ما الذي ينقص الشابات لتمكينهن سياسياً في المجتمع؟
أطلق مركز إعلاميات الجنوب في قطاع غزة مؤخراً حملة لتمكين النساء سياسياً ودعمهن في الوصول إلى مراكز صنع القرار ضمن برنامج متكامل تقوده الصحفيات من أجل النهوض بالمرأة في كافة مناحي الحياة تحت وسم "إعلاميات قادرات"
رفيف إسليم
غزة ـ , وقد شملت الحملة قبل بدء تنفيذها عبر مواقع التواصل الاجتماعي دراسة بحثية للتعرف إلى احتياجات النساء عموماً والشابات خصوصاً للانخراط في الحياة السياسية وتغيير واقعهن.
قالت منسقة الحملة حنين جودة، أن النساء في قطاع غزة بحاجة للحملات بشكل مستمر سواءً للتمكين اقتصادياً أو اجتماعياً أو صحياً أو سياسياً, وذلك بهدف تذكيرهن بدورهن الفعال وتسليط الضوء على القضايا التي يعانين منها, مشيرةً إلى أن تلك المعاناة يجب أن تقابلها قصص نجاح لنساء استطعن تحقيق إنجاز ملموس في جانب من جوانب الحياة ليكون لديهن حافز على الاستمرار ومقاومة الصعوبات التي تواجههن وتختلف من امرأة لأخرى.
وتلفت حنين جودة أن الحملة جاءت تحت عنوان "التغيير قبل التمكين" والتي انطلقت في أواخر آب/أغسطس الماضي، لبحث واقع النساء في قطاع غزة أولاً ومن ثم محاولة إيجاد المعوقات التي تمنع دمجهن في الحياة السياسية والوصول لمراكز صنع القرار للتغلب عليها، وذلك من خلال دراسة استهدفت عشرات النساء من محافظات مختلفة, مشيرةً إلى أن الحملة حاولت التركيز في الوقت الحالي على شريحتين مهمتين في المجتمع وهما الشابات اللواتي في مقتبل العمر والإعلاميات.
ولا تخفي حنين جودة خلال حديثها أن الكثير من الشابات سواءً خلال تعبئة استمارة الدراسة أو الحملة التي نظمت عبر مواقع التواصل الاجتماعي أعربن عن رغبتهن في المشاركة بالحياة السياسية وفي الوصول لمراكز صنع القرار أيضاً لأنهن الأكثر علم بمشاكلهن واحتياجاتهن بالتالي سيكن الأجدر والأقدر على حل تلك المشاكل التي تلامسهم بشكل مباشر, لافتةً إلى أن البعض من تلك الشابات لم يشاهدن مراكز الاقتراع ولم ينتخبن ولو لمرة واحدة في حياتهن.
وعن رغبتهن في الانخراط بالأحزاب السياسية أوضحت حنين جودة أنهن عبرن عن رفضهن بشكل قاطع في الانضمام بتلك الأحزاب ولعل السبب في ذلك يرجع إلى حالة العجز والاحباط التي خلفتها تلك الأحزاب طوال 15 عاماً من الانقسام السياسي بين كلاً من الضفة الغربية وقطاع غزة, مشيرةً إلى أن وعود الأحزاب الكاذبة في التغيير كان سبب للقضاء على توفير حياة كريمة للكثير من الشابات لذلك يرون أن الأحزاب حل عقيم للتمكين.
وأوضحت حنين جودة أن تلك الأحزاب حسب ما أفادت الفتيات لم تستطيع أن توفر لهن فرص عمل فكيف ستدمجهن سياسياً وتساعدهن على تولي المناصب في قطاع غزة المحاصرة, منوهةً إلى أن الكثير من الشابات والإعلاميات شاركن وسوم الحملة عبر حساباتهن من خلال مواقع التواصل الاجتماعي معبرات عن أراءهن السابق ذكرها ومطالبات الجهات المسؤولة بالتغيير وذلك مما يؤكد نجاح الحملة في تثقف تلك الشابات وتوعيتهن للمطالبة بحقوقهن.
وتشير حنين جودة إلى أن المرأة غير الواعية لن تستطيع المطالبة في حقوقها لأنها قد لا تعرفها من الأساس لذلك لا يمكن أن يحدد وقت للحملات بشكل عام, فبالرغم من الانتخابات التي قد أغلق ملفها حديثاً إلا أن المؤسسات لا تستطيع التخلي عن دورها في التوعية القانونية للنساء خاصة في ظل التشرذم الفكري والسياسي الذي يعاني منه قطاع غزة, مؤكدةً أن على جميع مؤسسات المجتمع المدني الاستمرار على ذلك النهج لتأدية واجبهم تجاه المجتمع.
وتعود بنا حنين جودة لبداية عام 2020، حين اشتدت ظاهرة العنف ضد النساء بالتزامن مع بداية ظهور جائحة كورونا لتؤكد أن الكثير من النساء كن يتعرضن للعنف وهن لا يعرفن معناه لذلك كان الصمت ملاذهن الوحيد, مضيفةً أنه مع استمرار حملات المركز للتوعية بجرائم العنف أصبحت النساء تعترض على تلقيهن للضرب أو الإهانة اللفظية, كما تم التركيز على حالات القتل العمد التي حدثت مؤخراً وطالت عدة نساء بأعمار متفاوتة وأسباب مختلفة أيضاً.
وجميع تلك الجهود كانت تهدف إلى تغيير ثقافة المرأة والمجتمع حسب حديث حنين جودة وصناعة نساء قويات قادرات على حمل أعبائهن بأنفسهن والمدافعة عن حقوقهن ونيلها, مشيرةً أن مركز إعلاميات الجنوب يستمر بعرض قضايا النساء والوصول إليهن سواء من خلال الحملات أو برامج الإذاعة والتليفزيون أو المقالات المكتوبة لتصدير قضاياهن واحتياجاتهن وتعريف الباقي منهن أن هناك من يقف بجانبهن دوماً لتقديم الدعم والمساعدة.
اليوم يهدف مركز إعلاميات الجنوب في قطاع غزة من خلال الدراسات المستمرة إلى معرفة نقاط ضعف النساء، فتشير حنين جودة أن مجال التحليل السياسي في قطاع غزة لا تعمل به النساء فلا وجود لمحللات سياسيات محنكات ويحتل الرجال تلك المناصب, ملفتة إلى أن من ضمن برنامج التمكين سيتم إعداد عدة دورات لعدد من الشابات لتبدأ النساء في قطاع غزة الدخول في خوض غمار التعليق السياسي ومهاراته من خلال زيادة الوعي السياسي لديهن.