بعد سنين داعش السود شقت موهبتها الطريق نحو النور من المحاولة الأولى

أن تكسبي في المرة الأولى لكِ على خشبة المسرح تفاعل الجمهور وتشجيعهم, ما هو إلا دافع لمواصلة الطريق والتعبير عن الفن الحقيقي الكامن في كينونة المرأة، وهذا ما فعلته الشابة التركمانية سيدرا دامرجي

سيلفا الإبراهيم
منبج ـ .
لطالما عُرفت المرأة بنبع أحاسيسها المتدفق وقدرتها الخلاقة على الإبداع والتجديد، ولعل أبرز المواهب تنبت في خضم عالم الأنوثة والجمال، ولم تكن المرأة التركمانية استثناءً عن هذه القاعدة، وأبرز مثال تجسد في موهبة الشابة سيدرا دامرجي من مدينة منبج.
غنت سيدرا دامرجي الفتاة التركمانية ذات الـ 18 ربيعاً بعد سنوات من الكتمان في ظل سيطرة مرتزقة داعش، فأبدعت وتكلم صوتها عما في داخلها، أوضحت سيدرا خلال لقاء، أن عام 2017 وتحديداً في يوم الـ8 من شهر آذار/مارس المصادف ليوم المرأة العالمي، وعقب تحرير مدينة منبح وريفها، كان هذا التاريخ اليوم الذي وقفت فيه للمرة الأولى على خشبة المسرح، وأدت أغنيتها أمام حشد كبير من أبناء شعبها.
وعن هذه التجربة كشفت أنه ورغم شعورها بالتوتر تمكنت من أن تكسب تفاعل الجمهور، وبهذا كانت قادرة على التغلب على خوفها بتشجيع الجماهير، وهذا ما أكسبها الدافع والإرادة القوية للمواصلة والمشاركة في العديد من الحفلات والمهرجات.
وتعتبر سيدرا دامرجي الغناء جزء من كيانها وقطعة من روحها، فمن خلاله تروي مشاعرها الداخلية التي لا تستطيع التعبير عنها بالكلمات، وقالت "الغناء صديقي الممتع الذي يسمعه العديد من الناس".
وتطرقت سيدرا دامرجي إلى أنه ما قبل تحرير مدينة منبج من سيطرة مرتزقة داعش، كانت موهبتها طي الكتمان عن العالم، وكان صوتها آنذاك مقيداً ضمن جدران المنزل، داعش الذي يصف صوت المرأة بالعورة يمارس أبشع أنواع العنف ضدهن بذرائع واهية.
وبصدد الفرصة التي حصلت عليها سيدرا دامرجي بعد تحرير المدينة، قالت "كل إنسان لديه موهبة، ولكنه بحاجة لمن يدعمه، كان تحرير مدينتي أكبر داعم لي، إذ كان هذا التحرير نقطة تحول وفر الفرص للعديد من الأشخاص لإظهار المواهب".
وعن نوع الأغاني التي تغنيها سيدرا دامرجي استرسلت قائلةً أنها تغني باللغتين العربية والتركمانية، وأنها تهوى الأغاني المنتشرة حالياً ولا تميل إلى الأغاني التراجيدية كثيراً "أسعى للارتقاء إلى أعلى المراتب في مجالي الفني، ولهذا أكثف من نشاطاتي التدريبية، لأصل نحو النجاح الذي أهدف إليه", وأشارت إلى أنها تعزف على آلة "الدف" وتتعلم العزف على آلة "العود".
ووجهت سيدرا دامرجي رسالة لكافة النساء وخصت بالذكر الفئة الشابة، مؤكدةً على أنه يجب على المرأة أن تقود نفسها نحو أحلامها، وأن لا تبقي مواهبها طي الكتمان بل تنميها وتصعد بها لأعلى درجات النجاح، وتعرف كيف تدير نفسها، منوهةً إلى أن الكثير من الشابات في عمرهن الصغير يجبرن على الزواج، يجب على هؤلاء الفتيات أن يحققن أحلامهن وطموحاتهن بالدرجة الأولى.
والجدير ذكره أن مجلس منبج العسكري بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة والشعب حرروا في الـ 15 من آب/أغسطس عام 2016 مدينة منبج من مرتزقة داعش بعد سيطرة دامت حوالي ثلاث سنوات.