'ممارسات تركيا تسببت في إطالة أمد الأزمة السورية'
تسببت الدولة التركية بممارساتها وسياساتها في إطالة أمد الأزمة السورية، فباحتلالها لعفرين ورأس العين/سري كانيه وتل أبيض/كري سبي وتمويلها للمرتزقة تريد إعادة ميثاقها الملي وتوسيع رقعة الدولة العثمانية.
شيرين محمد
قامشلو ـ أكدت الناطقة باسم مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطي شيرا أوسو، على أن الاحتلال التركي منذ بداية الأزمة السورية يسعى لاستغلالها لصالحه، فاستمرار هجماته تسببت في إطالتها.
لمعرفة مدى تأثير التدخل التركي في إطالة أمد الأزمة السورية قالت الناطقة باسم مكتب المرأة التابع لمجلس سوريا الديمقراطي شيرا أوسو أن "الاحتجاجات السلمية التي بدأت في الساحات السورية طالبت بالحرية والديمقراطية وتغيير السلطة الحاكمة، لكن مع توسعها وتدخل أطراف مختلفة بعضها خارجية تغير مسار الاحتجاجات السلمية، مما أدى إلى ظهور مجموعات مختلفة من المرتزقة، وتأسست مجموعات عسكرية معادية لحكومة دمشق آنذاك وبدأت تكبر رويداً رويداً وتسعى لتحقيق مصالحها على الأراضي السورية، لتشن حروباً عديدة على المنطقة راح ضحيتها الآلاف من القتلى".
وأشارت إلى أن الشعب في سوريا لم يحظى بحقوقه الأساسية لاسيما بعض المكونات التي كانت مهمشة أكثر من غيرها، منها الشعب الكردي والتي كانت تعرف كأقليات آنذاك ولم يكن له هوية ولا يحق له التحدث بلغته.
وبينت أنه مع ارتفاع وتيرة الحرب واتساع أمد الأزمة السورية بدأت الدول الاقليمية بالتدخل في سوريا منها تركيا روسيا وأمريكيا وكل واحدة حسب مصالحها الشخصية وعلى حساب الشعب السوري "مع بداية تدخل الدول الإقليمية في الحرب السورية بحجج واهية وتحت شعارات إحلال السلام والأمان، تجزأت سوريا إلى أجزاء متعددة وهذا ما أثر أكثر على الأزمة، وحسب سياسية فرق تسد ازدادت الأطماع في سوريا عام بعد آخر وأصبحت ساحة للحروب والسياسات العالمية والإقليمية".
وأوضحت أن الدولة التركية استغلت الأزمة السورية لصالح أطماعها وتريد إعادة ميثاقها الملي من خلال احتلال الأراضي السورية فبعد احتلالها لعفرين ورأس العين وتل أبيض لم تتوقف هجماتها بل زادت من وتيرتها بحجج وذرائع واهية وسط صمت دولي والذي يدل على مصالح مشتركة للدول الإقليمية.
وقالت إن "أهالي شمال وشرق سوريا خلال ثورة روج آفا، بتضحياتهم استطاعوا أن يبنوا لأنفسهم إدارة ذاتية لتطوير المجتمع وتمكنوا أن يخلقوا من الحرب والثورة مجتمع حر ومنظم على أساس مشروع الأمة الديمقراطية والإدارة الذاتية وهنا بدأت جميع الأنظار تلتفت إليهم، وازدادت الهجمات التركية بعدها بشكل كثيف، لأن مشروع الإدارة الذاتية كان عكس مصالح الدول الإقليمية السلطوية التي تدخلت في الأزمة السورية، إذ كان هدف الإدارة الذاتية وحتى الآن بناء سوريا ديمقراطية لامركزية لجميع السوريين".
وأشارت إلى أن التدخل التركي في الأزمة السورية زاد من حدتها "هجمات الاحتلال التركي على مكتسبات ثورة الشعب في شمال وشرق سوريا ومشروع الإدارة الذاتية الذي يهدف لبناء سوريا لا مركزية صد الطريق أمام النقاشات الحوارية السياسية لمجلس سوريا الديمقراطي إلى حد ما، كما أن تركيا دعمت المرتزقة في حربها ضد المنطقة مما أدى إلى تدهور الاوضاع واتباع سياسة التغير الديمغرافي في المناطق المحتلة والتطبيع وبناء مستوطنات للمرتزقة على الأرضي المحتلة كان لها تأثير كبير على حياة الشعب السوري الذي هجر من مناطقه".
وبينت أن حكومة دمشق لم تبدي أي مواقف حيال هجمات الاحتلال التركي على الأراضي السورية "حكومة دمشق لم تبدي أي ردة فعل على الهجمات التركية رغم أنها احتلت أجزاء كبيرة في الأراضي السورية".
وحول ما جرى مؤخراً في مدينة دير الزور قالت "الأحداث الأخيرة التي وقعت في دير الزور كانت مدبرة ومحاكة من قبل عدة جهات لكسر إرادة الشعب وإفشال مشروع الإدارة الذاتية وزعزعة أمن واستقرار مناطق شمال وشرق سوريا التي تعتبر أكثر المناطق أمناً، لكن جميع مخططاتهم بائت بالفشل".
وأكدت "لن تستطيع أي هجمات وسياسات أن تنال من مساعينا في بناء سوريا ديمقراطية لا مركزية لجميع المكونات الموجودة، فنحن نعمل لإعطاء جميع المكونات حقها ولحماية أرضنا وسنستمر في تحقيق أهدافنا".