'مشروع الأمة الديمقراطية يضمن حقوقاً كاملة لجميع الشعوب'
تستمر هجمات الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا وإقليم كردستان وزادت وتيرتها في الآونة الأخيرة، بالمقابل ترتفع الأصوات الرافضة لهذه الهجمات، مطالبةً المجتمع الدولي بالتحرك.
سيلفا الإبراهيم
منبج - أكدت زهيدة إسحاق في ظل تصعيد الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا وإقليم كردستان أن "على جميع شعوب سوريا والعراق إدراك أن هذه المؤامرة تستهدفهم جميعاً وليس فقط الكرد"، معتبرةً أن للمنطقة أهمية جيوسياسية تشكل أساس الخارطة الجديدة التي تسعى الدول الرأسمالية لتنفيذها ضمن خططها للمئة عام المقبلة.
يكثف الاحتلال التركي من هجماته على مناطق شمال وشرق سوريا، حيث عاودت طائراته قصف بلدتي زركان وتل تمر في الريف الشمالي لمقاطعة الحسكة، إضافةً لقصف مناطق الدفاع المشروع (زاب وآفاشين متينا)، وشنكال في إقليم كردستان، وسط اتهامات باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً في ظل صمت دولي مطبق.
حول الهجمات وضرورة التحرك الشعبي والدولي لإيقافها قالت الرئيسة المشتركة للجنة العلاقات الاجتماعية في الإدارة المدنية الديمقراطية بمنبج وريفها زهيدة إسحاق أن الاستهداف ليس فقط للكرد وإنما يستهدف مشروع الأمة الديمقراطية الذي تنتهجه شعوب شمال وشرق سوريا وقضاء شنكال "الاحتلال التركي يستهدف الشعوب التي تتخذ من الإدارة الذاتية وفق مبادئ مشروع الأمة الديمقراطية سبيلاً للعيش بحرية وأمان"، مؤكدةً أن هذا المشروع يشكل خطراً على الدول المهيمنة.
زهيدة إسحاق أثنت على تشكيل الإدارات الذاتية في كل من شمال وشرق سوريا وشنكال ووصفت هذه الخطوة بـ "منعطف تاريخي"، مؤكدةً أن "هذه الشعوب خذلت من حكامها وسيطرة الدول المهيمنة لذلك شقت طريقها نحو الحرية، واتخذت من فكر القائد عبد الله أوجلان أساساً لتحقيق الحرية والعيش المشترك"، مشددةً على أن هذا المشروع هو نتاج "إرادة شعبية وثمرة الثورة السلمية التي انطلقت شرارتها في روج آفا عام 2012".
منذ آذار/مارس الماضي بدأت الحكومة العراقية ببناء جدار فاصل بين قضاء شنكال ومناطق شمال وشرق سوريا، بطول 250 كيلو متراً، وبارتفاع أربعة أمتار لفصل المنطقتين عن بعضهما، حول ذلك بينت زهيدة إسحاق أن شنكال جزء من إقليم كردستان لكن يتم الاعتداء عليها باتفاق بين الحكومة العراقية وحكومة هولير وبتحريض من تركيا، مشيرةً إلى أن أسباب عزلها تعود لكونها جزء من المشروع الديمقراطي، ومؤكدةً أنه "يتم التذرع بحماية الحدود ولكن الحقيقة هي محاولة إفشال المشروع الديمقراطي فيها بعد أن تأثرت بثورة روج آفا، ومساهمة المقاتلين والمقاتلات بتحريرها وتحرير آلاف الإيزيديات المختطفات لدى داعش".
"مشروع الأمة الديمقراطية يخيف الأطراف التي تعتاش على الفتنة"، هذا ما أكدت عليه زهيدة إسحاق مشيرةً إلى أن العالم لا يتفق على شيء مثلما اتفق على محاربة مشروع الأمة الديمقراطية، الذي يضمن حقوقاً كاملة لجميع الشعوب، وينبذ الطائفية، وكذلك يحقق المساواة بين الجنسين، كون عدم المساواة يشكل أزمة عالمية يتم التغاضي عنها بشكل مقصود.
واعتبرت أن بناء جدار العازل والهجوم الأخير الذي استهدف شنكال هو تجديد لاتفاقية 9 تشرين الأول/أكتوبر 2020، واصفة إيها بـ فرمان جديد على أهالي شنكال، "هذه المؤامرة مشتركة ما بين حكومة الكاظمي والحزب الديمقراطي الكردستاني والاحتلال التركي، فهذه المؤامرة مدروسة ومقصودة أن تكون في تاريخ 9 تشرين الأول فهو التاريخ الذي هاجمت فيه رأس العين وتل ابيض في عام 2019 وتمكنت من احتلالهما".
وعن تغير توازنات القوى العالمية كل مئة عام وتجديد خارطة العالم عبر بوابة الشرق الأوسط أشارت زهيدة إسحاق إلى أن "مناطق دفاع المشروع جزء من الصراعات التي تتنافس عليها القوى العالمية نظراً لموقعها الجغرافي والجيوسياسي، وهو الطريق الواصل بين القارات الثلاث، لذلك تعتبر هذه المناطق ذات أهمية كبرى في خارطة الطريق التي تطبق كل مئة عام".
وترى زهيدة إسحاق أن "الحماية والمقاومة والتمسك بالحق هي السبل التي ستحافظ الشعوب من خلالها على مكتسباتها"، مشيرةً إلى أن مناطق شمال وشرق سوريا وشنكال حققتا من خلال الإرادة ظاهرة في الشرق الأوسط "دفعت شعوب المنطقتين تضحيات جليلة في سبيل هذه الحرية".
وفي ختام حديثها أكدت الرئيسة المشتركة للجنة العلاقات الاجتماعية في الإدارة المدنية الديمقراطية بمنبج وريفها زهيدة إسحاق أنه لا يوجد أمل من تحرك دولي لإيقاف آلة الحرب، والانتهاكات التركية ولذلك على المجتمعات أن تحمي نفسها بنفسها "على شنكال وشمال شرق سوريا عرباً وكرداً الوقوف صفاً واحداً في وجه المؤامرة التي تسعى للنيل منهم، وعلى جميع شعوب المنطقة في سوريا والعراق إدراك أن هذه المؤامرة تستهدفهم جميعاً وليس فقط الكرد".