وفاء البقالي: المرأة المغربية شريك أساسي في تحقيق أهداف التنمية وتطوير المجتمع

سجلت السنوات الأخيرة حضوراً قوياً للنساء كماً ونوعاً في كل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية وفي المؤسسات التشريعية، وكذلك على مستوى هيئات المجتمع المدني في المغرب

حنان حارت
المغرب ـ . حيث تعتبر المرأة "شريكاً أساسياً في تحقيق أهداف التنمية، ومساهماً فاعلاً في تطوير المجتمع"، كما تؤكد النائبة البرلمانية وفاء البقالي.
وتُشكل النساء حوالي 50 بالمئة من سكان المغرب، وللحفاظ على هذه الثروة البشرية وتنمية قدرات المرأة المغربية، وضع المغرب استراتيجيات وخططاً لدعم النساء وتأهيلهنَّ للقيام بأدوارهنَّ كاملة في المجتمع.
وللحديث عن حضور النساء المغربيات في السياسة، والعمل الجمعوي، وغيرها من القضايا التي تهم المرأة، وكالتنا "وكالة أنباء المرأة" التقت بالنائبة البرلمانية عن حزب التجمع الوطني للأحرار، ورئيسة جمعية فاطمة الفهرية وفاء البقالي، التي تعد من الوجوه النسائية التي تجمع بين العمل السياسي والجمعوي. 
 
كيف تقيمون اليوم وضع المرأة المغربية؟
كلنا نعلم أن المرأة المغربية هي شريك أساسي في تحقيق أهداف التنمية وتطوير المجتمع، وقد شهدت العقود الأخيرة، اهتماماً متزايداً بقضية المرأة، ومشاركتها في جميع مناحي الحياة داخل المجتمع، وبهذا فهي اليوم باتت تحتل حيزاً مهما من النقاش والجدل داخل المغرب، استطاعت من خلاله تحقيق قفزة نوعية على جميع المستويات.
وقد استطاعت المرأة تحقيق العديد من المكتسبات في مجالات سياسية واقتصادية وقانونية؛ بحيث أن هناك مناصب كانت حكراً على الرجل اليوم استطاعت المرأة المغربية اقتحامها، فالمرأة المغربية قيمة مضافة، وطبعاً برهنت على أنها جديرة بإعطائها الحقوق في جميع الميادين.
 
باعتباركم ناشطة سياسية وبرلمانية، كيف ترون حضور المرأة في المشهد السياسي؟
رغم بعض العراقيل التي ما زالت تقف وتحد من حضور المرأة في المشهد السياسي، إلا أنه إذا قمنا بعمل مقارنة بين حضورها في فترة التسعينيات والآن، سنرى أنها اليوم حققت قفزة نوعية فهي اليوم صارت متواجدة في جميع الأحزاب السياسية، كما أنها حاضرة بقوة في البرلمان.
 
قلتم إن هناك بعض العراقيل تقف في وجه المرأة السياسية، هلا تحدثتم لنا عن هذه العوائق؟
على سبيل المثال فإن الكوتا هي فعلاً آلية لإدخال المرأة المغربية للبرلمان ولكن ونحن داخل البرلمان نشعر دائماً أننا نساء اللائحة، قد نجد أن المرأة تتحرك وتناضل إما بإسم حزبها أو باسم العمل الجمعوي، وكلنا ندري أن العمل الجمعوي هو تواصل وحل لمشاكل الناس وخدمة للمواطن، ورغم هذا التاريخ فإن ذلك لا يبطل عنها النظرة الذكورية التي يراها الرجل البرلماني الذي ترشح في اللائحة المباشرة.  كما أنه أحياناً يتم تنصيب نساء ليس لهنَّ علاقة بالسياسة ولا بالنضال ولا بقضايا المجتمع أو بالقضايا النسائية، فصحيح أن نظام الكوتا نجح في إيجاد النساء في المؤسسات الانتخابية كأعداد محددة بقوة القانون، ولكن لم ينجح في خلق قيادات ولا في تغيير نمط التفكير الذي ما زال يعتقد أن الرجل أكثر قدرة على الفعل السياسي والانتخابي.
 
في الثامن من آذار/مارس، احتفل العالم باليوم العالمي للمرأة، ماذا يعني هذا اليوم بالنسبة لكم؟
اليوم العالمي للمرأة هو يوم لتقييم أوضاع المرأة ماذا حققت وما الذي لم تستطع تحقيقه، هو مناسبة للوقوف على إنجازات المرأة ونجاحاتها، في مختلف بقاع العالم، وفي المغرب هو مناسبة أيضاً للتأمل في حقوق المرأة ومتطلباتها وما الذي يتوجب عمله من أجل العمل أكثر على إشراكها في كافة مناحي الحياة اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وبيئياً وغيرها من الميادين الأخرى.
 
إلى جانب نشاطكم السياسي أنتم فاعل جمعوي، هلا تحدثتم لنا عن هذا الجانب؟
بالنسبة لجمعية فاطمة الفهرية للتنمية والتعاون التي أشغل فيها منصب الرئيس، فهي تعمل على عدة قضايا وطنية وعلى رأسها الوحدة الترابية، ثم نعمل كذلك على النموذج الديني المغربي المبني على التسامح، وتعد جمعيتنا من الجمعيات القلائل في المغرب التي تعمل في إطار تفعيل دور المجتمع المدني؛ للعب أدواره الطلائعية خدمة لملف القضية الوطنية الأولى للمملكة المغربية.
إلى جانب ذلك هناك الأنشطة الخيرية والإنسانية، كما يعد موضوع المرأة في صميم أهداف الجمعية، حيث نتوجه إلى المرأة القروية، إذ نقوم بحملات، بهدف تعريفها بالحقوق التي كفلها لها الدستور المغربي وكذا مدونة الأسرة، حيث أن هناك نساء غير متعلمات ويجهلنَّ بالحقوق التي تحميهنَّ، حيث تتكفل الجمعية بشرح مضامين القوانين وتبسيطها لهنّ حتى يكنَّ على علم بكل صغيرة وكبيرة فيما يتعلق بالحقوق التي كفلها لهنَّ الدستور المغربي، كما تسهر الجمعية أيضاً على تنظيم ندوات ولقاءات وطنية ودولية.
 
كيف تقيمون حضور المرأة في العمل الجمعوي؟
أكيد أن المتتبع لتاريخ الحركات الجمعوية بالمغرب، لا يمكنه إلا أن يعترف بالغياب التام للجمعيات النسوية، لكن ذلك كان قبل السبعينات، ومع بداية السبعينيات بدأت النساء بتسجيل حضورهنَّ في الساحة الجمعوية، وقد جاء ذلك نتيجة لتطور الوعي النسائي الناجم عن ولوج المرأة مجال التعليم، واكتساحها للحقول العلمية والثقافية والاقتصادية، وكذا الناتج عن التوسع النسبي لهامش حرية التعبير، كما صارت النخبة النسائية منشغلة بوضعها داخل المجتمع، وترى ضرورة التفاوض حول موقعها ودورها داخله، وهذا ما دفع بالنساء إلى خلق فضائهنَّ الخاص لإبراز قدراتهنَّ على العمل وخدمة المواطن.
 
برأيكم من هو أكبر عدو للمرأة؟
في رأيي أن أكبر عدو للمرأة هو الأمية، فالمرأة الغير متعلمة تجهل كل حقوقها، وللأسف في هذه الحالة تكون المرأة هي أكبر عدو لحقوقها، فجهلها بالحقوق يجعلها لا تطالب بالمساواة الحقوقية بينها وبين الرجل.
فمن خلال تجاربي في الحياة أرى أن المرأة عدوة نفسها ولا تثق بامرأة أخرى. وربما أن بعض النساء، يرينَّ أن المرأة مهما حققت من نجاحات فهي تظل ضعيفة مثلها، وأنها لا تستطيع اتخاذ قرار محايد وحاسم، كما أنها لا تمتلك الخبرة والحكمة التي يمتلكها الرجل، وأن المرأة عاطفية وتحتاج من يديرها.
لهذا أنا أوجه رسالتي إلى المرأة المثقفة مهما كان مجال اشتغالها، فعليها أن تمد يدها للنساء اللواتي يعانينَّ من أوضاع هشة وتوفير كافة الإمكانيات من أجل مساعدتهنَّ لبث الثقة في أنفسهنَّ وليعرفنَّ بأن المرأة مثلها مثل الرجل وقادرة على مد يد العون، ولها صوت وكلمة داخل المجتمع.
 
كيف ترون المرأة المغربية مستقبلاً؟
أرغب في رؤيتها في أعلى المراتب، وأكيد فإن مستقبل المرأة المغربية واعد، ومؤشرات ذلك وضعها اليوم في ظل قوانين ثورية، من قبيل مدونة الأسرة، وقانون الجنسية، وقانون محاربة العنف.
ومجهودات ونضال المرأة المغربية لا يقف عند هذا الحد، بل لازالت تناضل على كافة الأصعدة، بما في ذلك الواجهة السياسية الحزبية والواجهة المدنية الجمعوية، لاستكمال تحقيق مطالبها كاملة، ولتأكيد ذاتها كإنسان له كامل حقوق المواطنة، وعليه كامل واجباتها.