أماني البدري تسعى إلى الاحتراف في مجال التصوير
بعد أن كانت حكراً على الرجال لفترات طويلة، ومن النادر جداً أن ترى امرأة تحمل آلة تصوير في ليبيا، أصبحت الفتيات تنافسن الرجال فيها وتبدعن وتبتكرن ويتحصلن على المساحة الأكبر فيها.
ابتسام اغفير
بنغازي ـ أكدت أماني البدري أنها لا تمل من المحاولة من إعادة التصوير مرة تلو الأخرى، حتى تصل إلى قدر الرضى المطلوب لتصويرها، مشيرةً إلى أنها تجتهد للوصول إلى ما تطمح إليه دون الاعتماد على أحد.
بسبب الحرب وما تمر به بنغازي توقفت أماني البدري (27) عاماً وهي طالبة بكلية تقنية المعلومات، عن الدراسة مما اضطرها للبحث عن هواية تشغلها عما يدور حولها، فدخلت عالم التصوير في عام 2015، عبر هاتفها الذكي وتعلمها لتقنية التصوير بالتجربة والخطأ، حتى وجدت نفسها بعد تدريب ذاتي دام لفترة عامين في معترك عالم التصوير.
وقالت أماني البدري أنها في عام 2018 حصلت على مبلغ مالي، وكان تفكيرها منصباً في الحصول على آلة تصوير احترافية من أجل دقة التصوير، والانتقال بها من مجرد كونها مهنة إلى حرفة تكسب منها قوتها، فبدأت في تصوير الحفلات التي وجدت فيها بعض الصعوبات، وتعرضت لأخطاء وبعض المواقف الطريفة والمضحكة.
وأضافت أنها مع مرور الوقت تطورت نفسها أكثر فأكثر في مجال التصوير وتعلمت أشياء جديدة، وقامت بتصوير المنتجات وأعياد الميلاد، التي تفضل تصويرها أكثر من الحفلات، بالإضافة إلى تصوير الطبيعة والحياة الساكنة.
وأشارت إلى أنه "بحكم أن هذه المهنة قد تصبح حرفة بالنسبة لي فأنني مضطرة لمسايرة ما يقوم به المصورين في ليبيا، من تصوير حفلات تخرج وعرائس، بالإضافة إلى تصويري للطبيعة، وهي ما كسرت به القواعد في عالم المصورات النسائية اللواتي تفضلن أنواع أخرى من التصوير وتتقاضين من أجله المال فهو مصدر دخلاً لهن".
وعن حبها وشغفها لهذه المهنة تقول "إذا لم أنجح في التصوير كحرفة فسأحافظ عليه كهواية وهذا ما جعلني أركز على تصوير الطبيعة والحياة الساكنة، وفي أحيان كثيرة أدمج الحرفة والهواية مع بعضهن"، مضيفةً "لا أحب أن تكون كسوق للعمل فقط، فكل يوم سأحاول أن اكتشف شيء جديد في هذا العالم، وأصل إلى مراحل مرضية فيه".
أما عن تنمية موهبتها وسعيها الدؤوب في تطوير نفسها فأوضحت أن "اعتمدت على نفسي وذهبت لعدد من المصورين في بنغازي، ولكن لم يتجاوبون معي خاصةً وأنه في تلك الفترة لم يكن يتواجدون بكثرة، ولم تكن توجد مراكز تدريب، فأخذت آلة التصوير وبدأت التدريب بنفسي فكنت أصيب وأخطأ، وتعلمت كل ما يخص تلك الآلة وأساليب التصوير، حتى وصلت لدرجة المهارة الجيدة التي تمكنني من الدخول إلى عالم التصوير".
وعن نظرة المجتمع للفتاة التي تحترف التصوير في ليبيا خاصةً أن هذا المجال يتفوق فيه عدد الشباب على الفتيات، أوضحت أن "النظرة اليوم أكثر انفتاحاً وتحرراً عن قبل ففي عام 2015 ذهبت إلى منطقة قروية في ليبيا وقمت بالتصوير فتجمع حولي أهل القرية وكأنني أقوم بشيء غريب وتعجبوا مني، فشعرت بالتوتر بشكل غريب، ولكن في بنغازي أصبح الأمر مقبول بالرغم من أننا بحاجة لكثير من الأمان وتصريح للتصوير".
وحول إمكانية توجهها للتصوير الصحفي تقول أماني البدري "أنا أعمل في المكتب الإعلامي بمركز تنمية وإرشاد الطفل، فأقوم بتصوير جميع أنشطة المركز وهو مقارب للعمل الصحفي، ولكن من جانب التصوير وليس من الجانب التحرير، وهناك فرق بالتأكيد بين التصوير الصحفي الذي يتم بشكل رسمي، وبين باقي أنواع التصوير الذي يعتمد على الجانب الجمالي".
وأشارت إلى أنها تسعى إلى التعلم والابتكار في مجال تصوير الفيديو بعد أن خاضت تجربة تصوير الفوتوغراف، وتقوم بدراسة الفكرة مع توفير كل ما تحتاجه من إمكانيات مادية من عدة التصوير ومكملاته، ثم تقوم بالتدريب عليه.
وعن أكثر الصعوبات التي واجهت أماني البدري منذ بداية عملها إلى الآن تقول "كلام الناس من أكثر الصعوبات التي واجهتني في عملي، ولكن ثقتي بنفسي كبيرة، وأن هناك أناس يحبون طريقة تصويري ويدعموني، وتصلني رسائل إيجابية فاحتفظ بها لنفسي أو أقوم بنشرها".
وحول الهجوم الذي تتعرض له قالت "أتعرض للهجوم لأنني فتاة فهناك شركة معينة كان اعتراضها على كوني فتاة وحين قمت بالتصوير والعمل لم يقتنعوا أنني أنا من قمت بالعمل، وظلوا يشككون في عملي وأن هناك رجل هو من قام بتوجيهي لفعل ذلك، وتخوفوا من تفوقي عليهم فأصبحت أعمل مثلما يطلبون مني ولا أقوم بعرض أفكاري عليهم".