'ستشرق شمس عفرين من جديد'

"ربما لا توجد أقلام تكتب عن عفرين لكن التاريخ شاهد على ما حدث في هذه المدينة"، هذا ما قالته نائب رئيس حزب سوريا المستقبل ليلى قره مان في الذكرى الثالثة لاحتلال مدينة عفرين في شمال وشرق سوريا

غفران حسين
الرقة ـ .
أيقونة للسلام والتعايش ذات موقع هام وحضارة عريقة، ومثالاً لسوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية، بهذه الكلمات وصفت نائب رئيس حزب سوريا المستقبل ليلى قره مان مدينة عفرين خلال لقاء معها، وتحدثت عن مقاومة أهالي المدينة في مخيمات النزوح، وعن دور حزب سوريا المستقبل السياسي والدبلوماسي والحقوقي لتحرير المدينة، وكافة المناطق المحتلة في شمال وشرق سوريا.
 
"عفرين تحولت إلى نموذج للمقاومة"
مع حلول الذكرى السنوية الثالثة لاحتلال عفرين، استذكرت ليلى قره مان، جميع الشهداء الذين دافعوا عن مدينة عفرين خلال الهجمات التركية التي بدأت في 20 كانون الثاني/يناير 2018، وانتهت باحتلال المدينة في 18 آذار/مارس بعد 58 يوماً من المقاومة، وقالت إن المدينة "واكبت حركة التطور السياسية، والفكرية، والعمرانية". 
وأشارت إلى أن "المدينة لها تاريخ طويل، وتتميز بنموذج فريد من المكونات، وهي رمزاً للأخوة، ومن خلال مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية، حافظت على هذا التنوع والتعايش الذي عم أرجاء عفرين التي كانت سبَّاقة لإعلان الإدارة الذاتية، وتأسيس أول جامعة".  
تعرضت عفرين للعديد من الهجمات من الجماعات المسلحة والفصائل المرتزقة قبل احتلالها من قبل تركيا "رغم جميع ما تعرضت له إلا أنها كانت نموذجاً للمقاومة، ولم تتنازل عن مبادئها واعتمدت على الاكتفاء الذاتي".
وحول القصف الوحشي على عفرين، قالت "تركيا لم تتمكن أو تجرؤ على التقدم في عفرين براً، لذلك كانت تقصف بوحشية، جميع المناطق في عفرين والتجمعات السكانية، وارتكبت المجازر، إضافة إلى أنها استخدمت الأسلحة المحرمة دولياً ضد الأهالي العزل". مشيرةً إلى أن تركيا استخدمت 72 طائرة حربية في أول يوم فقط خلال الهجوم على عفرين، "على الرغم من ذلك لم يستسلم أهالي المنطقة، وسطروا الملاحم البطولية، وصمدوا طيلة 58 يوماً". 
وأكدت ليلى قره مان أن للحرب مبادئ، لكن تركيا وخلال محاولتها احتلال عفرين لم تلتزم بأي من تلك المبادئ فلم تحيد المدنيين، أو المواقع الأثرية والمؤسسات المدينة والمراكز الصحية من قصفها واستطاعت من خلال ذلك احتلال المدينة. 
 
"المرأة ترتبط بعفرين كجذور الزيتون" 
أكدت ليلى قره مان أن المرأة في عفرين تتميز بأصالتها التي استقتها من شموخ أشجار الزيتون، ومنها تستمد جرأتها ومقاومتها، مضيفة أن "النساء قاتلنَّ ودافعنَّ عن أنفسهنَّ ومدينتهنَّ، معبرات عن ارتباط وطني وثيق بأرضهنَّ، لذلك فتركيا تخشى نموذج المرأة في عفرين فحاولت طمس هويتها". 
وحول دور المنظمات الحقوقية والنسائية تجاه ما يحدث اليوم في عفرين بينت أن "عفرين تشهد عمليات خطف وقتل واغتصاب إلا أن المنظمات الإنسانية والحقوقية لا تحرك ساكناً"، مضيفة "المنظمات النسائية يجب أن تكون مبادرة لفضح الانتهاكات الممارسة بحق المرأة في عفرين لكننا لم نجد أي موقف من تلك المنظمات، عدا الناشطة هنا في مناطق شمال وشرق سوريا". 
 
"الوجود التركي يشكل خطراً"
اعتبرت ليلى قره مان أن ما تقوم به الدولة التركية هو استمرار لنهج الدولة العثمانية التي تسعى لإبادة الشعوب، واحتلال المزيد من الأراضي "اليوم الاحتلال العثماني الحديث المُتمثل في تركيا استهدف مناطق شمال وشرق سوريا، وشرد سكانها الأصليين ونهب خيراتها وآثارها".  
وقالت إن تركيا تتبع سياسيات عدوانية تجاه سوريا ودول الجوار "إن ما يحدث الآن في عفرين يحدث في جميع المناطق المحتلة في شمال وشرق سوريا كرأس العين/سري كانيه، وتل أبيض/كري سبي"، مضيفة أن "ذهنية الدولة تركيا خطيرة جداً، لذلك فوجودها يشكل خطراً على السكان فهناك ينشأ جيل خارج الإنسانية". مبينةً أن ممارسات تركيا في المناطق المحتلة تشمل نشر التطرف، والعداء بين مختلف المكونات التي تزخر بها مناطق شمال وشرق سوريا.
وأكدت أن لا حق لتركيا في التواجد داخل الأراضي السورية "تركيا تعاني من العديد من الأزمات الاقتصادية والسياسية، فالانهيار الاقتصادي هدد التطور المعيشي لسكانها، وللتخلص من مشاكلها عملت على تصديرها إلى الداخل السوري".
 
"ستشرق شمس عفرين من جديد"
يعمل حزب سوريا المستقبل الذي تأسس في آذار/مارس 2018 في مدينة الرقة بمناطق شمال وشرق سوريا على تأسيس سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية، وعلى هذه الأهداف أكدت نائب رئيس حزب سوريا المستقبل ليلى قره مان.
وقالت "إن الحزب يعمل على فضح الانتهاكات الممارسة بحق شعوب شمال وشرق سوريا في المناطق المحتلة، كما يعمل على وحدة سوريا أرضاً وشعباً".
وشددت على أن من أوليات حزب سوريا المستقبل عودة عفرين إلى أهلها وكافة المناطق المحتلة، "نعمل في جميع الاتجاهات السياسية والقانونية والحقوقية من أجل فضح الانتهاكات وتحرير المناطق المحتلة، فالحق سيعود يوماً ما إلى أهله، وشمس عفرين ستشرق من جديد وشموس المناطق المحتلة، إن استمرار مقاومة المهجرين في مخيمات النزوح دليل على النصر والعودة".
وفي ختام حديثها حيّت نائب رئيس حزب سوريا المستقبل ليلى قره مان المقاومة التي يبديها أهالي عفرين من أجل تحرير أرضهم، ومقاومة جميع المهجرين في مخيمات النزوح.