الفن أداة نضال جديدة لخدمة قضايا النساء

يعد الفن بشكل عام، أداة نضال جديدة من أجل خدمة واقع النساء ومعالجة قضاياهن اليومية المختلفة والدفاع عن حقوقهن بعيداً عن كل القيود.

حنان حارت

المغرب ـ تعتمد جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، في إطار حملتها "سطوب العنف الرقمي" على الفن، باعتباره واجهة نضال جديدة، من أجل نبذ كافة أشكال العنف الذي تتعرض له النساء في المجتمع المغربي.

يطرح فيلم النشبة (الفخ)، الذي تعتمد عليه جمعية التحدي للمساواة والمواطنة في حملتها "سطوب العنف الرقمي"، ظاهرة العنف الرقمي الذي تذهب ضحيته نساء كثيرات، وتدور أحداثه حول فتاة تتسرب صورها الحميمية ليتم ابتزازها بهذه الصور بدفع مقابل مادي، فتضطر لسرقة أشياء ثمينة من بيت والديها وبيعها لتتخلص من قبضة المبتز، لكنها تجد نفسها قد وقعت في مصيدة الابتزاز الجنسي الذي تخضع له مخافة الفضيحة، ما يجعلها تدخل في حالة إكتئاب تؤدي بها إلى التفكير في الإنتحار، لكن سرعان ما تستبعد الفكرة، فتفضل التبليغ ومواجهة المجتمع.

وقالت رئيسة جمعية تحدي للمساواة والمواطنة بشرى عبدو، أن الجمعية منذ أربع سنوات، بدأت تعتمد على الجانب الفني في إيصال رسائل تنبذ العنف الممارس ضد النساء، كما هو الحال بالنسبة لفيلم "النشبة"؛ لاعتبار الفن بشكل عام هو وسيلة تواصل سهلة مع كافة الشرائح، خاصة مع الفئات العمرية الصغيرة "نعمل على علاج ظاهرة العنف، وخاصة الرقمي بطرحه إما على شكل كبسولات لا تتعدى ثواني، أو أفلام قصيرة لتحمل قيم إنسانية نبيلة من أجل ترسيخ ثقافة نبذ العنف والمساواة في عقول هؤلاء البراعم الذين يعدون جيل المستقبل".

 وأوضحت إن الفن بات اليوم يخدم القضايا الإنسانية العادلة وخصوصاً القضية النسوية، مشيرة إلى أن الفن التشكيلي أو السينما والمسرح والغناء والرقص والموسيقى كلها، أضحت تؤثر على الأفراد وتصل إلى الرأي العام بأقصى سرعة، لهذا لابد من الاستفادة من هذه الأدوات، من أجل إيصال رسائل تنبذ التمييز والحيف والعنف والعنصرية التي تطال الإنسان، لافتة إلى أن الأفلام لها أثر واضح ومباشر على تغيير سلوك الأفراد.

وأكدت أنه اليوم لابد من التعامل مع الفن على أنه واجهة نضال جديدة، بحيث يمكن أن يتم من خلاله إيصال صوت المرأة إلى الجهات المعنية من أجل محاربة كافة الصور النمطية.

وبينت بأن الفن بجميع أصنافه يعد نوعاً من النصح والإرشاد بشكل غير مباشر للمتلقي، مشيرة إلى أنه عندما نتحدث مثلاً عن السينما التي تتناول قضايا النساء، بالتأكيد سيستوعب المتلقي الرسائل التي يراد إيصالها، وبالتالي سيتحلى بالقيم الإنسانية ويرفض أي ممارسة وعنف يمارس ضد النساء والفتيات.

وأضافت "الأمر كذلك بالنسبة للرقص الاستعراضي، فعندما تريد العارضة الحديث عن ظاهرة العنف ضد النساء مثلاً، فإنها تستخدم جسدها للتعبير عن ذلك، فإيمانها بجسدها يجعل حركاتها وأدائها هو طريقتها الخاصة في إيصال الرسائل الرافضة للعنف، وكذلك بالنسبة للرسم فإن المبدع/ة يحاول عن طريق ريشته نبذ كافة أشكال التمييز والحيف التي تطال النساء".

وأكدت أن المغرب اليوم بحاجة لفنانين وفنانات يسلطون الضوء على القضية النسائية المغربية، للقضاء على العنف المبني على النوع الاجتماعي والصور النمطية، مشيرة إلى أن الجمعيات المدنية تعمل اليوم مع الجهات المعنية، لعمل تكوينات عن كيفية إيصال الرسالة الهادفة التي تخدم قضية النساء عن طريق إنتاجات فنية لا ترسخ لصور المرأة النمطية، ولا تتأثر بثقافة المجتمع السائدة، وأن يكون هناك عمل فني محترم يراعي توظيف الصور السينمائية لمحاربة كافة أشكال العنف التي تطال المرأة أو العنف المبني على النوع الاجتماعي.

وقالت أن استخدام الفن لزيادة وعي الناس وترسيخ ثقافة الدفاع عن حقوق النساء كان لديه صدى كبير خاصة في المؤسسات التعليمية مع التلاميذ/ات لأنه انطلاقاً من هذه المادة يمكن فتح نقاش حول الموضوع، ومن ثمة يمكن أن يفهموا الآثار الوخيمة على ضحايا العنف، مبرزة أن المواد الفنية تلعب دوراً كبير في إيصال الرسالة أكثر من المحاضرات أو العروض، لأن المادة الفنية هي وسيلة تواصل سهلة الفهم والإستيعاب مع كافة فئات المجتمع.

واختتمت حديثها بالقول "نسعى إلى أن يساهم الفن في إحداث التغيير المنشود سواء سياسياً أو اجتماعياً وثقافياً، وأن يصبح النافذة المهمة والمؤثرة للتعبير عن قضايا النساء من أجل الحصول على العديد من حقوق المرأة".