'رسالة فريشة مرادي تحمل الكثير من المعاني والدروس'

قالت بروين آزاد أن السلطات الإيرانية تصدر أحكام الإعدام وداعش يقطع رؤوس المدنيين "داعش وطالبان تحتذيان بممارسات الدولة الإيرانية".

شهلا محمدي

مركز الأخبار ـ أكدت الناشطة في مجال حقوق المرأة والطفل، بروين آزاد أن نساء إيران وشرق كردستان ناضلن لأكثر من 4 عقود ضد ممارسات السلطات الإيرانية، وأن "رسالة فريشة مرادي تحمل الكثير من المعاني والدروس".

لفتت الناشطة في مجال حقوق المرأة والطفل، بروين آزاد في حديث مع وكالتنا إلى رسالة الناشطة فريشة مرادي قائلةً "السلطات الإيرانية تحارب المرأة منذ 45 عاماً أي منذ تأسيسها وبعد الانتخابات الرئاسية كثرت هذه الحملات ضدها، وكثرت أحكام الإعدام والاعتقال، وهذا ليس بجديد على هذه السلطة. كتبت فريشة مرادي رسالة الدفاع عن نفسها ليحكم عليها الناس بأنفسهم فإذا قمنا بتحليل هذه الرسالة، يمكننا أن نرى أن كلماتها جاءت من قلب المجتمع وكشفت عن مجتمع يعتبر كونك امرأة جريمة، أو كونك كردياً أو من أقلية دينية أو قومية جريمة ضد السلطة، كما ذكرت في رسالتها أنه يتم التمييز ضد الإنسان اعتماداً على المكان الذي يولد ويعيش فيه".

 

"داعش يقطع رؤوسنا والنظام الإيراني يعلق رؤوسنا"

وفيما يتعلق بكلام فريشة مرادي عن "الألم المشترك للنساء"، قالت إن "الألم المشترك تعاني منه النساء في الشرق الأوسط، سواء في أفغانستان حيث تحكم طالبان، أو في إيران، وفي البلدان التي يحكمها فكر داعش بطريقة ما ويمكنني القول إن أول حكومة داعشية ظهرت في إيران".

وأوضحت "بعبارة أخرى، فإن السلطات الإيرانية هي داعش الكبرى التي يتعلم منها داعش وطالبان فهم يمارسون نفس انتهاكات السلطة الإيرانية بحق النساء والأطفال والسجناء منذ 45 عاماً، والفرق الوحيد هو أن أحدهما يقتل بالسيف والآخر بالحبل، لكن من حيث المبدأ، فإن الطبيعة القمعية والديكتاتورية لهذه الأنظمة لا تُحدث أي فرق".

وأشارت إلى ما قالته فريشة مرادي حول الحل للقضاء على الألم المشترك "حتى نتمكن من الحصول على حقوق متساوية، يجب أن نكون قادرات على تحقيق وحدة مشتركة والتضامن مع بعضنا البعض، ومن أجل تحقيق ذلك، يجب أن نكون في جبهة موحدة ضد هذه الديكتاتوريات دعونا نقاتل".

وأكدت على ضرورة زيادة وعي المرأة ومواصلة تحليل ومراجعة رسالة فريشة مرادي "على المرأة أن تكتسب الوعي؛ لأن نصف المجتمع يتكون من النساء، وإذا امتلكت هؤلاء النساء العلم، سيخلقن السلام والطمأنينة والصداقة، أما إذا لم يكن هناك علم، فلن تتمكن المرأة من المشاركة في الحياة الاقتصادية والسياسية ولن يكون لها دور اجتماعي وثقافي ولا يمكن أن تتواجد في هذه المجالات مثل الرجل مما يتسبب في عدم وصول ذلك المجتمع إلى الرخاء. لأنه لا يمكن حبس نصف سكان المجتمع في المنزل، مما جعله يعتمد فقط على نمو الأطفال والولادة".

وأضافت "تقول فريشة مرادي أنه يمكننا القضاء على التمييز والوصول إلى ذروة النمو الثقافي عندما نكون معاً ونعمل في مجالات مختلفة مثل الرجال ونأخذ القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بأيدينا. إن أهداف ورغبات الناشطات المسجونات في نفس الاتجاه، وتقول بخشان عزيزي الناشطة المحكوم عليها بالإعدام إن الإنسان يعرف بجنسيته ولغته وثقافته، وعندما تُنحي الإنسان عن هذه القضايا، فيما يتعلق بمسألة الجنس، أي أن جنس الشخص في مجتمع مثل إيران يعتبر جريمة، لا يمكنك التحدث بلغتك الأم، ولا يمكنك ممارسة ثقافتك كل هذا يؤدي إلى انتزاع هويتك منك، ويتشكل الإنسان بهوية مختلفة، كل هذه الأمور شهدناها خلال 45 عاماً من عمر الدولة الإيرانية بعد الثورة الإسلامية والنساء اللاتي يتم القبض عليهن في الشوارع، ويتعرضن للإهانة والضرب، ويواجهن التعذيب في السجون لمجرد عدم ارتدائهن الحجاب ويتم أخذ الاعترافات القسرية منهن وأخريات تتعرضن للاغتصاب كل هذا يدل على أننا أمام سلطة معادية للمرأة وتمارس التمييز".

 

"ثورة إيران القادمة هي ثورة نسائية"

وناقشت بروين آزاد سنوات قمع الأنظمة الديكتاتورية للنساء، من خلال رسالة فريشة مرادي "نقول دائما أن الثورة الإيرانية القادمة هي ثورة نسائية، ونفس الموضوع يمكن أن يكون حال الشرق الأوسط والعراق وأفغانستان، وبشكل عام ضد جميع الحكومات الدكتاتورية وكما تقول فريشة مرادي 'الألم عندنا نحن النساء شائع لذا علينا إنهاء هذا الألم بالوحدة والتضامن في الشرق الأوسط والبلدان التي تكون حكوماتها معادية للمرأة' على سبيل المثال، في بعض مناطق الصومال أو إيران يتم ختان الفتيات، وهذه جريمة بحقهن، فإذا تمكنا من بناء الثقافة ورفع وعي المرأة، فلن تحدث هذه المآسي، لأن هذه الانتهاكات مرتبطة بالمجتمع والثقافة الأبوية الرجعية للحكومات".

واختتمت حديثها بالقول "القوانين كلها ضد المرأة، عندما تصبح المرأة واعية يمكن تغيير هذه القوانين والثقافة، بشرط أن نتمكن من تغيير ذلك بالوعي وفضح الثقافات الرجعية والأبوية التي تحكم البلاد ويمكننا القضاء على القوانين القمعية والمعادية للمرأة في إيران والشرق الأوسط بالتضامن والوحدة دعونا نعيش تحت ظل حكومة عادلة وغير تمييزية حيث يمكن للمرأة أن تشارك في جميع المجالات، حكومة لا يوجد فيها زواج قاصرات، وإساءة معاملة الأطفال، والعنف، والفقر، والبطالة، وما إلى ذلك".