المكتبة الوطنية... حاضنة للتراث الثقافي في الرقة

ساهمت المكتبة الوطنية في دعم وتعزيز دور الشخصيات النسوية المثقفة والأدبية، عبر المشاركة في الأمسيات الشعرية والأدبية وممارسة هواية المطالعة وكتابة القصص والشعر، للنهوض بالأدب النسوي في المنطقة.

يسرى الأحمد

الرقة ـ تُعدّ المكتبة الوطنية التي أُسِّست من قبل هيئة الثقافة والآثار، من أهم التشكيلات الثقافية الّتي ستحافظ على ثقافة القراءة في ظل الغياب التام لها منذ سنوات.

تعتبر المكتبة الوطنية التي افتتحت من قبل لجنة الثقافة والآثار في 3 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حاضنة للتراث الفكري والتاريخي ولأهم الحضارات، فهي تعمل على حصر وتجميع الإنتاج الفكري والتراث الوطني والثقافي بمختلف أشكاله، حيث تحتوي المكتبة على 12 ألف كتاب ومقالات وكتب خاصة بالشعر والخواطر والقصص المتنوعة، وتضم عدة أقسام منها الفلسفة والتاريخ وقسم السينما والفن والموسيقى والأمة الديمقراطية، ويوجد فيها قاعة للمطالعة وكتابة القصص والشعر، ويتميز بناء المكتبة بأنه يحمل الطابع العباسي حيث تم إكسائها بحجر الآجر المصنوع في أفران "هرقلة" غربي الرقة، والذي يضيف للمكتبة رونقاً قديماً وبسيطاً ويضفي عليها لمسة من تراث الرقة القديم.

وعن الهدف من افتتاح المكتبة الأولى في المنطقة أوضحت الإدارية في المكتبة الوطنية سناء عبد عباس "تعرف مدينة الرقة بأنها عاصمة الثقافة، حيث تم إيلاء أهمية كبيرة للجانب الثقافي بعد تحرير المدينة من مرتزقة داعش، للنهوض بالواقع الثقافي ودعم وتشجيع الشخصيات لإبراز مواهبهم الفنية وتطويرها".

وحول تعزيز دور الثقافة النسوية في المنطقة أكدت "أثبتت المرأة دورها بجدارة على جميع الساحات السياسية والاجتماعية والعسكرية وعلى رأسها الثقافية وذلك عبر مشاركتها الفعالة في العديد من الأمسيات الشعرية والأدبية، والمنتديات الثقافية والفنية، وبرزت أسماء العديد من المثقفات كالأديبة الراحلة فوزية المراعي وماريا العجيلي وميديا سيلمان اللواتي شاركن بالعديد من الأعمال الأدبية والشعرية والكتابية، لتكن قدوة للكثير من النساء والفتيات اللواتي تملكن موهبة شعرية أو أدبية دفينة لتفعيلها في المجتمع وتطويرها".

وأوضحت أن مساهمة المرأة في المجال الثقافي ومشاركتها في المنتديات الشعرية ساهم في تعزيز ثقتها بنفسها، كاسرة من خلالها المفاهيم التي كبلتها في مجتمع يرى أن دورها محصور ضمن المنزل فقط، وبعيد كلياً عن الجانب الأدبي والثقافي، وهي ليست بهذا المستوى الثقافي لأن تكون أديبة أو شاعرة.

وبينت أن للمطالعة أهمية كبيرة في رفع المستوى الثقافي والمعرفي "للقراءة العديد من الإيجابيات منها زيادة الوعي والمعرفة والتعليم وتساهم بتثقيف المرء من كافة جوانب الحياة".

وحول نسبة إقبال الفتيات والنساء على المكتبة أوضحت أنه "منذ افتتاح المكتبة هناك إقبال كبير للنساء والفتيات بكل حماس ودافع لقراءة الكتب والنصوص الشعرية والقصص، فقد خصصت المكتبة قاعة مطالعة خاصة بالنساء، وبات لديهن متسع أكبر من الفهم والوعي ورؤى أوضح لثقافة الماضي والحاضر والمستقبل وتطلعات بمنظور وزاويا مختلفة".

وترى أنه من الضرورة أن تتسلح المرأة بالثقافة والعلم والمعرفة "تعتبر المرأة أساس المجتمع ومربية أجيال المستقبل، لذا يجب أن تكون واعية ومثقفة لكي تأسس أسرة مثقفة وبالتالي سينشأ مجتمع مثقف، فالمرأة هي منبع الثقافات والعلم والمعرفة".

ودعت جميع الفتيات والنساء للانضمام إلى المكتبة، التي سوف تغني موهبتهن الأدبية وتسد فراغ معرفتهن من خلال قراءة الكتب النسوية الموجودة فيها، لتوسيع أفاقهن وإغناء الجانب الأدبي.

وحول خططهم المستقبلية بينت "نسعى لتفعيل قسم خاص للأدب النسوي ضمن المكتبة، وعقد منتدى لتفعيل برنامج وأنشطة وفعاليات بشكل مستمر خاصة بالثقافة والأدب النسوي، للنهوض بالواقع الثقافي والأدبي في المنطقة".