من الإعلام إلى السياسة مروة الخفاجي تسعى نحو التغيير

قوة المرأة في ثقتها بالتغيير فالقادرة على تربية وبناء شخصية الرجل كابن، وتوفير الحب والأمان للرجل كزوج قادرة على تغيير هفوات السياسة في عالم الرجال

 

غفران الراضي
بغداد ـ ""، بهذه الفلسفة الواقعية بدأت الإعلامية مروة الخفاجي الحديث عن دخولها عالم السياسة وتشبثها بحلم التغيير.
تقول الإعلامية وعضو حركة وعي السياسية مروة الخفاجي لوكالتنا وكالة أنباء المرأة أن الصعوبة في تغيير واقع المرأة لدخولها كل مجالات الحياة يأتي من المرأة نفسها أحياناً، وتعزو ذلك إلى عدم وجود ثقة متبادلة بين النساء وكذلك انعدام الدعم والتكاتف.
واعتبرت أن غياب المرأة القيادية في العديد من المجالات رغم تميزها في العمل كتسلسل وظيفي لتكون مديرة أو مسؤولة ناتج عن عدم ثقة المرأة بالمرأة خلال الانتخابات، كما تؤكد أن الوعي المجتمعي وصل الى مرحلة النضوج في الأوساط الشابة بما يخص دور المرأة القيادي، مشيرةً إلى أن هذا الوعي نتيجة لما تحمله المرأة من حس إنساني ومرونة في العمل إضافة الى قوة إدارتها مما يجعلها أكثر تميزاً من الرجل في إجادة تأدية هذا الدور.
 
اختيار الحركة السياسية هو أول اختبار للمرأة
انضمت مروة الخفاجي منذ عامين إلى الحراك السياسي، وتدقق في جدوى التغيير، وهي تحمل خططاً وأهداف واقعية لإبراز دورة المرأة العراقية ونفض الغبار عن صورة المرأة التابع في الحياة السياسية.  
وعن تحولها من العمل في المجال الإعلامي نحو المجال السياسي تقول "تسعى المرأة العاملة في مجال الإعلام لتحقيق طموحها من خلال وضعها المجتمعي، وتحاول من خلال ذلك كسب ثقة المجتمع في الانتخابات البرلمانية وهذا حق مشروع".
وعملت مروة الخفاجي كمقدمة برامج تلفزيونية وإذاعية في عدد من القنوات العراقية، فبعد أن حققت نجاح محلي متوازن بعيداً عن التدني الإعلامي لتكون صورة محترمة لقصص نجاح المرأة في مجال الإعلام انضمت الى حركة وعي ذات الطابع الشبابي. 
وحول اختيارها الانضمام إلى حركة وعي منذ عامين قالت "إن اختيار الحركة السياسية التي يجب أن ننضم إليها، واختيار النهج السياسي الذي يخدم الناس هو أول اختبار للمرأة التي تدخل عالم السياسة، كما أن هذا الاختيار يؤثر كثيراً على مستقبلها".
وأكدت على مشروعها الهادف نحو التغيير الشامل في واقع المرأة "نستطيع تغيير واقع المرأة بدءاً من السياسة التي هي بوصلة التغيير الأساسية لما يتضمنه النظام البرلماني من أهمية في تغيير وتفعيل القوانين الخاصة بالمرأة".
وتستذكر مروة الخفاجي الرفض الذكوري منذ أن كانت طفلة تحاول تنظيم أدوار زملائها في الألعاب الجماعية، "اعتدت على بوادر الرفض الذكوري ولم يؤثر ذلك على طموحي". مضيفة أن دعم الأسرة ذا أهمية كبيرة في صقل شخصية الطفل وتحقيق طموحاته.
 
السياسة تحتاج لامرأة قيادية لا تابعة 
وضحت مروة الخفاجي أهمية كون المرأة السياسية أو الناشطة في الميدان السياسي مستقلة الفكر والرؤى "على المرأة أن تمتلك مشروع حقيقي، لا أن تكون مجرد تابع ينفذ سياسة رجل مهيمن أو حزب يضطهد الشعب". 
وحول الوضع الذي يمر به العراق والمرأة العراقية أكدت على أهمية استيعاب أخطاء المرحلة السابقة سياسياً، وتحديد وتحجيم تلك الأخطاء لمعالجتها، "العراق بيئة متغيرة المناخ سياسياً، وتعاني من تقلبات مجتمعية بين عادات وتقاليد مضت، ورغبة في التحرر الفكري ونبذ الجمود المجتمعي، لذلك فمراجعة التاريخ والخوض في تفاصيله يحقق الفهم المتوازن، ويساعد في اجتياز الفترة الحالية الصعبة وتأمين مستقبل أفضل".
 
أسعى لمساندة المرأة وتفعيل قانون العنف الأسري 
على صعيد دعم المرأة في البرلمان شددت مروة الخفاجي على أهمية تفعيل قانون العنف الأسري "يمكن تفعليه من خلال نشر الوعي المجتمعي، وبث روح المساندة النسوية خاصة للنساء المعنفات في مجتمعات مغلقة، وبيئة ذكورية تعاني منها المرأة من ظلم كبير من حيث الاعتداء الجسدي والنفسي، والحرمان من التعليم والزواج المبكر". 
وأضافت أن التأهيل النفسي بعد الخروج من أزمة ومحنة التعنيف مهم جداً "هذا يحتاج لجهد حكومي ومجتمعي، كما لا ننسى أهمية العمل على تحقيق الاستقلال المادي للمرأة، والتأكيد على حصول المطلقة والأرملة على ظروف معيشية ملائمة وإنسانية".
 
الهدف الأساسي هو تمكين المرأة 
أشارت مروة الخفاجي إلى عملها لتمكين المرأة "عملت على برامج تمكين المرأة، وسأخصص جزء من وقتي من أجل تطوير هذا المشروع".
وفي ختام حديثها روت الإعلامية وعضو حركة وعي السياسية مروة الخفاجي قصص كثيرة لنساء بعضها انتهى بمستقبل أفضل لهنَّ، حيث وصلنَّ إلى بر الأمان كما تقول بعد معاناة طويلة، من خلال مشاركتهنَّ في برامج منظمات مجتمع مدني وبرامج نسوية تطوعية كجزء من الدعم الإنساني النسوي، وأكدت على اهتمامها بإكمال مشوار التمكين، وبحثها عن خطط مستقبلية أكثر تأثيراً في واقع المرأة.