آلاء الجعبري تطوع الأساليب الفنية المختلفة للتعبير عن قضايا النساء
لامست آلاء الجعبري أشكال الظلم الذي تتعرض له النساء من خلال فن الكاريكاتير منها الطلاق والحضانة والعنف بأشكاله المختلفة، فاللوحة الواحدة تحمل الكثير من المشاعر والمعاني.
رفيف اسليم
غزة ـ لم تكن تدرك آلاء الجعبري أنها تمتلك مواهب فنية متعددة، فلطالما رسمت لتنقل مشاعرها المختلفة من سعادة وحزن وغضب إلى تلك اللوحة غير أبهة بالنتيجة التي قد تظهر، إلى أن قررت وهي في الثمانية عشر عاماً من عمرها أن ترى أعمالها النور في أول معرض فني لها.
لم تدرس آلاء الجعبري الفنون الجميلة بل تدربت وصقلت موهبتها بنفسها، فقد درست تخصص الإدارة الصحية بأحد الجامعات الفلسطينية، لتقرر بعد سنتان أنها ستتفرغ للفن مطورة من مواهبها المتعددة التي دوماً ما يثني عليها أصدقائها.
وعن أول معرض فني لها تقول ألاء الجعبري البالغة من العمر 27 عاماً "في ذلك اليوم شعرت برهبة كوني أقف بين نخبة من الفنانين، فجل ما كنت أتوقعه هو الحضور لمشاهدة أعمالهم وليس الوقوف بينهم كواحدة منهم، أعرض أعمالي التي لربما لا تنتمي لمدرسة معينة لكنها تحمل بين طياتها معاني جمة للشعور الإنساني الذي يخبو بين الضلوع".
وأوضحت "في ذلك اليوم كان هناك شركة تعمل على تدريب الفنانين/ات، ورأيت الكثير من صديقاتي تتطورن، فقررت أن أترك العمل الثابت وأتجه نحو التدريب لدمج الفن بالرسم الرقمي، الذي كان صعب علي في البداية التأقلم معه متخلية عن لوحتي والفرشاة".
وأشارت إلى أنها قضت فترة طويلة لتتعلم خلالها كيف يمكنها صقل مهاراتها بشكل محترف مما أثر على الموضوعات التي ترسمها، فمن رسم الأنمي والمظاهر الطبيعية إلى مشكلات المجتمع المتمثلة بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة والنساء والأطفال والهجوم على غزة والحصار جميع تلك الموضوعات كانت حاضرة في أعمالها.
وعن الصعوبات التي مرت بها تقول أنها قضت فترة طويلة دون أن يكون لديها جهاز حاسوب خاص بها، فكانت عندما تريد الرسم أو يطلب منها إنجاز عمل ما تذهب للشركة التي تدربها وتنجز ما عليها لإرساله "ذلك الأمر سلب مني حرية اختيار المواعيد التي أفضل الرسم بها كما أنه شكل عائق كبير في إنجاز الأعمال خلال الوقت المطلوب".
وأضافت أنه بعد فترة وجيزة أصبح الكتاب يتواصلون معها لرسم أغلفة الكتب والمؤسسات كذلك لنقل المهارات التي حصلت عليها عبر استخدام الفن في التفريغ النفسي للمتضررين من النساء والأطفال عبر تدريبات تجعلهم قادرين على التعبير عن أفكارهم وحقوقهم دون خوف أو تردد، وهذا ما أثمر عنه مجلة مطبوعة ستصدر قريباً. اهتمت آلاء الجعبري بالنساء ولامست الظلم الذي تتعرضن له خاصة في ظل عدم وجود قوانين منصفة لهن، فناقشت من خلال فن الكاريكاتير مشكلات الطلاق والحضانة والعنف بأشكاله المختلفة منها الجسدي والنفسي والاقتصادي، كما ناقشت موضوع الزواج المبكر وتسرب الفتيات من المدارس وغيرها من القضايا التي مازالت تدفع النساء والفتيات ثمن عدم إيجاد حلول منصفة لها.
وتقول أن مناقشة تلك القضايا من خلال الفن يعتبر الحل الأمثل كونه يلامس العين ويستطيع الوصول لكافة فئات المجتمع، خاصة أن الجمهور قد لا يستطيع الاستمرار في الاستماع إلى ندوة لساعات متواصلة بهدف الحد من العنف، بالمقابل يصبح الأمر أسهل حين تخاطب العين لوحات مختلفة تناقش أثار العنف وتفشيه في المجتمع.
وأوضحت أنها لم تكتفي بالفن الرقمي ورسم الكاريكاتير أو اللوحات بل انتقلت لتناقش تلك القضايا من خلال عملها في المكياج السينمائي كماكير للأفلام القصير التي تناقش واقع النساء في المدينة المحاصرة، لافتةً إلى أنها لم تكن تتخيل يوم أن تعمل في ذلك المجال لكنها وجدته وسيلة ملائمة لعرض هموم النساء والمطالبة برفع الظلم الواقع عليهن.
تنشر آلاء الجعبري، لوحاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي معبرة عن الحالات التي تعيشها من خلال مداعبة الألوان أو الخطوط للمساحة البيضاء، فتحمل اللوحة الواحدة الكثير من المشاعر والمعاني، موضحة أنه من خلال ذلك الفضاء الرقمي تسعى أيضاً للبحث عن برامج تدريبية في دول مختلفة لتكتسب الخبرة إثر تنوع الخبرات والرؤى المختلفة لماهية الأشياء.