'الكحل يحمي العيون من الغبار'

تستخدم النساء في مناطق شمال وشرق سوريا الكحل من أجل الزينة وكذلك من أجل حماية العين من الأمراض

نجاح معيش
الحسكة ـ  .
شمسة إسماعيل خلي تعلمت صناعة الكحل على يد والدتها، وتقول إنهن يضعن الكحل في المناسبات والافراح، ولكن بسبب ظروف الحرب وبعض الأحداث الحزينة في العائلة فإنها لم تستخدم الكحل منذ 15 عاماً.
كحل الأثمد، هو نوع من أنواع الكحل العربي ويصنع من الحجر الاصفهاني، وهو حجر أسود يميل إلى الحمرة يوجد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمغرب العربي وجنوب آسيا وبعض من أجزاء أفريقيا مما دون الصحراء الكبرى. يعود تاريخ استخدام الكحل إلى العصر البرونزي أي حوالي العام 3500 قبل الميلاد. واستخدمته عدة شعوب وحضارات أشهرهم الفراعنة وكانوا يستخدمونه فتظهر عيونهم واسعة وجميلة. 
ولقد كان لاستخدام الكحل أسباب عديدة فمنها حماية العين من أشعة الشمس القوية في المناطق الصحراوية والحارة حيث أنه كان منتشراً لدى البدو. كما أن البعض كان يعتقد أن الكحل يحمي العين من بعض الأمراض، كما أنه كان يوضع للأطفال حديثي الولادة والأطفال صغار السن بغض النظر عن جنس الطفل لتقوية العين. ويمكن استخدامه في حالات التهابات العيون والحساسية المفرطة للعين والتقرح التي تتعرض لها العيون بسبب الملوثات الخارجية. ويعتقد أيضاً أن له تأثير قاتل على الجراثيم.
 
"لم استخدم الكحل منذ 15 عاماً"
شمسة إسماعيل خلي 55 عاماً، تعلمت صناعة الكحل على يد والدتها منذ أن كانت طفلة صغيرة، وتقول في ذلك "عندما كنت طفلة كانت أمي تصنع الكحل، وأنا تعلمت على يدها. كنا نحضر الكحل، كان عبارة عن حجر أسود. وعندما كنا نشعل التنور لصناعة الخبز. كنا نحضر حجر الكحل ونضعه في العجين ومن ثم نضعه في التنور حتى اليوم التالي. وبعد أن نخرجه من التنور كنا نقوم بطحنه بشكل جيد، ومن ثم نقوم بتمريره بقطعة كتان، ونضعه في المكحلة ليصبح جاهزاً للاستخدام. وكنا نضع فيه القليل من الزيت، لأن الزيت يمنحه المزيد من اللون الأسود، كما أنه كان يلمع عندما نضعه في أعيننا، وعندما كنا نذهب إلى مكان ما أو إلى حفلة كنا نضع الكحل في أعيننا. الكحل يحمي الأعين من الغبار".
وتقول شمسة إسماعيل إنها لم تستعمل الكحل منذ 15 عاماً بسبب ظروف الحرب والأحزان التي ألمت بالعائلة.