نسويات: تعيين عشر نساء في الحكومة سيكون نقلة نوعية في مسار تمكين النساء
اعتبرت النسويات أن تعيين نجلاء بودن لتتولى رئاسة الحكومة خطوة مهمة ومسألة إيجابية خاصة أنه لأول مرة ترأس امرأة الحكومة في تاريخ تونس والمنطقة العربية
زهور المشرقي
تونس ـ ، في ظرف دقيق واستثنائي وصعب حيث ذهب البعض إلى تلقيبها بميركل تونس وإفريقيا.
عن أهمية تعيين امرأة في مثل هكذا منصب حساس ومهم، أكدت المديرة العامة لمركز البحوث والدراسات حول المرأة (كريديف)، نجلاء العلاني، أن مؤسستها طالما آمنت بأهمية حضور النساء في مراكز قرار بارزة، مشيرةً إلى أنهن أثبتن جدارتهن وهو ما تؤكده البيانات والأرقام التي بينت أن أكبر المؤسسات الناجحة تديرها نساء.
ودعت إلى دعم الوزيرات في مناصبهن لتحقيق النجاح في هذا الوضع الدقيق الذي تعيشه البلاد، معبرةً عن ثقتها فيهن لبلوغ التميز رغم كل حملات التشويه واللامبالاة.
بدورها ترى الناشطة جيهان سليماني، أنه من المهم أن تكسب رئيسة الحكومة الرهان والتحدي وأن تنجح في مهامها، معتبرةً أن في ذلك نجاحاً نسوياً، معبرةً عن أملها في أن تكون نجلاء بودن وحكومتها المتكونة من تسع نساء سابقةً في تاريخ تونس في تسيير دواليب الدولة وفي نجاحها للخروج بالبلاد من أزماتها، وإرساء دعائم المساواة والانتصار لمطالب المرأة في بلد باتت فيه مهددة بسبب عقلية ذكورية عنيفة.
وأشارت إلى إنّها تأمل في أن تتّحد نساء حكومة نجلاء بودن على إقرار قوانين صارمة تنتصر للنساء، داعيةً إلى مراجعة آليات قانون مكافحة العنف رقم 58 الصادر عام 2017.
وأوضحت إنها تعلم جيداً ماذا يعني أن تقود امرأة حكومة في مجتمع تحكمه عقلية ذكورية تسلطية تقصي النساء، مطالبةً النسويات بإطلاق حملة تضامن واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام مع الوزيرات لدعمهن وللتأكيد على أنهن لسن بمفردهن وأن جيشاً من النساء وراءهن ومعهن.
ولفتت الناشطة النسوية إلى أنه بعد تعيين عشر نساء في الحكومة لا بد من الحفاظ على هذا المكسب وعدم التراجع مستقبلاً عن حق النساء في الولوج إلى مراكز قيادة مشابهة في الدولة مهما كلّف ذلك.
وأشارت إلى أن الطريق طويلة والثغرات كثيرة وما سيسهّل المسافة ويختصرها هو التضامن والتنسيق النسوي والنضال بكل الأشكال ضد أي مساس بالحريات أو الحقوق والمكتسبات التي لم تأتِ صدفة بل جاءت بعد نضال طويل وصمود وتعب وقهر وقمع عبر عقود متتالية.
من جهتها، ترى الناشطة السياسية عزيزة حتيرة، أنها كتونسية داعمة للمرأة في مراكز القرار منذ عشرات السنين، تُبارك هذه الخطوة التي طالما انتظرتها وطالبت بها النسويات، أي أن تتمتع المرأة بحقها في المشاركة في القيادة الفعلية لا الصورية، معتبرةً أن نسبة الحضور مشرفة جداً وستكون لها تبعات أخرى إيجابية داخل المجتمع.
ووصفت تمثيل المرأة في الحكومة الحالية بالفاعل والمقنع، معتبرةً أن تعيين نجلاء بودن خطوة هامة جاءت عقب قناعة مجتمعية بكفاءة المرأة التونسية في جميع المجالات ولكن أيضاً جاءت لإقناع المجتمع الدولي بأن تونس تتطور وما حدث يوم 25تموز/يوليو كان بمثابة الضوء الأخضر بإعطاء تونس الثوب الجديد الذي يساوي بين الجنسين بعيداً عن التوظيف السياسي المبتذل.
وتمنت أن يكون حضور المرأة في خدمة القضايا التي تخص النساء والمجتمع ككل لتحقيق التطور والتقدم في مختلف المجالات.