مجزرة حلنج... وصمة عار تركية في استهداف الحركة النسوية

منذ انتقال نشاطات مؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا من السرية إلى العلن، تحققت قفزات نوعية نسوية كبيرة على مستوى واسع، وهذا التقدم والنجاح لم يرق للاحتلال التركي لتكون الحركة النسوية في مرمى استهدافه الوحشي

ليلى محمد
قامشلو ـ .
مجازر وحشية للاحتلال التركي تتوالى في ظل صمت دولي، ففي الثالث والعشرين من حزيران/يونيو 2020 مجزرة أخرى أضيفت لسجله الدموي باستهداف طائرة مُسيرة كل من عضو مُنسقية مؤتمر ستار في إقليم الفرات زهرة بركل والإدارية في مؤتمر ستار هبون ملا خليل، وأمينة ويسي في قرية حلنج بمدينة كوباني شمال وشرق سوريا.
تقول الناطقة الرسمية لمؤتمر ستار في روج آفا رمزية محمد لوكالتنا "حققت المرأة من كافة المكونات بفكرها الحر وإرادتها القوية إنجازات ومكتسبات كبيرة في مناطق شمال وشرق سوريا في جميع النواحي التي انضمت إليها سواء التنظيمية، أو السياسية، والاقتصادية والعسكرية وغيرها، ووضعت بصمة فارقة في الثورة".
وأضافت أن استهداف المُناضلات اللواتي لهنَّ دوراً بارز وطليعي في قيادة المجتمع زاد في الآونة الأخيرة "الذهنية الذكورية السلطوية لا تتحمل هذه الخطوات الإيجابية والمقدامة، وتضع نصب عينها القضاء على هذه المُنجزات، فداعش والاحتلال التركي لم يستطيعوا بهجماتهم النيل من إرادة الشعوب والمرأة، لأن أعمال وفعاليات النساء كانت الرادع الرئيسي في مواجهتهم".
وبينت أن "استهداف تلك القوى للنساء اللواتي يُناضلنَّ ضمن المُنظمات النسائية، غايته إضعاف التنظيمات النسوية والقضاء على قوتها، إلا أن المرأة في المنطقة بوعيها التفت حول هؤلاء المناضلات والسياسيات من خلال فعالياتهنَّ وتصعيد مقاومتها".
وعن مجزرة حلنج التي ارتكبها الاحتلال التركي قالت "هذه المجزرة مُمنهجة ومُخطط لها، فمن خلالها عمدوا للقضاء على تنظيم مؤتمر ستار، والقول إن المرأة لا يمكن لها النضال، وأنها مستهدفة دائماً".
وأضافت "استشهاد المناضلات الثلاث ترك أثراً كبيراً، إلا أن النساء في شمال وشرق سوريا بإرادتهنَّ سعينَّ لرفع وتيرة كفاحهنَّ ومقاومتهنَّ ليكنَّ لائقات بالميراث النضالي الذي تركنه، وليكملنَّ دربهنَّ لتحقيق النصر والحرية". 
وتؤكد على أن وحشية الاحتلال التركي تتجاوز كل الحدود "الاحتلال لا يُفرق بين النساء أو الأطفال أو كبار السن في استهدافه، وخاصة المرأة الواعية الريادية ليسهل عليه السيطرة على المجتمع والمنطقة، لكن هذه الاعتداءات لن تكون عائقاً أمام مسيرة نضالنا الحر".
زهرة بركل أخذت مكاناً هاماً ضمن النضال في مؤسسات الإدارة الذاتية وغيرها من الفعاليات "حققت النجاح في عملها لامتلاكها شخصية قوية وفعالة، قدمت خدمات لشعبها ضمن بلدية الشعب، ولكونها درست الحقوق عملت في هيئة العدالة الاجتماعية لحماية حقوق الشعب والمرأة، ثم انتخبت كمنسقية لمؤتمر ستار لإقليم الفرات عام 2018، وبذلت جهداً في سبيل حرية المرأة وإيجاد الحلول لمشاكلها". 
وأشارت إلى أن زهرة بركل كانت دائمة التجوال بين أفراد شعبها "كانت اجتماعية ومُحببة ومُقربة من شعبها، وسياسية ناجحة ذات تأثير كبير، شخصيتها جعلتها تتقدم بخطوات ثابتة، وبآرائها وفكرها أخذت مكانها في قلوب الجميع".
وعن استهداف الدولة التركية للنساء، أوضحت "استهداف تركيا للنساء لم يبدأ بهفرين خلف، ولن ينتهي بزهرة بركل، إذ أنه في السابق استهدف الكثير من النساء المناضلات المؤثرات على مدى التاريخ في كردستان عامة، منها مجزرة باريس 2013 باغتيال ساكينة جانسز وليلى شايلمز، وفيدان دوغان، وفي 17 حزيران/يونيو قتل عضوة حزب الشعوب الديمقراطي في أزمير دنيز بويراز، عبر هذه الاستهدافات يريد إبادة هوية ووجود النساء وعبره كسر عزيمة الشعوب".
كما أن الاحتلال التركي وعن طريق مرتزقته اغتال السياسية هفرين خلف في 12 تشرين الأول/أكتوبر 2019 على يد إحدى الفصائل المرتزقة على طريق M4 خلال الهجمات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا. 
وشددت الناطقة الرسمية لمؤتمر ستار في روج آفا رمزية محمد على أن تركيا لن تبلغ أهدافها وسيكون الفشل دائماً لمخططاتها "علينا كنساء وعضوات مؤتمر ستار إعلاء وتيرة العمل النضالي بوحدتنا وتكاتفنا، واحتواء جميع النساء ضمن المنظمات النسوية، ونكون أهلاً للتضحيات التي قدمها الآلاف من الشهداء، حتى نتمكن من الخلاص من الذهنية الذكورية المهيمنة، ونحرر قائدنا القائد عبد الله أوجلان وجميع المعتقلين في السجون الفاشية التركية".