الفن متنفس للهروب من مرارة الواقع ومعالجة القضايا
يتم اللجوء إلى الفن بكافة أنواع وفي جميع الحالات، حيث توظف النساء خيالهن لخلق متنفس، هرباً إليه من الواقع المرير وضغوطات الحياة.
هالة الحاشدي
اليمن ـ تعتبر اليمن واحدة من الدول المعروفة بتنوعها الثقافي والفني، حيث تزدهر فيها الأصوات الفنية التي تلفت الانتباه بإبداعها وشغفها، ومن بين هذه الأصوات المتميزة تبرز الفنانة باسكال الهمداني التي تتمتع بموهبة فنية فريدة واستثنائية.
بدأت الرسامة اليمنية باسكال الهمداني من مدينة تعز رحلتها الفنية وهي في السادسة من عمرها، حيث اكتشفت شغفها وموهبتها في الرسم من خلال رسم الشخصيات الكرتونية، وطورت موهبتها بشكل لافت خلال فترة دراستها، حيث كانت تشارك بالأنشطة والفعاليات الإبداعية المدرسية، وتمكنت من الوصول إلى مراحل متقدمة من المنافسات.
على الرغم من النزاع الدائر في اليمن منذ سنوات عدة، إلا أنها لم تتوقف عن ممارسة موهبتها، وبين الألوان والأوراق تجد مأوى لروحها ووسيلة للتعبير عن مشاعرها وأفكارها في ظل القلق والخوف وانعدام الأمان الذي خلفه النزاع.
وتقول بسكال الهمداني إن "الحروب أثرت بشكل كبير على حياتي وحياة العديد من الأشخاص في العالم العربي، وخاصة في اليمن عندما يتعلق الأمر بموهبتي وأعمالي الفنية، أحاول بكل جهد التعبير عما بداخلي، إنه ليس أمراً سهلاً على الإنسان أن يعبر عن مشاعره أو التعامل مع المعاناة والظروف القاسية التي مررنا بها خلال فترة الحرب، ومع ذلك، يبقى الفن هو الوسيلة الوحيدة لنا للتعبير عن أنفسنا وتخطي هذه المعاناة، لذلك سنستمر في التمسك بالفن حتى يطغى نور الفن على ظلام الحرب".
وعن مشاركتها في الفعاليات المحلية والعالمية قالت "أعتقد أنه يجب على الإنسان أن يبدأ من الصفر ويشارك في الفعاليات اليومية والأنشطة حتى يتمكن من صقل موهبته، لا يهم ما إذا كانت هذه الفعاليات تناسبه أو لا، فهي تساهم في تحقيق إنجازات صغيرة تحفزه للمضي قدماً، وتدفعه لتحقيق أمور أكبر، لذلك يجب إلا يتردد في المشاركة والبحث عن الفرص، والفرص لن تأتي إليه إذا هو لم يقوم بالبحث عنها".
وعن مشاركاتها الخارجية قالت بسكال الهمداني "كانت أولها في مصر حيث شاركت إلى جانب أكثر من 50 فنان/ـة على مستوى العالم في ملتقى الفنانين العرب الدولي في نسخته السادسة، وقمت بإلقاء قصيدة بمهرجان نظم في مركز التعليم المدني، كما شاركت في معرض فني في قصر ثقافة الأنفونشي بمدينة الإسكندرية، وأقيمت على شرفي أمسية شعرية خاصة في دار الأوبرا المصرية بمسرح الهناجر للفنون"، مضيفةً "كما كان ليّ مشاركات عن بُعد في تركيا وبريطانيا والعراق والمغرب، وشاركت في برنامج المواهب العربية في بيروت وآمل أن أحصل على فرصة المشاركة بحلقته الأولى، ومن خلال هذه المشاركات وغيرها أسعى لبناء مكانة وشهرة وأن أترك بصمة في فن الرسم والشعر، وأتمنى أن تكون نجاحاتي البسيطة وإنجازاتي مهما كانت صغيرة قدوة للكثيرين من الناس المحيطين بي".
وأكدت أن الفن بإمكانه إيصال رسائل معينة ذات طابع إنساني ومعالجة قضايا مجتمعية، وأساس فن الحياة يكمن في تحقيق الطموح وتطوير الذات والتواصل مع الآخرين والاستلهام من قصص نجاحاتهم فهي الخطوات الأساسية في عملية التطوير الذاتي.
وأضافت "سأظل جاهلًا ما دمت أدعي المعرف، أنها من العبارات التي أحبذ ترديدها، لذلك يتعين على الإنسان أن يكون متواضعاً وأن يستمر في النهل من بحور العلم، وعلى المجتمع دعم الفنانين/ات من خلال توفير الفرص والمساحات لعرض مواهبهم، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم، الفن ليس مجرد خدمة للفنان فقط بل يخدم المجتمع بشكل عام".
وفي ختام حديثها قالت بسكال الهمداني إنه لا يمكن لأي مجتمع أو بلد أن يمنع انتشار الفن أو ممارسته، فهو يمثل جزءاً أساسياً من الحياة الثقافية والاجتماعية، وينبغي على كل من يحمل طموحات وآمال أن يبدأ بالخطوة الأولى نحو تحقيق أهدافه، وأن يكون واثقاً من قدراته وأحلامه وأن يعمل بجد وثقة فهما السبيل الأبرز لتحقيق النجاح والأهداف.