نساءٌ تركنَّ إرثاً نضالياً... فأصبحنَّ قدوة لنساء العالم
نساءٌ سياسيات ومناضلات سعينَّ بكل إرادة لتحرير المرأة، وتركنَّ إرثاً تاريخياً للسير عليه حتى تحقيق الحرية، والتخلص من قيود العبودية، فكنَّ بريادتهنَّ قدوة لنساء العالم
سيلفا الإبراهيم
منبج ـ .
تاريخٌ نسائي بعيد الأمد حافلٌ بالإنجازات والنضال في وجه الطغيان والاضطهاد والذهنية القمعية الاستعمارية، وفي صنع طريق الحرية، فكنَّ محور المقاومة ضد الأنظمة الفاشية والسلطوية، وكل من يحاول طمس وجودهنَّ وهويتهنَّ، وتحدينَّ بشكل لا متناهي في وجه العقبات والهجمات، ليكنَّ نبراساً لكل امرأة حرة، على الرغم من الهجمات الهادفة للنيل من كينونتهنَّ.
استذكرت الناطقة باسم مجلس المرأة في حزب سوريا المستقبل بمدينة منبج وريفها بشمال وشرق سوريا ابتسام عبد القادر الشهيدات اللواتي أفدينَّ أرواحهنَّ في سبيل حرية المرأة والمجتمع "المناضلات الثلاث اللواتي استهدفنَّ في مجزرة حلنج الوحشية في 23 حزيران/ يونيو 2020 بطائرة مسيرة تركية، ناضلنَّ من أجل إحلال السلام وحرية النساء، وسعينَّ من خلال نشاطهنَّ الفعال كسر قيود العبودية والذهنية الذكورية المُتسلطة".
وأشارت إلى أن المجزرة تركت أثراً بليغاً على جميع نساء شمال وشرق سوريا، لافتقاد نساء كنَّ رياديات وطليعيات في المجتمع، وتقول "على الرغم من الأسى لفقدانهنَّ، إلا أننا فخورات ومعتزات بهنَّ، لنكمل مسيرتهنَّ بقوة ".
الاحتلال التركي يستمد همجيته وغطرسته من تاريخه العثماني الذي يضمر الحقد والكراهية بحق المرأة، والحديث لـ ابتسام عبد القادر "الاحتلال التركي كان ولا يزال مُستمراً بعدوانيته اتجاه النساء، لكسر إرادتهنَّ وإضعاف مقاومتهنَّ".
وأضافت "بالتزامن مع مجزرة حلنج، نفذت أيادي خفية والخلايا النائمة التابعة للاحتلال التركي جريمة أخرى بحق عضوة قوات النجدة في قوى الأمن الداخلي زهية بركل بتفجير لغم في 24 حزيران/يونيو2020، زهية التي مثلت نضال ومقاومة المرأة في حماية شعبها".
وانخرطت النساء في منبج في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وحتى العسكرية، بعد تحرير المدينة على يد قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة والشعب ومجلس منبج العسكري في 12 آب/أغسطس 2016 وإعلان تحريرها رسمياً في 15 آب/أغسطس 2016.
وللمرأة دور هام سواء في قوى الأمن الداخلي أو في مجلس منبج العسكري "لقد برهنت المرأة أنها قادرة على قيادة دفة المجتمع، ومواجهة الصعوبات بكل جسارة وجدارة، وشاركت في حماية أمن واستقرار مدينتها من الفتن والاعتداءات، واستهداف زهية بركل كان استهدافاً واضحاً لأمان وأمن منبج".
وأكدت ابتسام عبد القادر على أن الجريمة الوحشية جاءت لتحييد النساء عن كفاحهنَّ، "العمل الإجرامي الإرهابي كان هادفاً لزرع الرعب والخوف لإبعاد المرأة عن خط النضال الحر، إلا أن المرأة واصلت نضالها والسير على خطى الشهيدة زهية وغيرها من الشهيدات اللواتي تركنَّ إرثاً تاريخياً في الدفاع عن أرض الوطن وحماية حقوق المرأة".
نضال المرأة في شمال وشرق سوريا، وانتهاج مشروع الأمة الديمقراطية في ثورتها التحررية، أصبحت محط أنظار نساء العالم، لذا الاحتلال التركي بات يخاف من فكرها ووعيها، ويراها خطراً على نظامه الفاشي.
وتضيف "تعمد الأنظمة السلطوية وعلى رأسها الاحتلال التركي لتوجيه هجمات ممنهجة بأساليب متعددة لضرب القوة النسوية، حفاظاً على ديمومة فاشيته".
وعن استهداف عضوة حزب الشعب الديمقراطي بمدينة أزمير دنيز بويراز في 17 حزيران/يونيو، تقول ابتسام عبد القادر "لإسكات صوت المرأة الحرة داخل تركيا، يرتكب الاحتلال التركي جرائم واغتيالات بحقها، فدنيز كانت امرأة مناضلة ساعية لتحرير النساء، وكانت ذات شعبية بين شعبها".
وتعد الجريمة التي ارتكبت بحق عضوة حزب الشعوب الديمقراطي دنيز بويراز والتي فقدت حياتها بعد تعرض مقر الحزب بمدينة أزمير التركية للهجوم على يد مسلح، استمرارية لسلسلة الجرائم التي تستهدف النساء، فتاريخ تركيا حافل ومليء بجرائم القتل، والاعتقال، والاغتصاب وسط صمت دولي ودون محاسبة.
وتشير إلى أن الصمت الدولي حيال جرائم تركيا المنافية للقوانين والمواثيق الدولية، تعطي الاحتلال التركي الشرعية في الاستمرار بسياستها العدوانية الإجرامية، "نطالب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية التحرك وإيقاف عنجهية تركيا وإنقاذ المرأة من المجرم أردوغان".
وحول كيفية مواجهة المرأة لهذه الجرائم، تقول "عليها التسلح بالوعي والتنظيم، والاتحاد والتكاتف فيما بينها، وتشكيل قوى تنظيمية لمجابهة كل من يحاول المساس بحريتها، ورفع مستواها النضالي"، مؤكدة في ختام حديثها على أن النساء بإصرارهنَّ وعزيمتهنَّ سيفشلنَّ جميع المؤامرات ويدحرنَّ الاحتلال.