الفن والغناء يوحد مختلف الشعوب على طريق الحرية والنضال
أثبتت الفنانة الكردية روكن رشيد لكل المشاريع الرامية لتفكيك وحدة شمال وشرق سوريا أن المنطقة ستبقى جسداً واحداً روحه تتحدث مختلف اللغات.
ملاك المحمد
الطبقة ـ على الرغم من تنوع المكونات في شمال وشرق سوريا، إلا أن المرأة دائماً أثبتت أن هذا الاختلاف ليس عائقاً لتكون الشعوب موحدة على طريق الحرية والنضال.
دائماً المرأة في شمال وشرق سوريا سباقة في إبراز التلاحم والتآخي السائد على العلاقة التي تربط مكونات المنطقة ببعضها البعض سواءً من خلال نشاطاتها السياسية أو المجتمعية أو الثقافية، وكذلك الفنية كالرسم أو الموسيقى أو الأدب أو الغناء الذي من خلاله عبرت الفنانة روكن رشيد وهي مهجرة من مدينة عفرين شمال وشرق سوريا تقطن في مدينة الطبقة، عن هذا التلاحم فهي تغني باللغتين العربية والكردية.
فرغم كل الظروف الإنسانية الصعبة التي عانتها بسبب احتلال مدينتها عفرين من قبل تركيا ومرتزقتها، استطاعت أن تحافظ على شغفها بفن الغناء وتحقيق حلمها بأن تكون فنانة تغني بأكثر من لغة.
وفي هذا الصدد قالت روكن رشيد البالغة من العمر 33 عاماً "شغفي بالغناء ولد منذ أن كنت في السادسة من عمري، أنا أتحدث اللغة الكردية بالإضافة للعربية، والدتي كانت أبرز المشجعين لي على زيادة إمكانياتي وقدراتي في هذا النوع من الفن نظراً لعدم امتلاكي الوقت الكافي لمتابعته بالشكل المطلوب كوني كنت أعمل معلمة في إحدى مدارس عفرين".
وتابعت "تبعيات النزوح من عفرين أثرت عليّ بشكل كبير لكن ذلك لم يشكل سبباً لإضعافي أو تحييدي عن متابعة الغناء، فبعد نزوحي إلى مدينة الطبقة بشمال وشرق سوريا بدأت العمل على صقل موهبتي كما حصلت على العديد من الفرص لإبرازها من خلال مشاركتي في المهرجانات والاحتفاليات التي نظمت على مستوى المنطقة منها مهرجان الشهيدة برجم في حلب، حيث بدأت الغناء أولاً باللغة الكردية ولم أكتفي بذلك فخضعت لتدريبات عديدة حتى أتمكن من الغناء باللغة العربية التي أتقنها هي الأخرى إلى جانب لغتي الأم".
وأشارت إلى أنها "في البداية واجهت صعوبة كبيرة في الغناء بمدينة غير مدينة عفرين لكن تمكنت من تجاوز ذلك بسبب ردود الفعل الإيجابية التي تلقيتها من الجمهور المشارك في الاحتفاليات، كما قمت بتشكيل فرقة "دوسر" وهي تضم فنانين/ات من المكونين الكردي والعربي ونحن على استعداد لاستقبال مشاركين من باقي المكونات في الفرقة".
وأضافت "خلال فترة سيطرة مرتزقة داعش على طبقة حاولوا جاهدين طمس هوية المرأة وكسر إرادتها وهو ما يفعله الاحتلال التركي ومرتزقته الآن. في مدينة الطبقة وكافة مناطق شمال وشرق سوريا وبفضل الحرية الكاملة التي تتمتع بها المرأة أصبحت قادرة على إثبات ذاتها ودورها".
وأكدت الفنانة روكن رشيد على أنها ستستمر في ممارسة هذا النوع من الفن وستكمل مسيرتها حتى تصل للمستويات الأعلى ولن تسمح لشيء للوقوف بوجهها، ووجهت رسالة لكل امرأة بأن تسعى دائماً للوصول إلى أهدافها ونيل حقوقها وتأدية واجباتها على أكمل وجه.