أريان خليل تجسد بمواويلها الكردية آلام أهالي عفرين النازحين

امتلكت آريان خليل موهبة الغناء منذ الصغر، لتحولها بعد نزوحها إلى مواويل كردية تجسد آلام أهالي عفرين النازحين، وتنال المرتبة الأولى في الغناء على مستوى مقاطعة الشهباء في شمال وشرق سوريا.

روبارين بكر
الشهباء ـ  
حولت حسرة النزوح من وطنها عفرين في20آذار/مارس 2018، إلى إحساسٍ يغذي موهبتها، فجسدت بصوتها التراث الكردي بإحساس فني رائع، من خلال المواويل التي تغنيها.
آريان خليل (16 عاماً)، من سكان قرية "خليل" التابعة لناحية شيه في مقاطعة عفرين بشمال وشرق سوريا، عرفت بإتقانها لغناء المواويل الكردية التراثية، وتقول "منذ ما يقارب الـ 8 سنوات بدأت بالغناء، وبالأخص غناء المواويل الكردية، لأنني من خلالها أعبر عن مشاعري وأحاسيسي".
انضمت آريان خليل إلى مركز الثقافة والفن في عفرين منذ بداية افتتاحه في2013، وتعمل على تطوير نفسها في غناء المواويل، وهي مستعدة لمجابهة كافة المعوقات في سبيل الوصول إلى هدفها "حين تمتلك المرأة الشغف الحقيقي بالموهبة التي تتمتع بها، تكافح وتناضل للوصول إلى هدفها، وبهذا تحصل على ثمرة جهدها، لتكون امرأة فاعلة في المجتمع".
تتشابه المواويل والأغاني في الكلمات والألحان إلا أن طريقة تقديمها تختلف جذرياً، فتقول آريان خليل "للأغاني جماليتها إلا أن المواويل تمتلك طابع مستوحى من تراث الأجداد ومتفرد، كونها متوارثة من جيل إلى آخر"، في حين أن الداعم الأكبر لها هي والدتها، " ورثت موهبتي من والدتي التي شجعتني مذ كان عمري 9 سنوات".
تحاول آريان خليل الارتقاء بصوتها والوصول إلى كافة الطبقات الغنائية والمجتمعية، وبرز ذلك جلياً من خلال انضمامها للعديد من الحفلات في مقاطعة الشهباء في شمال وشرق سوريا، ولا سيما الحفلات التي تقام في ناحية شيرا التابعة للمقاطعة "في شهر حزيران/يونيو من عام 2020، نلت المرتبة الأولى في مسابقة غنائية أقيمت على مستوى المقاطعة، شعرت آنذاك أن غناء المواويل للأهالي يسهم في اكتساب الثقة ورفع المعنويات، ولا سيما عندما أُعبر عن آلامهم بصوتي".
كما وتغني آريان خليل مواويل متعددة لفنانين معروفين في هذا المجال، ومنهم الفنان "مم آلان" و"خليل خمكين" والتي تضفي عليها طابعها الخاص، سابقاً ابتعدت المرأة عن المجالين الفني والثقافي، فالعادات والتقاليد المجتمعية كان لها الأثر الأكبر في ذلك، فحُرمت العديد من الإناث من ارتياد المراكز الثقافية والفنية، إلا أن انتشار مشروع الأمة الديمقراطية واندلاع ثورة المرأة في روج آفا في تموز/يوليو 2012، نقل واقعها الثقافي بشكل نوعي، "نسبة النساء ضمن المراكز الثقافية تتزايد، لأن المرأة باتت رائدة في جميع المجالات".   
تقول آريان خليل بأن المرأة يجب أن تصنع من نفسها قدوة، وأن لا تستمع إلى كل من يحاول ردعها عن أهدافها وتفتخر بجوهرها الحقيقي، ولا سيما وأننا نعيش في مجتمعات تحارب المرأة الناجحة وتخلق العراقيل لمنع تقدمها "كشابة يستهويني المجال الفني، أرى أنني قادرة على أن أصل إلى القمة من خلال إبداعي في مجالي، وسأستمر بمسيرتي الفنية وبالحفاظ على ثقافتي الكردية القديمة".
وطالبت آريان خليل النساء اللواتي يمتلكن المواهب بأن يتمسكن بأحلامهن وينمين مواهبهن، "على جميع الأهالي دعم بناتهن وتطوير مواهبهن للقضاء على النظرة الرجعية للمرأة الفنانة".