اختتام مهرجان آمد المسرحي بالدعوة إلى الاهتمام باللغة الأم
أكدت المشاركات في حفل اختتام فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان آمد المسرحي، على ضرورة إقامة مثل هذه الفعاليات في كافة المدن نظراً لقلة الأنشطة الثقافية والفنية بلغتهم الأم.
مدينة مامد أوغلو
آمد ـ لاقت الدورة التاسعة لمهرجان آمد المسرحي تحت شعار "اعتمد على نفسك، بهويتك الخاصة" هذا العام ترحيباً واسعاً، وشهد المهرجان الذي بدأ في 18 نيسان/أبريل الجاري واختتم أمس السبت 27 من الشهر ذاته، 18 عرضاً، بالإضافة إلى عقد العديد من الحوارات وحلقات النقاش، وشارك في هذا الحدث فرق مسرحية من مدن مختلفة في تركيا وشمال كردستان بعروض متعددة اللغات وأربعة عروض للنساء.
لفت الحاضرون/ات الذين تابعوا كل لحظة من لحظات المهرجان باهتمام، إلى أنهم لم يشهدوا مثل هذا الحدث الثقافي المهم منذ فترة طويلة، مؤكدين أن محتوى وأهداف المهرجان يجب أن تكون فعالة في المجالات الثقافية والفنية الأخرى ويجب التوسع في البرامج المماثلة.
الحفاظ على اللغة الأم
وقالت عائشة بايكوشك، إحدى الحاضرات في المهرجان، إنهم حريصون جداً على مشاهدة العروض بلغتهم الأم، مؤكدة أن هذا المهرجان مهم جداً بالنسبة لهم "كنت سعيدة جداً بمشاهدة العروض بلغتنا الأم وبحضور الآلاف من الأشخاص الآخرين في هذا الحدث المهم، كما أنه كان فرصة للتعرف على الثقافات واللغات المختلفة".
فيما يتعلق بالتنوع اللغوي في المهرجان، أشارت إلى أنه "تم تقديم عروض باللهجتين الصورانية والزازاكية، ورغم أنني لا أتقن هذه اللهجات، إلا أن المشاركة في هذه العروض كانت تجربة غنية وممتعة. هذه الفرصة للاستماع والتعرف على لهجات مختلفة للغة الكردية هي ذات قيمة كبيرة بالنسبة لنا، ونسعى لرؤية أنشطة فنية متنوعة في هذا الإطار الثقافي. لم أشارك في هذا المهرجان بمفردي بل أحضرت أطفالي معي حتى يتمكنوا هم أيضاً من النمو في بيئة يتم فيها الحفاظ على لغتهم وثقافتهم الأصلية وتعزيزها فمن الضروري لجيل المستقبل أن يعرف لغته الأم وأن يتعرف على الثقافات المختلفة".
وأكدت عائشة بايكوشك أن إقامة هذا المهرجان بعد فترة الوصاية أسعد الناس كثيراً "خلال فترة الوصي، كانت مراكز المؤتمرات مغلقة لفترة طويلة، وعلى الرغم من تقديم العروض الكردية، إلا أن المرافق ومساحة المسرح لم تكن كافية بسبب القيود والآن أصبحت الفرص أكبر ويمكن للعروض أن تجذب المزيد من الناس، وأكثر ما استمتعت فيه خلال المهرجان مشاهدة العروض المسرحية باللهجات المختلفة للغة الكردية فهذا التنوع في اللغة هو الذي يثرينا وأتمنى أن يستمر هذا النوع من الأنشطة".
أهمية اللغة الأم في المهرجانات الثقافية
أمل كوكلو، إحدى الحاضرات اللواتي أتين من مدينة أخرى للمشاركة في المهرجان، قالت عن تجربتها "أتيت من مدينة أخرى للمشاركة في هذا المهرجان، إن وجود ممثلين عالميين وعروض بلغات مختلفة خلق أجواء جميلة ومتنوعة".
وأضافت "كانت هذه التجربة مختلفة جداً وقيّمة بالنسبة لي. الإلمام باللغات والثقافات المختلفة له أهمية خاصة. التقيت بأشخاص متعلمين وقد تم تقديم العروض بجودة عالية. تتمتع آمد بثقافة غنية ومن الضروري إقامة مهرجانات متعددة الثقافات في هذه المدينة ويجب أن تساهم هذه المهرجانات في الثراء الثقافي واللغوي لسكان المدينة، ولا ينبغي أن تتوقف عند انتهاء المهرجان فنحن بحاجة ماسة إلى هذه المساحة الجميلة والجذابة".
إقامة مهرجانات ثقافية في كافة أنحاء البلاد
بدورها ذكرت مُقدس إكين، التي حضرت المهرجان من مدينة ماردين، أنها شاهدت العروض مع أطفالها، مشددة على أن مثل هذه المهرجانات يجب أن تتوسع خارج مدينة آمد.
وأضافت "شاركت في حلقة نقاشية ثم حضرت عرضاً باللغة الصورانية. لقد تأثرت بالجودة العالية للأداء وكانت المجموعات الحاضرة في المهرجان ناجحة. لقد استمتعت بالاجتماع والتفاعل مع الثقافات المختلفة".
ولفتت إلى أنه "حُرمنا لسنوات طويلة من الأنشطة الثقافية والفنية بلغتنا الأم، لذلك من الضروري أن يتم تنظيم هذه الأنشطة بشكل مستمر. لقد كان أدائنا في الأنشطة الأخرى ناجحة، ولكن من المهم أن تقام هذه المهرجانات في جميع المدن والقرى".