"أيام بيروت السينمائية" يعود بعد غياب 3 سنوات
يحتفل مهرجان أيام بيروت السينمائية بدورته الحادية عشرة، المهرجان الذي يتم تنظيمه مرة كل سنتين، يعود هذه المرة بعد غياب دام ثلاث سنوات بسبب الأزمات التي مر بها لبنان والعالم العربي.
كارولين بزي
بيروت ـ بعرض أفلام متنوعة تعود بالذاكرة إلى لبنان ما قبل الحرب الأهلية وقصص فتيات كن ضحايا الزواج المبكر، سينطلق "أيام بيروت السينمائية" غداً الجمعة 10 حزيران/يونيو ويستمر حتى الـ 19 منه، لتعود الحياة إلى المهرجانات السينمائية اللبنانية بعد غياب 3 سنوات.
"ثلاث فئات تميّز المهرجان"
تقول المديرة الفنية للمهرجان رهام عاصي لوكالتنا "نحتفل حالياً بالدورة الحادية عشرة للمهرجان، نعود بعد غياب ثلاث سنوات. في العام 2020 نظمنا برنامج أونلاين ولكن هذه المرة قررنا أن ننظم المهرجان حضورياً لأننا لمسنا أن هناك اشتياقاً لصالات السينما، وهذا أول مهرجان تنظمه المنظمة الثقافية "بيروت دي سي" منذ ثلاث سنوات".
وعما تتميز به الدورة الحادية عشرة عن الدورات السابقة، توضح "هذه الدورة مميزة بالبرامج والفئات التي تشارك فيها، هناك ثلاث فئات وهي فئة "مدار بيروت دي سي"، وتضم ثلاثة أفلام طويلة دعمتها بيروت دي سي إن كان في مرحلة التطوير أو عبر حملات التأثير".
وأضافت "سيتم عرض ثلاثة أفلام طويلة، فيلم "فرحة" من الأردن للمخرجة دارين سلّام. فيلم إيلي داغر "البحر أمامكم" والفيلم الوثائقي "كباتن الزعتري" لعلي العربي... ما يميز هذه الأفلام ولاسيما "فرحة" و"البحر أمامكم" بأنه تم إنجازهما بدعم من بيروت دي سي وهي الأفلام الأولى للمخرجين المذكورين. أما فيلم "كباتن الزعتري" فشارك في Impact Lab الذي يعمل على حملات التأثير وكان له تأثيراً كبيراً لأنه يروي قصة شابين من مخيم الزعتري يحلمان باحتراف لعبة كرة القدم. سيتم عرض الفيلم في المخيم الفلسطيني في البقاع الغربي، كما أن هذا الفيلم يزوّد المشاهد بجرعة من الأمل".
"بيروت دي سي صلة وصل"
ولفتت إلى أن بيروت دي سي قامت بدعم الأفلام عبر برنامج ملتقى بيروت السينمائي، وكانت بمثابة صلة وصل بين مخرجي الأفلام الثلاثة والمنتجين والموزعين وممثلي المهرجانات العالمية لكي يستطيعوا أن ينجزوا هذه الأفلام حتى تصل إلى الشاشة الكبيرة".
وعن الفئة الثانية من الأفلام التي ستعرض تحت عنوان "أنا هويت"، تقول "الأفلام التي سيتم عرضها ضمن هذه الفئة هي من اختيار أعضاء من عائلة أيام بيروت السينمائية. وتضم خمسة أفلام بين وثائقية وروائية. وهي "النهر" لغسان سلهب، "حكايا بيتية" للمخرج السوري نضال الدبس، "الغريب" للمخرج أمير فخر الدين وهو أول فيلم روائي له، فيلم وثائقي "دردشة مع سيرو" للمخرجة ديما الحر، والفيلم الخامس "ريش" للمخرج المصري عمر الزهيري"، لافتةً إلى أن هذه الأفلام جابت خلال السنتين الأخيرتين عدداً من المهرجانات العربية والعالمية.
أما فئة "في هذا المكان" فتضم أفلاماً سبق وأن تم عرضها وأفلاماً سيكون العرض الأول لها، كما أوضحت رهام عاصي، "يتناول موضوع هذه الفئة علاقة الأشخاص بالأمكنة التي يعيشون فيها وبالماضي، وتضم هذه الفئة أفلاماً مثل فيلم مارون بغدادي "حروب صغيرة" وفيلم آخر لبغدادي وهو "حنين". فيلم "بيروت اللقاء" لبرهان علوية، كما أن هناك أفلاماً جديدة تُعرض للمرة الأولى ضمن هذه الفئة مثل "يوم بلا غد" لمحمد سويد، "إعادة تدمير" لسيمون الهبر، "أخطبوط" لكريم قاسم".
وعن الأشخاص التي يتوجه لهم المهرجان، تقول "هناك عطش للسينما ومع الأزمة الاقتصادية وارتفاع أسعار بطاقات السينما، أيام بيروت السينمائية في دورته الـ 11 ستكون بطاقاته مجانية ومتاحة للجميع ولكن هناك حجز عبر الانترنت من أجل التنظيم بسبب وباء كورونا. أي أن المهرجان مجاني وجميع الفئات مدعوة له، كل محبي السينما هم مدعوون لحضور المهرجان الذي يستمر لعشرة أيام".
"فرحة"
عن انتقال المهرجان من سينما متروبوليس إلى عروض متفرقة في أكثر من منطقة في لبنان، تقول "في كل دورات "أيام بيروت السينمائية" كنا على شراكة مع متروبوليس وكنا نعرض الأفلام في صالاتها، ولكن للأسف مع إقفال ميتروبوليس لم يعد متاحاً أمامنا صالات تعرض لأفلام بديلة. لكن في الوقت نفسه توسعنا هذا العام، إذ أن هناك عروضاً في سينما سيتي في أسواق بيروت، دار النمر في الحمرا، كما هناك عدة عروض تتكرر في بيروت وفي عدة مناطق خارج بيروت، إذ سنعرض في عربصاليم، الهرمل، القبيات، الجية وشبعا، صيدا وحتى في بر الياس وفي البقاع الغربي في غزة، وفي مركز اتجاهات في مار مخايل"، لافتةً إلى أن أهمية التوسع في العروض يساهم في انتشار الأفلام أكثر، إذ "أن هذه الأفلام لم تعد متمركزة في مكان واحد وأصبحت متاحة لأكبر عدد ممكن من الناس، إذ نخرج هذه المرة من الصالات لنصل إلى عدد أكبر من الجمهور، خاصةً أننا اليوم ومع الأزمة الاقتصادية وارتفاع أسعار المحروقات بات من الصعب الوصول إلى صالة السينما، لذلك بتنا نذهب بالأفلام إلى الجمهور".
عن فيلم الافتتاح "فرحة"، تقول "فرحة هو فيلم أردني للمخرجة دارين سلاّم، الفيلم يتناول قضايا المرأة، ويروي قصة فتاة تُدعى "فرحة" وهي لا زالت قاصرة تحلم بأن تكمل دراستها وتنتقل من القرية إلى المدينة. بين تعرضها لضغوط المجتمع الذي يسعى إلى تزويجها وحلمها بإكمال دراستها تتغير كل الأولويات. تدور أحداث الفيلم في العام 1948 أي في عام النكبة، وبالتالي كل الأحلام التي كانت ترغب بتحقيقها تتغير وتختلف بسبب الواقع المستجد وهو نكبة فلسطين".
وأكدت رهام عاصي أنه وبالرغم من اختلاف المرحلة الزمنية التي تتحدث عنها الأفلام ولاسيما "كباتن الزعتري" و"فرحة" إلا أن شيئاً في الحياة لم يتغير، الضغوطات والأزمات في ازدياد خاصة في المنطقة العربية، ولكن الطموح والروحية المقاومة أكبر".
عن دور بيروت دي سي في المساهمة بنقل عدد من الأفلام من الورق إلى الشاشة الكبيرة، تقول "لعبت بيروت دي سي، دوراً كبيراً جداً منذ أكثر من عشر سنوات في هذا الاطار، ربما في الوقت الحالي أصبحت الأمور أسهل كما استحدث عدد من المهرجانات منصات أو ملتقيات لدعم الأفلام التي لا تزال قيد التطوير، لكن منذ عشر سنوات بدأت بيروت دي سي بدورات تدريبية لمنتجين حتى يجد الفيلم الذي يعملون عليه شراكات ودعم وتمويل لإنجازه"، وتتابع "لا تقتصر سعادتنا بمشاهدة فيلم أصبح جاهزاً ويُعرض على الشاشة الكبيرة، بل عندما نرى أسماء منتجين لبنانيين وعرب مرّوا بهذه البرامج التي نظمتها بيروت دي سي وهم اليوم ينتجون أعمالاً عديدة وأصبحت أسماءهم لامعة".
معرض وأفلام وحفلات
إلى جانب الأفلام السينمائية والوثائقية، لفتت رهام عاصي إلى أن أكثر من نشاط سيكون ضمن أيام بيروت السينمائية منها معارض، وتقول "معرض يتم تنظيمه في Mina Image Center في منطقة المرفأ وهو معرض جديد من نوعه للفنان هادي زكاك، هو مخرج وأكاديمي، يروي المعرض قصة وسط بيروت قبل الحرب الأهلية، وهو عبارة عن عدة محطات وكل محطة تسلط الضوء على منطقة معينة من وسط المدينة إن كان المرفأ أو السوق أو الفنادق والحياة الليلية التي اشتهرت بها بيروت. ويتميز المعرض بعرض مشاهد من أفلام قديمة تم تصويرها قبل الحرب، وتم تنسيقها على شكل قصة".
وأضافت "بالإضافة إلى الفيديوهات، هناك صور تسلط الضوء على بيروت قبل الحرب. كما سيضم المهرجان معرض صور للمصور نبيل اسماعيل في دار النمر إلى جانب عرض فيلم "حروب صغيرة" لمارون بغدادي. وتشير إلى أن الصور المعروضة تم التقاطها خلال تصوير فيلم "حروب صغيرة" بالإضافة إلى صور لبيروت بين عامي 1981 ـ 1982. ويتضمن المهرجان أيضاً حفلة فنية لريما خشيش ستؤدي فيها أغنيات من أفلام مصرية لمغنيات وممثلات، إذ يوجد برنامج حافل من السينما إلى الفنون المختلفة".