'ما يفعله العدو متوقع لكن المهم هو ما يريد الكرد فعله'

قالت الناشطة بهريز عمر أن حكومة إقليم كردستان تتعامل مع القضية الوطنية بطريقة غير مسؤولة "أشعر بخيبة أمل حقيقية تجاه الشخصيات السياسية التي تقع تحت تأثير الدولة التركية".

السليمانية ـ هدف الاحتلال التركي من خلال هجماته بمساعدة المرتزقة على إقليم شمال وشرق سوريا تدمير مكتسبات شعوب المنطقة وخاصةً ما حققته النساء، وهذا ما يفسر مرة أخرى مفهوم احتلال الدولة التركية والعكس صحيح حيث يظهر المقاتلون والشعب والنساء مرة أخرى نضالهم ومقاومتهم، إنهم يعيدون تعريف معنى المقاومة والنضال من أجل العالم.

في حوار مع وكالتنا تحدثت الناشطة بهريز عمر من إقليم كردستان عن ضرورة تكاتف الشعب الكردي، وأهمية ذلك لمعرفة أعداء وجود هذا الشعب.  

 

كيف تقيمون الوضع الحالي في روج آفا وعموم إقليم شمال وشرق سوريا؟

لا أريد أن أنظر إلى الوضع في ظل سياسة تقسيم العدو بين الكرد أو كفرد من إقليم كردستان فقط، فأنا أنظر إلى هذا الوضع بروح كردستان واحدة، فنحن نخوض حالياً حرباً عسكرية وفكرية واقتصادية ووطنية وحرب البقاء، وعلى كل كردي، في أي مكان في العالم، أن يفكر، "ماذا يجب أن نفعل؟"، لسنوات عديدة تم استهداف الكرد، وخاصة روج آفا، من جميع الجهات، وعلينا أن نسأل أنفسنا كيف ننقذ روج آفا من هذه الكارثة هذه المرة.

 

ما التهديد الذي يواجهه إقليم شمال وشرق سوريا بعد مع استمرار هجمات وتهديدات الاحتلال التركي؟

إذا أراد الكرد إنشاء كيان على القمر فتركيا ستعارض ذلك، مما يدل على مبادئ هذه الدولة وأخلاقها، فهي تعتبر وجودها معارض لوجود الكرد، ولكن المهم هو كيف سيواجه الكرد هذه المرة؟ لا أعتقد أن المخاطر اليوم أكبر مما كانت عليه بالأمس، وبدلاً من ذلك، وعلى مدار التاريخ الحديث والبعيد، كان أعداء كردستان موجودون في كل لحظة ومكان يكون فيه أمل للكرد في إنشاء بلدهم، والدولة التركية في طليعة هذا العداء.

ما يفعله العدو متوقع، لكن المهم هو ما يريد الكرد فعله، إلى متى سنصلي من أجل أن يتحد الكرد؟ لذلك لا ينبغي للكرد أن يخونوا مرة أخرى ويأخذوا بيد العدو، الآن يمكن للجميع بسهولة متابعة المعلومات، ولذلك علينا أن نتعامل بوعي مع الحرب المباشرة وغير المباشرة التي يشنها العدو، ومن المهم أيضاً كيفية مكافحتها.

ليس لدي أي أمل في الحكومة الحالية في إقليم كردستان، فهي تتعامل مع القضية الوطنية بطريقة غير مسؤولة، لذلك على الجميع إظهار دعمهم لروج آفا فهناك هجمات كبيرة ضد الكرد، ولكن هناك أيضاً فرص كبيرة.

لم تتح للكرد مثل هذه الفرصة العظيمة من قبل، خاصة في روج آفا، المهم ألا نستسلم، ونقاوم مخططات الأعداء، إن دور المواطنين في جميع أجزاء كردستان، وفي الخارج قابل للتوظيف، ويمكن للمواطنين القيام بأنشطة مدنية كبرى حتى لا تضحي الدول القوية بالكرد من أجل مصالحها الخاصة مرة أخرى.

 

الهجمات على إقليم شمال وشرق سوريا مستمرة، ويبدو أن هناك مؤامرة تحاك ضد المنطقة فهل يمكن أن يكون وجود نظام كونفدرالي ديمقراطي في المنطقة سبباً للهجوم؟

النظام الذي تم بناؤه وصيانته لسنوات، اكتسب القبول في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، فدعونا لا ننسى أن نساء روج آفا وإقليم شمال وشرق سوريا عموماً قمن بشيء لا تفتخر به المرأة الكردية فحسب، بل جميع نساء العالم، ولذلك، كلما زاد عدد أعداء هذا المثال من الإدارة الذاتية زاد عدد أصدقائها، وهناك أناس يريدون بصدق أن ينجح هذا النموذج، وهم يعتبرون هذا الحكم الذاتي بمثابة تحرر من النظام الاستبدادي العالمي.

 

ما هي الفجوة التي يخلقها الفشل في تشكيل قرار برلماني عام 2014 بشأن مساعدات إقليم كردستان لإقليم شمال وشرق سوريا في الوضع الحالي؟

أشعر بخيبة أمل حقيقية تجاه الشخصيات السياسية التي تقع تحت تأثير الدولة التركية، وعلى الرغم من أن السلطات تقع تحت تأثير العدو، إلا أن الناس ليسوا كذلك، فنحن نفكر فيما يجب القيام به لإقليم شمال وشرق سوريا، وعلى الشعب أن يتخلى عن الشخصيات السياسية غير الوطنية ويحاول بناء الوحدة الوطنية، وعليهم أن يحاولوا فتح معبر سيمالكا لإرسال المساعدات لأنها مفتوحة للتجارة بطبيعة الحال لكي يحصل إخواننا وأخواتنا في إقليم شمال وشرق سوريا على المساعدات فهم بحاجة لها.

ومن المهم أن تعمل وسائل الإعلام من أجل الضغط لفتح المعبر وعلى كل من يشعر بالتهديد أن يقوم بحملة للتوعية حول الخطر، وضرورة تقديم الدعم الإنساني لإقليم شمال وشرق سوريا، وبهذه الطريقة يمكننا حماية منجزات ثورة روج آفا.

يقال دائماً أن أربيل صامتة لكن في المقابل ينشط الناس للمساعدة والدعم، برأيك مع من قلوب أهالي أربيل؟

أولئك الذين ينتقدون أهل أربيل عن بعد، يظلمونهم كثيراً، فكلما احتاج الكرد إلى المساعدة، أظهرها لهم أهالي أربيل مثل الترحيب باللاجئين، وتقديم المساعدات الإنسانية والمشاركة في القتال، لذلك فإن العيش في ظل النظام الحالي في أربيل يتطلب شجاعة كبيرة.  ورغم أن الناس لا يتلقون رواتب وأهل أربيل محاصرون اقتصادياً وخدماتياً وتجارياً، إلا أنه تم إجراء عشرات الاتصالات الهاتفية معي ومع أصدقائي عن موعد الإعلان عن الحملة وسألونا ماذا نفعل وما هي الاحتياجات؟ لذلك أتمنى ألا ينظروا إلى أربيل بهذا الشكل.

 

ما هو ندائك للشعب؟

آمل ألا يقع الناس تحت تأثير مخططات العدو والحرب النفسية التي يريدون تنفيذها على كل كردي، مثل زرع الانقسامات في أذهان الناس فهذا تقسيم سياسي، فالشعب الكردي يشعر بالمسؤولية تجاه نفسه في جميع أجزاء كردستان، وهم على استعداد لتقديم المساعدة لروج آفا، والآن من المهم الضغط من أجل فتح معبر سيمالكا.