"حفيدات بلقيس" تطلق حملة إعلامية لتمكين المرأة سياسياً
لرفع الوعي المجتمعي حول أهمية مشاركة المرأة في بناء السلام والمفاوضات الرسمية التي من شأنها المساعدة لإنهاء الأزمة اليمنية، أطلقت مبادرة "حفيدات بلقيس" حملة إعلامية لدعم تمكين المرأة سياسياً
نور سريب
اليمن ـ .
تضمنت الحملة الإعلامية التي أطلقتها مبادرة "حفيدات بلقيس" لدعم المرأة سياسياً في اليمن في أواخر أيلول/سبتمبر الماضي، إطلاق هاشتاغ "نعم للنساء في عملية بناء السلام والمفاوضات"، وإقامة ورش عمل للإعلاميين في عدن عبر تطبيق الزوم تحت عنوان "تفعيل دور الإعلاميين في الدفع بمشاركة المرأة في بناء السلام والمفاوضات الرسمية".
كما نشرت المبادرة النسوية المجتمعية المعنية بتعزيز دور المرأة والعمل على حماية كافة الحقوق المدنية القانونية لها، بموجب ما تضمنه الدستور اليمني من نصوص وكذلك ما تحقق في المسودة النهائية لمؤتمر الحوار الوطني بحقها في الـ 30% من الكوتا النسائية، بروشورات للتعريف بالقرار رقم 1325.
واعتمد القرار رقم (1325) حول المرأة والسلام والأمن، بالإجماع من قبل مجلس الأمن في 31 تشرين الأول/أكتوبر عام 2000، لحماية النساء والفتيات من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، ويحث القرار جميع الدول الأعضاء على أخذ التدابير اللازمة في المسائل المتعلقة بمشاركة المرأة في عمليات صنع القرار والعمليات السلمية.
وكان قد دعا وسطاء الأمم المتحدة إلى اليمن، مراراً الأطراف المتنازعة في اليمن التي همشت دور المرأة في المفاوضات الساعية إلى بناء السلام، إلى تمثيل المرأة بنسبة لا تقل عن 30% في وفودها إلى مفاوضات السلام، لكن حضور المرأة ظل متواضعاً.
وركزت الحملة على توعية مرتادي وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى أكبر عدد من الأشخاص، لما لها من تأثير كبير في سلوكياتهم وقناعاتهم لكسب تضامنهم مع القضية ورفع الوعي وزيادة نسبة قبول مشاركة المرأة ودورها الهام في تعزيز سبل السلام والتي من شأنها المساعدة في إنهاء الأزمة اليمنية.
ويشدد الحقوقيون على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن 1325، الذي اعتبر المرأة "عنصراً فاعلاً ومؤثراً في السلام والأمن خاصةً أثناء تسوية النزاعات"، مؤكدين على أن تمثيل النساء تمثيلاً حقيقياً سواء ضمن وفود أطراف النزاع أو كمستقلات ومنظمات المجتمع المدني، خطوة مهمة لنجاح المفاوضات وتحقيق سلام مستدام وشامل في اليمن.
وقالت المدير التنفيذي لمبادرة حفيدات بلقيس دلال عادل "للإعلام دور كبير في التوعية بالمشاركة السياسية للمرأة، لتأثيره الكبير على كسب الرأي العام، فالنساء يشكلن 61% من مجمل عدد السكان في اليمن وهن الأكثر تضرراً من تبعات الحرب، وهذا ما يجعل مشاركتهن في عملية بناء السلام ضرورية وفعالة".
أثر إيجابي
وترى الإعلامية ورئيسة مبادرة "نحن يد واحدة" هويدا الفضلي، أن الحملات الإعلامية التي تدعم مشاركة النساء، تلعب دوراً كبيراً في تكوين أثر إيجابي للمرأة بشتى المجالات الثقافية والاجتماعية والسياسية وغيرها.
وأكدت على أن "تلك الحملات تعزز من قدرة المرأة للمطالبة بحقوقها التي تكاد أن تكون شبه معدومة في مجتمعاتنا الشرقية بالعموم أو اليمنية بالتحديد، فكلما كان المجتمع والإعلام نفسه مستوعب مكانة المرأة كلما زادت قدرتها للمطالبة بحقوقها والحديث عن قضاياها التي تعاني منها، وذلك لأن المرأة بطبيعتها تخاف أن تجهر بمشاكلها أمام المجتمع كونه مجتمع دائماً ما يضع اللوم عليها، باختصار لأنه مجتمع ذكوري".
ووجهت هويدا الفضلي رسالة للمنظمات والمبادرات النسوية قائلةً "رسالتي من هذا المنبر أن تستمر هذه الحملات التوعوية بحقوق المرأة في المشاركة السياسية ومختلف المجالات، ويتم وضع مساحات آمنة للمرأة لتعطيها مجال للحديث عن قضاياها والبحث حول كيفية معالجتها، وبالطبع نثمن جهود الحملات التي تساعد المرأة في بناء المجتمع".
من جهتها قالت الصحفية هبة البهري "الحملة كانت ناجحة من كل المحاور من خلال الأنشطة سواء انتشار البوسترات التعريفية التي لاقت رواجاً كبيراً ووصلت إلى عدد كبير وحصلت على إعجاب الكثيرين، الأمر الذي عكس مدى نجاحها... فيما لاقى نشاط الورشة من حضور صحفيين وإعلاميين متميزين صدى كبير على مستوى جميع المواقع والصحف المحلية وحتى الإذاعات".
وأضافت "كل هذا الصدى والتفاعل الكبير يثبت أن الجميع يقف خلف أحقية حصول المرأة على الدعم في المشاركات السياسية سعياً منها للسلام، تزامناً مع تحمل المرأة لكل أعباء الحرب حيث أنها أكبر وأكثر المتضررين من كل الجهات".
بينما عبر الصحفي وضاح الشليلي أحد الإعلامين المشاركين في الحملة عن سخطه من الأحزاب السياسية التي طالما اتخذت المرأة كشماعة وتخلت عنها عندما حان وقت التمثيل السياسي في التشكيلة الحكومية، "الحرب المستمرة اثبتت أن الأحزاب السياسية والمكونات التي صدعت رؤوسنا خلال سنوات ما قبل الحرب بحقوق المرأة ودورها في تحقيق بناء السلام والمشاركة في صنع القرار، كانت كلها شعارات زائفة بل على العكس، ما يحصل من تهميش وإقصاء لدور المرأة يؤكد أن النخب السياسية التي تتحكم بالمشهد السياسي اليوم هي العقبة الأكبر أمام فرص تحقيق السلام، وأعتقد أن ما يجري اليوم من حراك نسوي مدني وحضور فاعل للمرأة، يمثل تطور إيجابي سيعزز من تمكين النساء سياسيا".
ومن المقرر أن تستمر الحملة التي انطلقت بدعم من منظمة "وما" للتنمية وحقوق الإنسان ومؤسسة رنين اليمن ضمن أنشطة مشروع (APPY) تعزيز سبل السلام في اليمن، إلى أواخر تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
والجدير ذكره أن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث بدأ مباحثات مكثفة للترتيب لجولة جديدة من مشاورات السلام اليمنية، التي تأمل المنظمة الدولية انعقادها في السويد في غضون الأسبوع الأول من كانون الأول/ديسمبر المقبل.