ناشطات تركزن على أهمية الوحدة النسائية في تحرير المرأة

أكدت ناشطات على أن الوحدة والتنظيم الطريق الأكثر نجاحاً لتحرير النساء، وأمثلتها الآن تطبق على أرض الواقع، حيث أن حرية المجتمعات مرتبطة بحرية المرأة.

شيرين محمد

قامشلو ـ أكدت مناضلات وناشطات نسويات، أن مفتاح حل قضايا النساء هو التنظيم والتعاون معاً ضد السياسات التي رسمت في طريق تطورهن على مستوى العالم.

نيل النساء لحريتهن طريق طويل يجلب معه الإنجازات والصعوبات أيضاً، فهن تخضن حروباً ممنهجة بحقهن وتتعرضن للقتل والتهميش بشكل كبير، ويتطلب منهن أن تقفن معاً لخوض الحرب والانتصار على المخططات.

وقالت الرئيسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي في إقليم شمال وشرق سوريا رمزية محمد "خاضت المرأة نضال ومقاومة كبيرة منذ سنوات قبل ثورة روج آفا التي انطلقت بريادتها حيث عملت النساء من خلال اتحاد ستار أي مؤتمر ستار حالياً على تنظيم أنفسهن والتعرف على ذاتهن وتاريخهن، فمع بدء الثورة كانت المرأة مستعدة للمشاركة فيها وعلمت على توحيد صفوف النساء من الكرد والعرب والسريان والتركمان وغيرهم من نساء المكونات والطوائف الاخرى، لتعملن معاً على حماية أنفسهنّ والدفاع عن حريتهنّ، وبات لتنظيمهنّ وصوتهنّ صدى في إقليم شمال وشرق سوريا والعالم". 

وأوضحت أن "النساء من جميع المكونات عملن على تنظيم ذاتهنّ فالمرأة السريانية قامت ببناء اتحادها الخاص والذي عرف باسم اتحاد المرأة السريانية، والنساء العربيات تمكن من تأسيس تجمع نساء زنوبيا ليضم النساء العربيات ويعمل على تطويرهنّ والأرمنيات أيضا كان لهنّ اتحادهن الخاص والكثير من الاتحادات والمؤسسات التي عملت وما تزال تعمل على توحيد صفوف وصوت النساء"، مؤكدة أن هذه الحركات والتنظيمات النسائية باتت مثالاً تحتذي به جميع نساء العالم.

وشددت على أن "وحدة النساء ضرورية جداً في ظل المرحلة الراهنة التي تمر بها المنطقة، ليس وحدة نساء إقليم شمال وشرق سوريا فقط بل يتوجب على جميع نساء العالم وخاصة نساء شرق الاوسط وشمال إفريقيا تنظيم أنفسهن وتوحيد صفوفهنّ ضد السياسة التي تهدف إلى تهميش دورهن ومكانتهن في المجتمع، وعليهن الاستمرار بنضالهن ورفع صوتهن ضد القمع والظلم، وبوحدة القرار والصوت الموحد ستعملن على بناء السلام والديمقراطية في العالم".

وأضافت "بفلسفة Jin Jiyan Azadî استمر نضالنا ضد العنف وانتشر صداها بين جميع نساء العالم، فالمرأة في إيران انتفضت ضد هيمنة السلطات بهذه الفلسفة وحتى النساء في الهند وأفغانستان، فهذه الفلسفة بات شعلة تنير درب حرية المرأة في كل مكان".

ودعت الرئيسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي في إقليم شمال وشرق سوريا رمزية محمد جميع نساء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتوحيد نضالهن "بوحدتنا سنكون أقوى لمواجهة السياسات التي تمارس ضد حرية المرأة، ويجب علينا نحن نساء سوريا ومصر وتونس واليمن والمغرب والسعودية وغيرهم من النساء أن نعمل يداً بيد وبصوت واحد وأن نجتمع ونتحاور لننهي ونحد من معاناة النساء ونسعى لبناء حياة حرة تسودها الديمقراطية والعدالة".

 

 

وبدورها قالت المناضلة النسوية والحقوقية من المغرب خديجة رياضي إن "النساء تناضلن من أجل حريتهن، فمنهن من تبدأن بسن مبكر داخل عائلاتهن وقبيلتهن وتواصلن النضال حتى داخل أحزابهن وأوساطهن العملية، إذ أنه مفروض على النساء أن تناضلن بشكل يومي لمواجهة الذهنية الذكورية والثقافات السائدة المبنية على التمييز واستحقار النساء".

وأضافت "لا تكتفي النساء بالنضال اليومي والفردي بل أسسن منظمات وحركات نسوية ونقابات وإعلاماً نسوياً واستعملن السينما والرواية والشعر والمسرح من أجل الحصول على حقوقهن وخضن عبر كل هذا نضالاً فكرياً ضمن مجتمع غير نظرته لقضايا النساء وفرض تغيير العديد من المفاهيم المجتمعية حول حقوقهن ورفع الوعي بقضيتهن".

وأشارت إلى أن "النساء اكتسبن تجربة كبيرة في التنظيم والتشبيك في مختلف مناطق العالم وأسسن شبكات محلية وجهوية ودولية واستطعن التأثير على المجتمع الدولي أيضاً، لتخرج العديد من الاتفاقيات الدولية لحقوق المرأة، ويعترف بدورها في بناء السلام، وفرضت النساء بذلك على عدد من الحكومات أن تعترف بمساهمتهن القيّمة في التنمية وبحقهن في الاستفادة من ثمارها، كما نظمن شبكات موضوعية معنية بمناهضة العنف ضد المرأة، وشبكات عززت التضامن النسائي العالمي وساهمن في المؤتمرات العالمية المعنية بحقوق النساء وغيرها من المؤتمرات العالمية التي تعنى بمختلف قضايا الشعوب".

وبينت أن "كل هذه الانجازات حققتها النساء رغم كل الصعوبات التي تواجههن منها الأوضاع الاقتصادية في كل البلدان والتي تنعكس على المرأة وهذا ما يجعل نضالهن أصعب والحفاظ على مكتسباتهن مهمة صعبة"، مضيفة "هيمنة النظام الذكوري مستمرة في كل المجتمعات ولو بمستويات متفاوتة، فأنها تضع عراقيل أمام المساهمة الكاملة للنساء في اتخاذ القرار ورسم السياسات التي ستستجيب لطموحاتهن وتحقق المساواة التي تناضلن من أجلها أي تحرمن من إمكانية رسم هذه السياسات في غيابهن من مراكز القرار".

وركزت خديجة رياضي على أن "الأوضاع السياسية المتردية في العديد من بلدان العالم تجعل من النساء الهدف الأساسي لأنظمة الاستبداد والقمع خاصة التي تدور بها النزاعات المسلحة والاحتلال والحرب إذ تستغل أجساد النساء وتستخدم كأسلحة للحرب فكل هذا يضع العراقيل أمام نضالهن".

وأكدت أن أكثر التجارب ريادة هن النساء الفلسطينيات ومقاومتهن والدور الذي تلعبنه اليوم في إبراز صمود الشعب الفلسطيني في وجه الإبادة الجماعية التي تقترفها القوات الإسرائيلية ضدهن والشعب ككل، وكذلك النساء الكرديات اللواتي واجهن داعش الأكثر خطورة على العالم، وانتصرن عليه وكل هذا بفضل ما حققنه من مكتسبات رائدة ودورهن الكبير في حماية مجتمعهن وتنظيم أنفسهن.

وتابعت "هناك نساء الشعوب الأصلية في أمريكا اللاتينية اللواتي قاومن سياسات الإبادة الجماعية التي مورست بحق شعبهن، وفي أفريقيا حاربن الاستعمار بمختلف الأساليب وقدمن تضحيات لتحرير بلدانهن واستمرين في النضال من أجل الديمقراطية"، مبينةً أن "المرأة لديها رسائل تود توجيهها عبر مسارها النضالي الطويل لأن البشرية لن تحقق السلام دون النساء".

 

 

ومن السودان، قالت الناشطة النسوية والحقوقية أحلام الناصر إن "الحديث عن النساء والحركة النسائية بشكل عام هو حديث طويل، إذ فقدت الحركة النسائية منذ العهد الأبوي المستبد جميع الخصوصيات والامتيازات، وبدأت الحركة النضالية من أجل حقوقهن للوصول للحرية، فالنظام الأبوي المتسلط عمل على جعل النساء في قاع المجتمعات".

وتابعت "النساء بفطرتهن وبحبهن للسلام والحرية والتغيير نحو الأفضل ناضلن على مر العصور بمسيرة طويلة في مختلف قارات العالم والدول والمواقع الجغرافية"، موضحة أن العالم أجمع ومنذ العصور القديمة يتحدث عن السلام والديمقراطية والحروب، كما أن منظمة الأمم المتحدة بدأت في تسليم التشريعات الدولية التي تتحدث عن الحقوق المتساوية وعن حقوق جميع البشر، وبعض الدول وقعت على هذه الوثيقة الدولية الخاصة بالحقوق السياسية والمدنية والاجتماعية والاقتصادية، لكن لم تطبق أي منها فلا تزال النساء هن الأكثر تضرراً من الحروب والنزاعات.

وبينت أن السبب الذي يبقي النساء الفئة الأكثر تضرراً هو السياسة الممنهجة بحقهن "السياسات والمخططات التي تستهدف النساء تقوم ببناء العوائق أمام طريق تطورهن، لكن رغم ذلك هناك نساء تعملن بجدية من أجل نيل الحرية والتغيير الأفضل، وتعملن من أجل حقوق المجتمعات".

وأوضحت أنه "كنساء في ظل الحرب لدينا العديد من المبادرات والشبكات والتحالفات والعمل التنسيقي هو عمل أساسي بالنسبة لنا، فالتضامن الإقليمي والدولي في الحركة، يؤثر على النساء بشكل عام، فنحن قادرات على مساعدة بعضنا البعض".

وفي ختام حديثها وجهت الناشطة أحلام الناصر رسالة إلى جميع النساء "العمل المنظم المبني على العلوم والمعارف والعمل التضامني الحل للوصول بالنساء إلى حريتهن وحرية المجتمع المرتبطة بهن".