بإعادة تدوير الورق تنتج ألواح تستخدم أكثر من مرة
بإمكانيات بسيطة وأوراق لا فائدة منها، تصنع هدى ثابت ألواح تستخدم للرسم يمكن التعديل أو تغيير الرسومات عليها، بالإضافة لإمكانية إعادة تدويرها مرات عدة.
رفيف اسليم
غزة ـ "الحاجة أم الاختراع" هذا ما يتردد دوماً على المسامع عند رؤية حلول مبتكرة لمشكلات تواجه الأشخاص ذوي الإبداع والخبرة.
من الحاجة الملحة التي رأتها لحماية البيئة من التلوث والسعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الورق، أنشأت الكاتبة هدى ثابت مشروع إعادة تدوير الورق، وعن الأسباب التي انطلقت منها الفكرة قالت "أعمل في مجال تدريب الأطفال على كتابة القصص، فطلبت منهم جلب المسودات التي استخدموها، ما أدى ذلك لتراكم أعداد هائلة من الورق لدي بعد مرور عدة أشهر".
وأضافت أنها لم تتمكن من رميها حتى لا تلحق الضرر بالبيئة، لذلك فكرت بإعادة تدويرها لإنتاج ألواح يمكن الرسم عليها عدة مرات وبأسعار مناسبة، بخلاف الألواح المستوردة المتوفرة بالأسواق المحلية، وأكدت أنها في غضون أشهر قليلة تمكنت من إنتاج أول لوح بمقاس سميك نوعاً ما لكن جودة إنتاجه تضاهي المستورد منه.
وأكدت أنها توجهت لبعض المعاهد والكليات التي تدرس فيها الفنون الجميلة، لتعرض عليها المنتج بشكل مجاني مقابل الكشف عن أي عيوب يمكن أن توجد في المنتج.
وأوضحت أنه تم التأكيد على جودة منتجتها مقارنة بالمستورد، وشجعها ذلك للترشح لجائزة التعاون التي نالت فيها المركز الأول بالإضافة لمبلغ مالي استطاعت من خلاله استبدال المعدات اليدوية التي كانت تمتلكها بمعدات كهربائية تساعدها على صنع ألواح بسمك مناسب، وأطلقت على ورشتها التي تعمل فيها أربعة نساء اسم "أوكيد للثقافة والفنون"، التي تقوم ببيع منتجاتها على المعارض والمكتبات بسعر رمزي يناسب جميع المستخدمين.
وعن مصادر كميات الورقة الهائلة التي تستخدمها في عملية إعادة التدوير، نوهت أنه في البداية استخدمت الورق الذي تخلفه عشرات الدورات التدريبية للكتابة الإبداعية، وفيما بعد قصدت المؤسسات والبنوك لتحصل منها على الورق الذي لم يعد ينفع للاستخدام.
وعن أهمية هذه الفكرة أوضحت أن إعادة استخدام الورق من شأنه أن يقلل من عدد الأشجار التي يتم قطعها كل يوم لإنتاج الورق، كما أنها ستخفض من الانبعاثات التي تسببها وسائل النقل والمعامل التي تعمل في إطار إنتاج الورق، وأخيراً ستوفر على الدول المنتجة تكاليف استيراده.
وعن المراحل التي تقوم عليها عملية إعادة التدوير تقول هدى ثابت "في البداية نقوم بفرم الأوراق قبل وضعها في حوض ماء كبير، ثم تترك لمدة لا تقل عن أربع ساعات، مع إضافة بعض المواد الضرورية لتحسين جودة المنتج، وفي المرحلة التي تليها يتم التخلص من ثلاث أرباع كمية ماء الورق المنقوع عبر مناخل بدائية، وبعد فترة من الزمن تتشكل عجينة يسهل تشكيلها وفردها في إطارات".
وأما المرحلة التالية فهي مرحلة التجفيف فقد أوضحت أنه يتم تجفيف الألواح بوضعها أمام أشعة الشمس، وعن الفترة التي تستغرقها هذه المرحلة أكدت أنه في فصل الصيف تجف الألواح خلال يومين أما في فصل الشتاء تحتاج لوقت أطول، وبعد أن تجف تخضع هذه الألواح لعملية سنفرة وتهذيب، قبل طلائها بشكل نهائي لتكون جاهزةً للاختبار ثم الاستخدام.
وأضافت أنه يتم فحص جودة المنتج في المرحلة النهائية من خلال الرسم باستخدام أدوات مختلفة على عينة من المنتج "أثبتت هذه الألواح تميزها عن الألواح المستوردة بإمكانية مسح الرسومات أو التعديل عليها أو حتى تغييرها تماماً، بالإضافة لإمكانية إعادة تدويرها مرات عدة".
كما تطرقت للصعوبات التي واجهت مشروعها "أواجه عدة صعوبات على رأسها عدم توفر تمويل كافي يساعدني على تطوير المكان وتوسيعه لاستيعاب المزيد من الأيدي العاملة، أو حتى شراء جهاز لتجفيف الورق بدلاً من الاعتماد على أشعة الشمس والعمل بشكل موسمي".
وفي ختام حديثها أكدت هدى ثابت أنها تسعى للعمل على إنتاج ألواح عازلة للصوت تضاهي تلك المستخدمة في استوديوهات تسجيل الصوت والمسارح.