مؤتمر ستار بين تحقيق الهدف ومشقة الطريق
منذ بداية تأسيسه في عام 2005 كحركة نسوية مُنظمة، عمل مؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا على تغيير ذهنية المجتمع، استطاع تحقيق العديد من الإنجازات ويسعى للمزيد
سيلين محمد
قامشلو ـ .
حول أعمال مؤتمر ستار التقينا مع عضوة منسقية مؤتمر ستار لشمال وشرق سوريا منى يوسف، وحدثتنا عن أعمالهم إضافة لتحضيراتهم ليوم المرأة العالمي.
عضوة منسقية مؤتمر ستار منى يوسف أكدت أن النساء في مناطق شمال وشرق سوريا وعلى اختلاف هوياتهنَّ وثقافتهنَّ وبعيداً عن توجهاتهنَّ السياسية والعقائدية يعملنَّ تحت مظلة واحدة، "كان الهدف الرئيسي من تأسيس مؤتمر ستار، هو توعية المرأة وتنظيمها وتوجيه قدراتها للسير في الطريق الصحيح، بغية إعطائها القدرة على أخذ حقوقها، ووقف العنف الممارس بحقها".
وعن أبرز الأعمال التي قام بها المؤتمر، أشارت "لعل إطلاق حملة "لا للاحتلال والإبادة... معاً نحمي المرأة والحياة"، لتقوية وتفعيل دور المرأة في كافة المجالات من أبرز أعمال المؤتمر".
مؤكدة أن مؤتمر ستار عمل على تكثيف فعاليات الحملة "هدفنا كان تمكين المرأة وتوعيتها لإثبات نفسها في كافة المجالات ولا سيما السياسية منها، خاصة في ظل الظروف الحساسة التي تشهدها منطقتنا".
وانطلاقاً من مبدأ أن قضية المرأة لا تشمل فقط القضايا المتعلقة بنساء شمال وشرق سوريا، صرحت بأن مؤتمر ستار يعمل على توسيع نطاق عمله في كافة المدن السورية، وصولاً إلى جميع النساء في أنحاء العالم.
وحول الصعوبات التي واجهها مؤتمر ستار قالت "المؤتمر تأسس في فترة كان النظام السوري يسيطر على المنطقة فكان عملنا يتسم بالسرية، ورغم ذلك تعرضت العديد من النساء ضمن حركتنا للاعتقال".
لكن ثورة روج آفا التي اندلعت في تموز/يوليو 2012 ساهمت في ظهور حركات المجتمع المدني ومنها مؤتمر ستار "واجهنا مشكلات في التنظيم، فتغيير ذهنية مجتمع عمرها أكثر من 5000 عام أمر صعب للغاية، ولا سيما من خلال سعينا لتغيير ذهنية الرجل، لا نستطيع القول بأننا تمكنا من تغيير الذهنية الذكورية بشكل كامل، ولكننا بحاجة لمزيد من الوقت".
وحول القضايا النسوية التي يعمل المؤتمر عليها، قالت "القضايا تشمل جميع النواحي التي تخص المرأة، اجتماعية، واقتصادية، وخاصة قضية العنف وزواج القاصرات".
وعن الطرق التي يتبعها المؤتمر لحل هذه القضايا وتغيير ذهنية المجتمع الذكوري قالت "نعمل بشكل دؤوب على تغيير ذهنية الرجل والمرأة على حد سواء لذلك نقوم بافتتاح العديد من الدورات التدريبية والهدف منها التعريف بدور المرأة الهام في المجتمع، والتنويه إلى خطر العنف الممارس ضدها".
ويعمل مؤتمر ستار على إيجاد الحلول الاقتصادية للمرأة من خلال إقامة مشاريع وجمعيات خاصة بالنساء "الهدف هو خلق اقتصاد تتفرد به المرأة".
وحول دور مؤتمر ستار في حل الأزمة السورية قالت "الفعاليات والنشاطات لا تزال مستمرة وبشكل منظم، ومن خلال لجنة العلاقات في مؤتمر ستار فإن السعي متواصل للحصول على حل سياسي عن طريق الحوار مع الحركات والتنظيمات النسائية المتواجدة على الأراضي السورية وخارجها".
وقارنت منى يوسف وضع المرأة في شمال وشرق سوريا قبل ثورة روج آفا وبعدها، "عاشت المرأة أوضاع صعبة للغاية، لكنها تقدمت اليوم بشكل كبير ولعل أكبر دليل على ذلك هو تشكيل وحدات حماية المرأة التي حاربت أعتى تنظيم إرهابي في العالم "داعش"، وأبرزت للعالم أن المرأة بفكرها وتطورها قادرة على حماية نفسها ووطنها".
وكان قد أعلن عن تأسيس وحدات حماية المرأة بشكل رسمي في الرابع من نيسان/أبريل 2013، وخضعت المنضمات لها لدورات تدريبية فكرية وعسكرية.
وقيمت منى يوسف عمل مؤتمر ستار في ظل الحرب والضغوطات والعنف الممارس ضد المرأة، "نحن كنساء في مؤتمر ستار استطعنا أن نخطو بخطوات إيجابية وفعّالة، وأثبتنا أنفسنا وعملنا على بناء تنظيم تستطيع من خلاله النساء أن يكنَّ فاعلات في جميع مجالات الحياة، للعمل على تغيير ذهنية المجتمع".
وبصدد معاناة المرأة في شمال وشرق سوريا من القوى المهيمنة، تشير إلى أن "المرأة تعرضت للعديد من الانتهاكات وكانت المستهدفة الأساسية على الدوام، ومن القوى التي سعت لطمس هوية المرأة دولة الاحتلال التركية".
وعن التحضيرات ليوم المرأة العالمي 8 آذار/مارس قالت منى يوسف أن لهذه المناسبة خصوصية لدى المؤتمر فهي تتويج لإنجازات النساء. مؤكدة أن مؤتمر ستار يعمل على التحضير للاحتفال بهذا اليوم، وكان قد أعلن عن برنامجه في 23 شباط/فبراير وتأتي هذه الفعاليات والنشاطات تحت شعار "نضالنا ضمان حرية المرأة".
وأشارت إلى فعاليات مؤتمر ستار "بدأنا بالفعاليات والتي ستستمر حتى تاريخ الثامن من شهر آذار/مارس، وأبرزها المحاضرات، المسرحيات لاستذكار شهيدات الدشيشة وتل رفعت، المهرجانات والعروض العسكرية وغيرها من الفعاليات". مضيفة "هدفنا هو إعلاء صوت المرأة الحرة وإبراز لونها وثقافتها ومدى تمسكها بميراثها النضالي فكل يوم هو يوم عالمي للمرأة".
وفي ختام حديثها وجهت عضوة منسقية مؤتمر ستار لشمال وشرق سوريا منى يوسف رسالة إلى كل النساء والتنظيمات النسائية حول العالم للاتحاد، والانتفاض وتصعيد النضال في وجه كل من يسعى لطمس وجودها وهويتها الحقيقية والقضاء على مكانتها التاريخية، مؤكدة أن "المرأة لم تعد تقبل بالظلم والإهانة".