'الحفاظ على تصميم الزي الكردي يضمن انتقاله من جيل إلى آخر'

سنبل شجاعي من سكان مدينة أورمية بشرق كردستان تعمل في تصميم اللباس الكردي، كما تعمل في الحفاظ عليها من الاندثار حتى ينتقل من جيل إلى آخر.

يارا أحمدي

أورمية ـ ثقافة أي أمة هي جزء لا يتجزأ من هويتها ومن خلال الرجوع إليها يمكن الحصول على الكثير من المعلومات حول جميع الجوانب التاريخية لتلك الأمة، ويمكن اعتبار الملابس أحد مكوناتها الرئيسية.

إن استخدام الملابس وزخرفتها وأسلوبها يمكن أن يعكس الكثير من المعلومات حول الهوية الثقافية والاجتماعية والتاريخية للمجتمعات، ولايزال الشعب الكردي يستخدم الزي الكردي في حياته اليومية على الرغم من التغيرات الثقافية وظهور أنماط مختلفة من الملابس والأزياء في العالم، للمحافظة على مكانتها بتوافقها مع العصر الجديد، وبصرف النظر عن المسألة الجمالية فإن الاختلاف هو علامة على مرونة هذا اللباس واستخداماتها، ويمكن أن تختلف ملابس النساء الكرديات باختلاف مناطق شرق كردستان، وتستخدم في خياطتها جميع أنواع الأقمشة مثل الدانتيل والحرير والمخمل وغيرها بتصاميم مختلفة.

وحول هذا الموضوع تقول سنبل شجاعي التي تقطن في مدينة أورمية "تخرجت في مجال التصميم والخياطة من جامعة شيراز وأعمل في هذا المجال منذ ما يقارب 17عاماً، أصبح هذا المجال أكثر شعبية من ذي قبل وتزايد عدد الأشخاص الذين يرغبون بالعمل فيه، وعلى الرغم من أن هذا المجال يعتبر صناعة منذ ما يقارب من ستين عاماً في الدول الأوروبية، إلا أنه مقبول كمجال احترافي في السوق ومجال الفن منذ نحو عشر سنوات في منطقتنا، لذلك بذلت الكثير من الجهد حتى تمكنت من احترافه".

وعن تقبل الناس للملابس الكردية وتاريخها، أوضحت أنه "إذا تم استخدام الملابس الكردية في الحياة اليومية وأردنا أن تبقى كما كانت في الماضي فسوف يتم تدميرها، لذلك يجب الحفاظ عليها في شكلها الحديث لتتكيف مع الظروف الجمالية"، مشيرةً إلى أن الملابس الكردية الخاصة بهذه الجغرافية يصممها ويصنعها من يعيش بتلك المناطق لأنها ملابس تحمل التاريخ.

وحول التغيرات التي طرأت على الزي الكردي، أشارت إلى أنه "في الثلاثين سنة الأخيرة تغيرت البيئة المعيشية والملابس أيضاً، عند دراستي لملابس النساء خلال 300 و400 عاماً ماضية، توصلت إلى استنتاج مفاده أنه لا ينبغي تغييرها بل يجب تكييفها مع ظروف حياتنا اليومية"، لافتةً إلى أنه مع تغير الظروف العالمية أصبحت الملابس موحدة اليوم لذلك يجب الحفاظ على الزي الكردي من الاندثار.

وعن أسلوب الجيل الجديد من ارتداء الزي الكردي، أوضحت سنبل شجاعي أنه "عندما يرتدي الجيل الجديد ملابس أمهاتهم أو جدتهم، فإنهم يغيرون بعض أجزائها، لكن رغم ذلك تبقى أصالة تلك الملابس حية، وفي هذه الأيام اللباس المحلي مأخوذ من الزي الكردي الأصيل، حيث يتم ارتداء قطع مهمة منها"، مؤكدةً أنه "بعد 78 عاماً قد يرتدي الجيل القادم الزي الكردي وفقاً للظروف الجديدة، لذلك علينا أن نعلم أنها تمثل صفحة من صفحات التاريخ، وأن ملابس الماضي هي أيضاً جزء من التاريخ".

ولفتت إلى أن العلاقة بين شكل الحجاب والأصالة الثقافية الكردية، يتمثل بعمق أصالة وجذور الملابس المحلية الكردية، كالحزام الذي يرتديه الرجال والنساء على حد سواء، ففي الماضي استخدم الرجال أحزمة بلغ طولها أربعة أو خمسة أمتار كحبل لمساعدتهم على عبور الجبال، لحماية الجسم والعمود الفقري، وعند النساء كحزام للبطن وكذلك استخدام كحمالة للصدر.

وعن طريقة ارتداء الزي الكردي، بينت أنه "يتم ارتداء عصبات حول الرأس مكون من مزيج من الألوان العصرية والتاريخية كما أنه يكون متناسق مع اللباس الكردي، ولكن مع تغير جزء منها ستتغير قيمتها الجمالية، لأن الجمع بين الألوان الصحيحة يعطيها جمالية أكثر، فإذا لم يتم الحفاظ عليها بالشكل المطلوب ستصبح بالية".

وفي ختام حديثها قالت سنبل شجاعي "شاركت في مهرجان الأزياء الوطنية في مدينة شيراز، وقمت بالتعريف بالزي الكردي في ندوة سيتعرف عليها الطلبة لاحقاً على شكل مادة، كما قمت بالتعريف بالملابس الكردية وارتدائها ولاقت استحساناً كبيراً من قبل الكثيرين، في المستقبل سأشارك في المهرجانات العالمية والمسارح ودور السينما حتى لا تُنسى ويتم الحفاظ عليها من الاندثار".