مع اقتراب الانتخابات... قضية إشراك الجزائريات تعود إلى الواجهة

"رفع الوعي السياسي لدى النساء مهم وأساسي" بهذه الكلمات أكدت رئيسة الجمعية الوطنية للمرأة الجزائرية عتيقة حريشان، على أنه من المهم أن يرقى دور المرأة خاصة في المجال السياسي ويكون لها بصمة وقرار في الرئاسة المقبلة.

نجوى راهم

الجزائر ـ عاد الجدل حول ضرورة مشاركة المرأة في الحياة السياسية مجدداً مع اقتراب نهاية الحملة الانتخابية، خاصة بعد رفض ملفات الراغبات من بينهن زبيدة عسول وسعيدة نغزة، بالإضافة إلى انسحاب رئيسة حزب العمال لويزة حنون أواخر شهر تموز/يوليو الماضي.

في الوقت الذي تشهد فيه الساحة الوطنية في الجزائر عزوف النساء عن المشاركة في السياسة، أطلقت جمعية حورية للمرأة الجزائرية برنامجاً من أجل رفع الوعي السياسي لدى المرأة وضرورة مشاركتها في الاستحقاق الانتخابي المقرر في السابع من أيلول/سبتمبر الجاري.

وحول ذلك قالت رئيسة الجمعية الوطنية للمرأة الجزائرية عتيقة حريشان "نعمل في الجمعية على رفع وعي المرأة وتوعيتها بأداء أدوراها، كما أننا حاضرون في القضايا التي تهم النساء ومصلحة البلاد"، مشيرةً إلى أن التحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة محطة مهمة "دورنا كجمعية نسوية هو تشجيع النساء على الانخراط ودفعهن إلى المشاركة الإيجابية والفعالة في قضايا الوطن والأمة".

وترى أن رفع الوعي السياسي لدى النساء مهم وأساسي، لأن المرأة عنصر فعال ومساهم وليس مجرد رقم يتم عده في الاحصائيات، لذلك من الضروري أن يرقى دورها إلى أن تكون لها بصمة وقرار في الرئاسيات المقبلة، مضيفة أن الانتخابات هي محطات وطنية يتقرر فيها مصير البلاد، ويتم فيها تسطير برامج واستراتيجيات لا يمكن أن تكون المرأة غائبة فيها.

وأكدت على أن المشاركة السياسية للمرأة لا تقل أهمية عن مشاركتها الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والعلمية، لافتةً إلى أن المرأة الجزائرية في إطار التشريعات القانونية محمية وآخرها ما جاء في دستور2020 من خلال حق المواد التي تكفل حق المرأة في المشاركة السياسية، في ظل ترسانة من القوانين والاجراءات سواءً تلك المتعلقة بالأسرة أو الانتخابات.

وأضافت "المرأة أخذت مكانتها في جميع المجالات منها العلمية نظراً لعدد الباحثات والعميدات والمديرات والوزيرات والمسؤولات في السلك الدبلوماسي، وهذا ما يجعلنا اليوم نتحدث عن ضرورة الانتقال من الحق إلى الواجب، فمن المهم ألا تتخلف المرأة الجزائرية عن ترك بصمتها في محطات مصيرية سياسية".

وأشارت إلى أن المساواة لا يمكن أن تتجسد إن لم تؤدي المرأة واجبها الانتخابي إلى جانب الرجل "إن المساواة لا تقتصر على جانب دون آخر، كما لا يجب أن يتم حصر دور المرأة في الاقتراع فقط، لأن دورها أعمق بكثير من خلال إدراكها بالتغيرات الحاصلة في الساحة الوطنية وإلمامها بما تتضمنه البرامج الانتخابية".

وشددت على ضرورة إشراك المرأة في صنع القرار واختيار من يقود البلاد ومن يمثلها في المحافل الدولية بجدارة واستحقاق، انطلاقاً من رؤية صحيحة مبنية على اطلاع وليس التصويت دون دراية ومعرفة مسبقة، مضيفةً أن "لمشاركة المرأة السياسية تاريخ وأرشيف، فقد كانت لأمهاتنا الدور في استرجاع السيادة وتمكين المرأة ما بعد الاستقلال، لذلك من الضروري مشاركة جيل ما بعد الحراك بمساهمة الأمهات المثقفات في الإصلاح العام والإدارة السياسية".

 

 

حملة "بصمتي فرصتي" تحت شعار "صوتي أمانة"

بدورها قالت مسؤولة الإعلام الوطني بالجمعية ومديرة حملة "بصمتي فرصتي" في طبعتها الثالثة جهاد صياد أن الهدف الرئيسي من الحملة هو رفع وعي المرأة بمسؤوليتها لأداء واجبها الانتخابي في انتخابات الرئاسة التي من المقرر أجراؤها خلال أيام، إضافة إلى رفع وعيها في كيفية اختيار المرشح بعيداً عن الأحزاب والشخصيات المترشحة عبر مختلف المكاتب الولائية.

وأكدت "كمجتمع مدني ننظر برؤية أوسع من الأحزاب حيث نركز على التفاصيل مثل العمل على نقطة مهمة وهي رفع الوعي لدى المرأة من خلال طرح عدة محاور وهي كيفية اختيار المترشح والدور الذي تلعبه المرأة في الانتخابات ولماذا ننتخب أصلاً؟، بالإضافة إلى اطلاع النساء على مضامين البرامج الانتخابية ومساعدة المرأة على اختيار المرشح الذي يمثلها ومحاولة الوصول والاحتكاك بالنساء من مختلف الطبقات الاجتماعية لضمان مشاركة عالة في المستقبل.

وحول النشاطات التي سطرتها الجمعية في إطار الحملة أوضحت أنهم "قاموا بتقسيم الناشطات إلى جزئيين شق حضوري وشق إلكتروني، يتمثل الجزء الإلكتروني في إقامة ندوات وحوارات رقمية مع شخصيات سياسية فاعلة من مختلف التوجهات، أما الجزء الحضوري يشمل الأنشطة الميدانية والتوعوية بضرورة مشاركة المرأة في الحياة السياسية واستقبال المواطنين على مستوى مقراتنا في مختلف الولايات لشرح وتبسيط أهمية التصويت واختيار مرشح معين والتقليل من نسبة العزوف عن أداء الاستحقاق الانتخابي، بالإضافة إلى التواصل مع الإعلام وتنظيم ندوات حضورية من بينها ندوة المرأة في مختلف البرامج السياسية للمترشحين الثلاث".