بهية الفتح: الفن يحمل رسالة تساهم في قضية تحرير المرأة
أكدت الفنانة التشكيلية والشاعرة بهية الفتح أن مواجهة العنف يكون بتظافر مختلف الجهود دون إقصاء لأي طرف قادر على كبح الظاهرة.
حنان حارت
المغرب ـ يعد تخليد الأيام الأممية بحسب الفنانة التشكيلية والشاعرة بهية الفتح فرصة لدق ناقوس الخطر ونبذ العنف وترسيخ ثقافة المساواة بين الجنسين وتوفير الحماية للنساء من كافة أشكال العنف.
تتواصل في العاصمة المغربية الرباط فعاليات المعرض التشكيلي المقام بمناسبة الحملة الأممية للقضاء على العنف ضد النساء والفتيات، وكرمت خلال المعرض الفنانة التشكيلية والشاعرة والعضو السابق في هيئة تكافؤ الفرص ومقاربة النوع، بهية الفتح.
وقالت بهية الفتح لوكالتنا أن الفنانات التشكيليات والشاعرات تساهمن من موقعهن في قضية تحرر المرأة والخروج بها من تلك الأدوار النمطية التي يكرسها المجتمع الذكوري وتقيدها وتهمش فاعليتها في المجتمع.
وأكدت أن المعرض يعبر عن النضال النسوي بأشكاله المتعددة، معتبرةً أن اللوحات الفنية المعروضة هي أدوات للنضال تستخدمها المرأة للدفاع عن نفسها، والتعبير عن مشاكلها والعنف الذي يمارس ضدها.
وأوضحت أن المشاركة تأتي لإيصال رسالة تتعلق بكون أن العنف الذي تواجهه النساء بمختلف أنواعه ومن قبل الرجل خاصة، والمجتمع عامة، يجب أن يوضع له حد.
وعن مشاركتها بلوحة فنية جسدت فيها المرأة الأمازيغية، بينت أن اللوحة هي تعبير عن تكريم المرأة الأمازيغية، المتشبعة بالقيم الإنسانية "هي امرأة حاملة للتاريخ ومحافظة على الذاكرة، وقد جسدتها على طريقتي الفنية".
وأشارت إلى أنه برغم التشريعات ووجود قانون يحمي المغربيات من العنف، إلا أن الظاهرة لا زالت مستمرة وتشهد تطوراً لافتاً ومخيفاً، حيث لم يستطع هذا القانون كبح الآفة لاعتبار أن العمل يجب أن تتظافر فيه مختلف الأطراف من مجتمع مدني وحكومة.
وأكدت أن المرأة يقع على كاهلها مسؤوليات مزدوجة في المجتمع، لكنه من المؤسف أن لا يتم تقييم ذلك "المرأة تعمل داخل البيت وخارجه وتتحمل مسؤوليات كبيرة وتعتني بكبار السن وتربي الأطفال، ومع ذلك تتعرض للحيف والتمييز والعنف".
وقالت إن تعرض المرأة للعنف ينعكس بشكل سلبي على رعايتها واهتمامها بأطفالها "التربية الصحيحة تقوم باستمرار العلاقة الجيدة بين الزوجين، والأطفال الذين ينشؤون على العنف الممارس ضد الأم، يظهرون العديد من المشاكل السلوكية وقد يؤدي بهم الأمر إلى الانحراف".
وعن أهمية تخليد الأيام الأممية الـ 16 لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات أوضحت أنها فرصة لدق ناقوس الخطر ونبذ العنف وترسيخ ثقافة المساواة بين الجنسين وتوفير الحماية للنساء من كل أشكال العنف.
وتطرقت بهية الفتح إلى معاناة المرأة القروية في المغرب "لا تزال تعاني الفقر والهشاشة أكثر من نظيرتها في الوسط الحضري، فرغم الدور الرئيسي الذي تلعبه في الحياة المجتمعية إلا أنها تواجه إكراهات وصعوبات تجعلها تقاسي في حياتها اليومية".
ودعت إلى منع تزويج القاصرات في المغرب، مؤكدة أن الظاهرة لازالت تشهد انتشاراً "الظاهرة تزداد في المناطق القروية النائية التي لا تصلها المكتسبات التنموية"، مشيرة إلى أنه برغم أن القانون المغربي يمنع تزويج القاصرات، لكن بسبب الاستثناء والسلطة التقديرية أضحى الاستثناء قاعدة.
وطالبت بحذف الفصول التي تسمح بزواج القاصرات في مدونة الأسرة الجديدة التي بصدد تعديلها، ووضع مدونة تتضمن المساواة وترفع الحيف والتمييز عن المغربيات.
وترى أن المساواة بين الجنسين أمر مهم "لتحقيق المساواة بين النساء والرجال، نحتاج إلى بناء ثقافة مجتمعية تدعم مشاركة النساء في كل المجالات، وتغيير العقليات"، مشيرةً إلى أن الاهتمام الحقيقي بالمرأة المغربية هو تمكينها في كافة المجالات، خاصة بالنسبة للفتيات في المناطق القروية، من أجل تحريرهن من قيود العادات والتقاليد البالية.
ووجهت رسالة إلى النساء دعتهن فيها إلى كسر حاجز الصمت "على النساء المعنفات أن تعين قيمتهن في المجتمع، وألا تتوانين في فضح كل سلوك عنيف تجاههن، وعدم التطبيع والخضوع للعنف".
يشار إلى أن المعرض التشكيلي المنظم تحت شعار "حماية الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للنساء والفتيات، ركيزة لمناهضة التمييز والعنف القائم على النوع الاجتماعي"، سيسدل الستار عنه في العاصمة الرباط المغربية، اليوم الخميس 7 كانون الأول/ديسمبر.