إيناس التميمي: الأزياء الفلكلورية أكثر رواجاً ومجازفة من غيرها
فن اختيار اللباس هو ذوق، لكنه تحول لفن اختيار ما هو الرائج والسائد، وهذا ما نجده في عالم الألبسة الجاهزة المستوردة ضمن ماركات أصبحت هي الراعي الرسمي للأناقة لتدل هذه القطعة أو ذلك الفستان من ماركة معينة على الرفاهية
غفران الراضي
بغداد ـ ، وفي خضم تنافس الماركات والألبسة الجاهزة يكون لعالم تصميم الأزياء بأنواعها في العراق حضور وتميز ورغبة في التفرد.
للحديث عن شغف التصميم ومدى منافسة المنتج المحلي لسوق الألبسة كان لنا لقاء مع إيناس التميمي من مواليد 1980، حاصلة على كورس تصميم الأزياء من الدار العراقية للأزياء.
تخبرنا إيناس التميمي عن تصميم الأزياء وموهبة الطفولة التي شخصت برسم الأفكار البسيطة والغريبة بقولها "كنت أرسم أفكار بطريقة بسيطة اعتبرها "شخابيط" غير مهمة لكن مع مرور الزمن أصبحت أفهم نفسي أكثر وأركز على تطوير موهبتي بالممارسة والمتابعة".
تحول الموضوع إلى أكثر جدية مع إيناس التميمي عندما بدأت ترسم نماذج لتصميم معين لتنفذه والدتها التي كانت تعمل كخياطة، وعن سعادة والدتها وهي تنفذ ما تبتكره من موديلات تقول "كانت والدتي تهتم بما أرسمه وأخططه وتقوم بتنفيذه بسعادة وهذا كان مشجع كبير بالنسبة لي، حيث كنت أشعر بأهمية ما أرسمه".
بعد انقطاع سنوات طويلة بسبب الدراسة الأكاديمية والزواج والأطفال وتربيتهم تعود إيناس التميمي إلى عالم الأزياء وهو موطئ الطموح الأول لها "التصميم وابتكار حرفة مطابقة الألوان وتجاذبها بقي يلازمني وعلى الرغم من اختصاصي المختلف جداً لكني لم أنسى شغفي في التصميم".
وبتشجيع من المقربين أخذت فرصة الدراسة الاحترافية في دار الأزياء العراقية لتبدع في التصاميم وتتقن الرسم الاحترافي لتكون إحدى مصممات دار الأزياء العراقية التابعة لوزارة الثقافة، وكان العرض الأول لتصاميمها هو الانتقال الكبير الذي حصل لإيناس التميمي في مجال تصميم الأزياء "أن العرض الأول الذي قدمته هو النقلة في عملي وتحولت تصاميمي من أفكار مرسومة على الورق إلى ملابس منفذة حيث شعرت وكأن روح تجسدت في الأقمشة بعد أن كانت ألوان مدمجة على ورق".
وتجد إيناس التميمي أن مجال التصميم لم يأخذ حقه في العراق "مجال التصميم لم يأخذ حقه في العراق لأن أغلب الناس ترغب بالمنتج المستورد كونه أرخص سعراً وخاصة الألبسة الاستهلاكية قليلة الجودة التي غزت السوق العراقية، وهناك عدد قليل ممن يرغب أن يرتدي تصميم خاص به وغير مقلد، فالأغلبية لا يزال تحتاج إلى ثقافة الأزياء وطريقة ارتدائها".
وتؤكد أن تنفيذ مشروع خاص للأزياء يعد مجازفة "القيام بمشروع خاص يحتاج جراءة ومجازفة لأننا أولاً لا نملك سوق ثابت بسب عدم استقرار الوضع الاقتصادي وعدم وجود آلية تقنين للمستورد حيث أن البضاعة التركية السيئة الجودة تغزو السوق العراقية ومن أردء الأقمشة بينما توقفت معامل عراقية عن العمل بسبب عدم دعمها في اختراق سوق الألبسة".
لذلك تجد إيناس التميمي التوجه نحو التصميم من وحي الفلكلور العراقي يعطي المنتج رواجاً أكثر "الأزياء الفلكلورية التراثية تحظى باهتمام كبير ولها سوق رائجة وهناك توجه كبير من قبل المصممين لتنفيذها كون هذه الازياء أسرع وأكثر ربحاً ومجازفة من تصميم غريب قد لا يلقى رواجاً ولا يعجب الزبون".
وتستمر إيناس التميمي في الإبداع بمجال التصميم وتخبرنا عن طريقة ابتكار الفكرة وتناسب الألوان "قد تأتي فكرة غير مألوفة من مشهد مألوف فهذا يرتبط بمدى تعال فكر الأنسان مع ما يشاهده، فقد تأتي بمخيلتي فكرة وأقوم برسمها بسرعة وأوقات أرى شيء ما يعجبني واستوحي فكرة منه ويكون لوحة إلهام بالنسبة لي".
وفي الآونة الأخيرة أصبح هناك توجه لاحتراف التصميم من كلا الجنسين، إلا أن إيناس التميمي تؤمن بتفوق النساء في هذا المجال بقولها "إلى مدى كبير تستطيع أن تبدع المرأة في مجال التصميم وتتفوق كون المرأة عاشقة للتفاصيل في كينونة شخصيتها وتعاملها مع المحيط ولا يستطيع الرجل أن يتفوق عليها إذا أرادت أن تبدع".