لإنتاج لوحات الفسيفساء بطريقة مبتكرة وحديثة ينبعث منها عبق الماضي.
نغم كراجة
غزة ـ بين مجموعة من الزجاج الملون وسط أحضان الطبيعة والمظاهر الخلابة تقف ريا أبو موسى، أمام مجموعة من الفتيات تقوم بتدريبهن على كيفية صناعة لوحات الفسيفساء وفق مقاييس ومعايير جمالية دقيقة، استعداداً للصرح الفني الكبير التي ستعلن عنه في الأيام المقبلة.
بدأت حكاية ريا أبو موسى التي تعمل على إحياء التراث الفلسطيني، وتستعد لإطلاق معرض فني يضم 50 لوحة فسيفسائية تحمل رموزاً متنوعة؛ مع لوحة الفسيفساء عند حصولها على تدريب لمدة ثلاث أشهر في وسط قطاع غزة وضمن أنشطة التدريب تعرفت بشكل مفصل على لوحات الفسيفساء.
تقول ريا أبو موسى "صناعة لوحات الفسيفساء ليست بسيطة وسهلة، كما أنها غير متعارف عليها كثيراً في القطاع لذلك قدمت مقترح مشروع لجائزة التعاون الشباب الريادي وفزت بها ومن ثم انطلقت بافتتاح مشروعي الخاص وتدريب فريق مكون من 14 شاب/ة".
ومن المتعارف عليه أن فن الفسيفساء أصله عراقي سومري عبارة عن تقسيم المواد الخام من زجاج أو صدف إلى قطع صغيرة مكعبة الشكل حتى يتم صناعة لوحات وأرضيات فسيفسائية المظهر تعبر عن تاريخ المجتمعات، وحول بداية فكرتها تقول "بدأت الفكرة عند تجهيز مشروع التخرج والذي تعلق بتأهيل منطقة أثرية قديمة وهي تل أم عامر في وسط القطاع، وبعد فترة وجيزة قررت الانطلاق من مشروع فردي إلى جماعي من خلال قيادتي لتدريب مجموعة من الأفراد على إنتاج لوحة الفسيفساء بدقة عالية واحترافية".
وأوضحت أنها حصلت على العديد من الدورات التدريبية في الداخل والخارج من أجل تطوير قدراتها ومهاراتها وزيادة كفاءتها في فن الفسيفساء وفق معايير عالمية وجودة عالية وأداء مثالي.
وأشارت إلى أنها تتجهز لافتتاح معرض فني بعد ثلاث أشهر يضم 50 لوحة فنية بتصاميم مختلفة ورموز متعددة تمزج ما بين الفن القديم والحديث بصورة عصرية وجذابة لم يسبق وجودها في القطاع، كما ركزت على إظهار صورة المرأة الفلسطينية وهي ترتدي الثوب التراثي بألوان زاهية وملفتة للنظر.
وأكدت على أن المرأة الفلسطينية تبدع دائماً عندما تقرر أن تنجز وتبتكر "أردت أن أضع بصمة خاصة في أحياء التراث الفلسطيني بطريقة جديدة تلمس ذهن الرائي وتبقى خالدة في ذاكرته فعملت على دمج التراث بتصاميم فن العمارة لإنتاج لوحات الفسيفساء التي يتخللها عبق الماضي والفن المعاصر".
وعن الصعوبات التي مرت بها تقول "واجهت عدة عراقيل أثناء مشواري الفني منها عدم توفر الأدوات والمعدات والمواد الخام من زجاج ملون وخزف في القطاع نظراً لعدم رواج لوحات الفسيفساء، وحتى احصل على المعدات والمكونات يتطلب مني الأمر مجهوداً كبيراً بسبب إغلاق المعابر وصعوبة دخول البضائع والتوريدات".
وأشارت إلى أن فن الفسيفساء يحتوي على عدة مخاطر منها التعامل مع الزجاج وتجميعه ورصه في اللوحة وهذه المهمة تحتاج إلى الدقة والعناية أثناء العمل "اهتمامي بفن الفسيفساء كان أكبر من الاطلاع على المخاطر الناجمة عنه".
وأضافت "سنواجه صعوبة في تسويق اللوحات وترويجها نظراً لغلاء سعرها وعدم معرفة الآخرين بها لكنني على ثقة أن هنالك مجموعة من الأفراد يرغبون باقتناء لوحات الفسيفساء خاصة أنني أصنعها بأسلوب عصري جذاب".
وتمنت ريا أبو موسى في ختام حديثها بأن تنجح فكرة مشروعها ويحقق رواجاً كبيراً في المجتمع الفلسطينية، كذلك تأمل نجاح المعرض الفني خلال الأيام القادمة والذي يحمل صرحاً فنياً كبيراً بمجهودها وإصرارها.