سياسيات: ممارسات تركيا إرهاب بلا حدود
إرهاب بلا حدود وسط صمت دولي لا يَصب في مصلحة الأبرياء، هذا هو الوصف الذي أطلقته سَّياسيات من شمال وشرق سوريا على انتهاكات الدّولة التّركيَّة التي تتصاعد مع اقتراب موعد انتهاء اتفاقية لوزان
شيرين محمد
قامشلو ـ .
تعاني العديد من مناطق شمال وشرق سوريا وكذلك قضاء شنكال من تَصعيد الهجمات التَّركيّة، التي تطال المدنيين والمراكز الصحية، ومع ذلك لم يتم اتخاذ أي مواقف أو اجراءات لوقف ذلك العدوان حتى الآن.
وحول تصعيد الهجمات التركية والغاية منها قالت النَّاطقة باسم حزب الاتحاد الدَّيمقراطي سما بكداش، أن الدَّولة التَّركيَّة تستمر بممارسة سياساتها الاستعمارية في شمال وشرق سوريا، ليس فقط عسكرياً، بل من كافة النّواحي "ترتكب مجازر جماعية بحق الشَّعوب، وحتى الطَّبيعة لم تسلم منها، باتباع أساليب لا إنسانية، بما يتماشى مع مصالحها".
وتابعت "تركز تركيا على استهداف الشَّعب الكردي، الذي ينظم نفسه بنفسه منطلقاً من مبدأ أخوة الشَّعوب، بمشروع الأمة الدَّيمقراطية الذي يضم كافة المكونات".
وبينت أن الدّولة التَّركية احتلت عدد من مناطق شمال وشرق سوريا بالتّعاون مع مرتزقة داعش، وذلك لتحقيق هدفها "تريد إعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانيّة، وتوسيع رقعة سلطتها، مع اقتراب موعد انتهاء اتفاقية لوزان في 2023".
ووقعت اتفاقية لوزان عام 1923، وتم على إثرها تسوية الخارطة التركية بإبطال معاهدة سيفر التي وقعت عام 1920 وضمت بنوداً تعترف بإنشاء دولة كردية.
وعن استهداف تركيا للأصوات المعارضة بينت أن الحكومة التَّركيَّة تُركز على اعتقال السَّياسيات، لإلغاء أي احتمال بأن يكون للمرأة السَّياسيَّة الكردية هوية في البرلمان التَّركي "ترتكب تركيا المجازر داخل حدود دولتها بحق الكرد، فقد حدثت مجزرة بحق سبع أفراد من عائلة كردية، عبر استهداف منزلهم بهجوم مُسلح في قونيا وسط تركيا، ومثل هذه الحوادث تتكرر دوماً".
وفي تموز/يوليو الماضي قتل سبعة أفراد من عائلة كردية واحدة في مدينة قونيا إثر هجوم مسلح شنه جيرانهم بسبب قوميتهم الكردية.
واندلع أكثر من مئة حريق في الغابات جنوبي البلاد بدأ من مانافجات أنطاليا في 28 تموز/يوليو الماضي مما أثر على 17 مقاطعة، بما في ذلك أضنة وعثمانية ومرسين وقيصري، لكن لم تقدم مساعدات لتركيا لمواجهة الأزمة "دائماً ما ادعت تركيا تلقيها الدَّعم من حلفائها، إلا أن حادثة حرائق الغابات الأخيرة نفت تلك الادعاءات، وأوقعت الحكومة في مشكلة، ولم نرى أي دولة تقدم المُساعدة لها".
وأكملت سما بكداش "يدل ذلك على اتجاهها للهاوية، وأزمتها الدَّاخليّة والانهيار في بنيتها السَّياسيَّة والاقتصاديَّة، فهي عوضاً عن تَسخير قوتها لخدمة شعبها، تعمل على نشر الإرهاب وتمويل المُجرمين في الدَّول المجاورة".
وعن الهجمات على مناطق الدفاع المشروع وشمال وشرق سوريا بينت "حقق شعبنا قفزات نوعية، وبدأ بتوحيد نفسه، لذا لجأت تركيا إلى محاولة غرس بذور الفتنة بين أبناء الشَّعب الكردي في إقليم كردستان، إلا أن مخططاتها باءت بالفشل". وأضافت "تركيا تسعى لاحتلال أكبر مساحة من المناطق، فهي اليوم تقصف ناحيتي تل تمر وأبو راسين وزركان، مستخدمةً الأسلحة الثَّقيلة والطّائرات، إضافة للهجمات على الشَّهباء وشنكال، لكن الأهالي مستمرون بالصَّمود والمُقاومة".
أما عن قصف قضاء شنكال قالت "تحمل هذه المنطقة معنى تاريخي للكرد، وتعبر عن الصّمود رغم جميع أشكال الانتهاكات التي تعرض لها سكانها".
وأكدت سما بكداش على ضرورة اتخاذ كل من حكومتي العراق وأربيل موقفاً جدياً من التدخل التركي "تركيا تتجاوز حدودها. إنها ترى استمرار وجودها مرهون بالقضاء على الشَّعب الكردي، والصّمت الدّولي لا يصب في مصلحتنا، لأن هجماتها تسببت بمقتل العديد من الأطفال، والنَّساء، والكبار في السَّن".
وحول الحرب الجَّديدة التي تشنها تركيا على شعوب المنطقة، قالت "تقطع المياه بشكل مستمر، وتُعطش آلاف الأسر، في ظل درجات الحرارة المُرتفعة، إضافة لتلف المحاصيل الزّراعيّة المرويَّة، وما لذلك من تداعيات على اقتصاد المنطقة ومعيشة سكانها".
وعن سياستها في الأراضي المحتلة، قالت إن تركيا "تضرب بالقرارات والأعراف الدّوليّة المرتبطة بحقوق الانسان عرض الحائط، وتقف في وجه شعبنا الذي يريد خلق وطن يحتضن جميع المكونات بهويتها ويحفظ كرامتها".
وانتقدت إخراج تركيا لجثامين الشَّهداء في عفرين، واتباع سياسة التَّغيير الدّيمغرافي، واصفة انتهاكاتها بـ "إرهاب بلا حدود"، مضيفةً "بالرغم من ذلك نشهد الصَّمت الدّولي، فكل جهة تعمل للحفاظ على مصالحها".
وأكدت على ضرورة الرَّيادة في اتخاذ القرارات "نحن أصحاب الأرض، حصلنا على مكتسباتنا بإرادتنا ونضالنا المُستميت، لذا ادعوا السَّياسيين والمُثقفين وشعب المنطقة للتكاتف، من أجل الوصول لحرية أرضه وهويته".
أما الرَّئيسة المُشتركة لمجلس حزب الاتحاد الدَّيمقراطي في تربسبيه هدية شمو، فأشارت إلى استهداف تُركيا للمشفى المدني في شنكال، مما أدى لاستشهاد عدد من المدنيين والممرضين.
واعتبرت أن الوضع يرتبط ببعضه في شنكال ومناطق شمال وشرق سوريا، نظراً للهزيمة التي تلتقها تركيا في مناطق الدَّفاع المشروع.
وتستهدف الدَّولة التّركيَّة الشَّبان، والحديث لهدية شمو "يُقتل العديد منهم على الحدود الفاصلة بين البلدين، بالرغم من أن هدف تركيا من فتح حدودها، هو افراغ المنطقة من سكانها الأصليين".
وفي الختام دعت هدية شمو المُنظمات الدًّولية والحقوقيَّة للخروج عن صمتها "مدوا يد العون للأبرياء الذين تحولوا لضحايا، وعلى التَّحالف الدّولي عدم الوقوف مع تركيا في هجماتها علينا".