محللة سياسية تؤكد أن حل الأزمة السودانية يتم عبر مساري التفاوض والحل العسكري

بات السودان كتلة مشتعلة لا حلول لها تلوح في سماء المجتمع الدولي، حتى أن ما يحدث لا يثير اهتمام إلا بعض المنظمات الإنسانية التي تنشر تقاريرها بين الحين والآخر، أما على طاولات الحوار للقوى الكبرى فالسودان في عداد المنسيين.

آية إبراهيم

السودان ـ للأزمة السودانية أبعاد كثيرة وحال البلاد كحال جميع بلدان الشرق الأوسط محط أطماع القوى الدولية، وكذلك القوى الإقليمية، لتشكل هاتان القوتان شركاء في الصراع بدعم أطرافه العاملة على الأرض.

طرفي الصراع مدعومان من جهات معروفة، والأسباب وراء ذلك أيضاً واضحة، فإلى متى ستتوقف الشفقة ويبدأ النقاش الجاد حول حل يضع حداً للجرائم المرتكبة بحق أهالي السودان؟ هذا سؤال تجيب عليه المحللة السياسية السودانية اشتياق عبد الله محمد حسن.

وتشير المحللة السياسية إلى أن الأزمة التي تمر بها السودان لن تحل إلا عبر المسارين متوازيين: التفاوضي والحل العسكري، لضمان تحقيق الهدف النهائي. وتوضح أن قوات الدعم السريع تمل فصيلاً غير موازٍ للقوات المسلحة، وتتبع استراتيجية غير مباشرة مدعومة من جهات أخرى.

وترى أن القوات المسلحة السودانية هي الجهة المسؤولة عن حماية البلاد، في حين أن قوات الدعم السريع فصيل منشق عن الفصيل الأصلي، ويعتمد على دعم جهات صديقة لضمان نجاح استراتيجيته غير المباشرة. وتضيف أن هذا الوضع أسهم في استمرار الصراع "حصار المدن وتشريد المواطنين وإطلاق المسيرات، هو ما يعكس استراتيجية الدعم السريع غير المباشرة"، مبينةً أن تأثير الأحداث أصبح مباشراً على المواطن، الذي يظل المتضرر الأول من الصراع.

وحول السيناريوهات المتوقعة ما بعد سيطرة الدعم السريع على الفاشر بولاية شمال دارفور غرب البلاد، أشارت إلى أنه بعد أحداث الفاشر هنالك مدن تعرضت للحصار والتهديد، وقالت أنها استراتيجية غير مباشرة تعمل بها قوات الدعم السريع وتهدف لعدم استقرار المواطن.


القوة العسكرية وسيلة لتحقيق الأهداف

ولفتت إلى أن القوة العسكرية ليست هدفاً بحد ذاتها في الصراع السوداني، بل وسيلة تستخدمها الدول لتحقيق مصالحها، مؤكدة إن القوة المسلحة لوحدها لا تحسم الصراع، وأنه من الضروري الجمع بين المفاوضات والقوة العسكرية في مسارين متوازيين لتحقيق النتيجة المطلوبة.

وبشأن تأثير الصراع السوداني على الدول الأخرى، قالت إن التطورات العالمية تجعل من المستحيل أن تعيش أي دولة بمعزل عن محيطها، حيث يؤثر أي حدث في دولة على غيرها. وأضافت أن السودان، كدولة إقليمية ذات عضوية في المنظمات العالمية والإقليمية، يؤثر ويتأثر بالأحداث الإقليمية والدولية، لافتة إلى أن الحدود الإقليمية للسودان تشترك فيها بعض القبائل مع دول مجاورة، مما يؤثر على النظم السياسية، فضلاً عن تداخل المصالح بين الدول والرعاية المتبادلة بين بعضها البعض.

وعن دور الدول في حل الأزمة السودانية، قالت اشتياق عبد الله محمد حسن أن أي دولة تحركها مصالحها الخاصة، موضحةً أن الحرب تحولت إلى بعد قبلي، حيث تدعم بعض الدول قوات الدعم السريع بسبب وجود قبائل مشتركة، بينما تسعى دول أخرى للسيطرة على الموارد، حتى وإن كانت مصالحها بعيدة المدى.

وقالت إن الحرب لم تعد تدار وفق الفكر السياسي أو الإيديولوجي، بل تتحكم فيها الموارد، مشيرة إلى أن السودان يعد من الدول الغنية بالموارد، مشددة على ضرورة الوحدة الوطنية لبناء علاقات خارجية.

وفي جانب آخر، أكدت أن المرأة تمثل المجتمع بأكمله وعاملاً أساسياً في استقراره، داعية إلى ضرورة فهم دورها في المجتمع والإحساس بقيمتها كما الآخرين "هناك قناعات لدى بعض النساء بعدم المشاركة نتيجة للبيئة التي نشأن فيها، لكنها عادت لتؤكد المرأة أصبحت تدرك قيمتها وحقوقها".

وحول كيفية مواجهة المرأة للانتهاكات التي تتعرض لها، أوضحت أن ما يحدث ضد المرأة هو جزء من استراتيجية قوات الدعم السريع غير المباشرة للتأثير على المجتمع، باعتبار أن المرأة تمثل العمود الأساسي له".

وختاماً تؤكد المحللة السياسية اشتياق عبد الله محمد حسن أن مستقبل المرأة السودانية مرهون بوعيها والعمل على أطر قوتها "نحتاج لبناء المرأة نفسياً، خصوصاً أنه مناط بها دور أكبر من الحكومة".