'أغني لأحيي التراث والثقافة في ذاكرة المجتمع'
عبرت الفنانة قمر فريج عن حبها الشديد للغناء ووصفتهُ بـغذاء الروح، وقالت "من خلال الغناء أستطيع أن أعبر عما بداخلي".
سيبيلييا الإبراهيم
منبج ـ قالت الفنانة قمر فريج بأنها تغني لإحياء الثقافة والتراث الشعبي، ولتكون قدوة للنساء اللواتي يمتلكن مواهب ولا يظهرنها خوفاً من رد فعل المجتمع.
الفنانة الشابة قمر فريج التي واجهت عادات وتقاليد المجتمع ونظرته الدونية للمرأة التي لا تتقبل انخراط المرأة في مجال الفن كسرت هذه الحواجز، وبدأت تشارك بكافة الفعاليات بصوتها العذب، واستطاعت أن تغير نظرة المجتمع المتحفظ في مدينة منبج بشمال وشرق سوريا للمرأة المغنية.
تحدثت الفنانة قمر فريج (28) عاماً وهي من مواليد مدينة حماه، عن فنها والمعوقات التي واجهتها، تقول إنها بدأت الغناء عندما كانت طفلة، مبينةً أن "الغناء كان هوايتي منذ أن كنت أذهب إلى المدرسة، وكنت من الطلاب الأوائل في حصة الموسيقى، وشاركت في أغلب الأنشطة المدرسية".
وأضافت "شجعتني عائلتي وكذلك معلمة الموسيقى لكن هذا التشجيع كان لعمر محدد، فعندما كبرت أصبح من المعيب أن أستمر بالغناء".
تزوجت قمر فريج شاباً كردياً يعزف على الأورغ، فشجعها على الاستمرار "بدأت أتمرن على الصوت والغناء بجانب عزف زوجي، فكان يساعدني بالتدريب ويشجعني على الاستمرار وألا أعير المجتمع انتباهي، وبحكم أن زوجي عضو في مركز الثقافة والفن في مدينة منبج كنت أذهب معه في بعض الأحيان، وقد سحرني هذا المكان ووجدت نفسي فيه".
وأكدت أن المركز اهتم بموهبتها وشجعها أعضاؤه وعضواته على الانضمام وتطوير موهبتها "بعد انضمامي تلقيت العديد من التدريبات على الصولفيج، وبروفات لتنمية موهبتي أكثر، فانضمامي للمركز فتح المجال أمامي لتطوير موهبتي".
لا يخلو الأمر من العراقيل، وتقول قمر فريج عن هذه العراقيل "مجتمعاً لا يتقبل أن تأخذ المرأة مكانها في أي من المجالات فالعادات والتقاليد البالية والنظرة الدونية للمرأة كانت أبرز العوائق التي وقفت أمامي"، مشيرةً إلى أن سيطرة داعش أحيت الكثير من المعتقدات التي تحط من قدر المرأة "عند سيطرة داعش خسرت النساء مكتسباتهن القليلة التي حصلن عليها خلال السنوات الأخيرة، لقد تأثر المجتمع بفكر داعش وبدأ بتطبيق قوانينه".
وأكدت أن إصرارها على المضي قدماً كان سبباً لما وصلت إليه اليوم "ليس فقط من أجلي بل من أجل أن أكون قدوة لجميع النساء ولأشجعهن لكيلا تخشين شيئاً وألا تضيعهن مواهبهن فهنالك الكثير من الشابات تمتلكن مواهب لكن خوفهن من نظرة المجتمع يجعلهن تسجن مواهبهن ضمن جدران المنزل وجدران قلوبهن".
عبرت قمر فريج عن حبها الشديد للغناء ووصفته بـ "غذاء الروح"، مؤكدةً أنه "من خلال الغناء أستطيع أن أعبر عما بداخلي من مشاعر، فالغناء هو ما يجعل المرء يبوح ما بداخله بطريقة جميلة من خلال صوته والغناء".
وأما عن مشاركتها في الاحتفاليات نوهت قمر فريج إلى أنها شاركت بالعديد من الفعاليات والاحتفاليات ليس على مستوى مدينة منبج فقط بل على مستوى كافة مناطق شمال وشرق سوريا "ما شجعني على الاستمرار هو تفاعل الجمهور معي وتشجيعهم لي".
تقول عن نوعية الأغاني التي تقدم بأنها تراثية "بحكم أننا مركز للثقافة والفن نسعى دائماً لإحياء الثقافة والتراث الشعبيين، فكنا نختار الأغاني الشعبية التي تلامس واقع المجتمع، إضافةً إلى الأغاني الثورية، فأغلب الأغاني من تراث المجتمع بكافة مكوناتهُ"، مؤكدةً أن "الشعوب التي لا تملك ثقافة لا حاضر لها وانطلاقاً من هذا المبدأ نسعى لإحياء الثقافة والتراث من خلال الأغاني الشعبية والثورية فكل الأغاني لها رسالة نطمح لإيصالها إلى المجتمع".
قمر فريج من المكون العربي لكنها تتقن اللغة الكردية وتغني بها تقول عن ذلك "بعد زواجي تعلمت اللغة الكردية، واتقنت التحدث بها وأحببتها، وبدأت الغناء بها"، مبينةً أن "تعلم اللغات شيء جميل واعتبره فن أيضاً".
وعن تشجيع زوجها لها، تبين أنها أسست عائلة ديمقراطية "في كل الفعاليات التي أشارك بها يعزف زوجي على الاورغ، فنستمد القوة من بعضنا البعض، ونعيش حياة تشاركية مما يجعلنا نشجع بعضنا في كل خطوة نخطوها نحو النجاح، فاشعر وكانهُ صديقي".
وأما عن رسالتها للنساء فقد وجهت رسالة قالت فيها "أتمنى أن أكون قدوة لكافة النساء وأن أوصل رسالة للمجتمع بأن المرأة يمكنها العمل في كافة المجالات، وأقول للنساء عليهن أن تسعين وراء أحلامهن وألا تخفن من نظرة المجتمع ورفضه".
وفي ختام حديثها قالت إنها تسعى لتأسيس فرق خاصة بالمرأة ضمن مركز الثقافة والفن كباقي المناطق، "نعمل لإظهار لون المرأة في مجال الفن من خلال تشجيعنا لكافة النساء للانضمام لمركز الثقافة والفن".